استبق رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط ميدل إيست اللبنانية محمد الحوت قرار إعادة فتح طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بإعطاء الضوء الأخضر لإقلاع رحلة في الثانية بعد الظهر من باريس الى بيروت، فأشاعت هذه الخطوة آمالاً مبكرة بانفراج الكابوس الدموي الذي حل بلبنان وأودى خلال أسبوع بحياة العشرات قتلا وتصفية، وخلّف عشرات الجرحى وأضراراً مادية جسيمة، عدا عن وضعه البلاد في نفق الفتنة. وكان اللبنانيون تابعوا أمس، تنقلات اللجنة الوزارية العربية بين الزعامات المتخاصمة وانتظروا مؤتمرها الصحافي الذي تأخر عن موعده، فيما شهدت المناطق المزيد من لقاءات"رأب الصدع"وتجنيب المناطق المزيد من الصدامات. وحاول سكان العاصمة استرجاع بعض من نسق حياتهم الطبيعية على طرق كانت لا تزال مقفلة بالركام، وغداة ليلة انهمر فيها الرصاص المعارض المبتهج كالمطر. وأعلن رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري أمس، انه كلف فرقاً هندسية للمباشرة بإجراء مسح شامل للأضرار الناجمة عن"جريمة اجتياح مدينة بيروت وجميع المناطق، التي نفذها"حزب الله"وملحقاته لتحديد الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين والمباشرة بإجراءات دفع التعويضات عنها". وكانت إدارة تلفزيون"المستقبل"أعلنت أنها تلقت مساء أول من أمس، في استديواتها في سن الفيل تهديداً جديداً من مجهول انذرها بوقف البث وإقفال المحطة خلال ساعة من تاريخ الاتصال، وقالت مصادر أمنية ان المجهول اتصل في العاشرة وعشر دقائق ليلاً وهدد بأنه سيقصف المبنى بصاروخ. وأعلمت إدارة التلفزيون الأجهزة الأمنية بمضمون الاتصال وباشرت الاخيرة تحقيقاتها في تعقب مصدر الاتصال. وسبق أن تلقى التلفزيون تهديداً مباشراً من"حزب الله"خلال الهجوم المسلح على بيروت ما أدى الى إقفاله أياماً. وكرر أمس، المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله بعد لقائه نائبين من"حزب الله"ووفداً من"حزب التحرير"ضرورة ان"تتحمل الأحزاب والتيارات الإسلامية مسؤوليتها في الالتفاف على من ينفخ في البوق الطائفي او المذهبي"، محذراً من ان"الخطاب الذي يمزج بين المسائل السياسية المعقدة في لبنان والمسائل المذهبية خطاب تدميري". وفي متابعة للتطورات، اجتمع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان مع وفد مشترك من حركة"أمل"و?"حزب الله"ضم: الوزير المستقيل محمد فنيش والنائب علي عمار، رئيس المكتب السياسي لحركة"أمل"جميل حايك وعضو الهيئة التنفيذية للحركة قبلان قبلان، في حضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان. وشدد الشيخ قبلان في كلمة له لمناسبة الذكرى الستين لنكبة فلسطين على أن إيران"نصيرة العرب والمسلمين، وعلى العرب ان يعرفوا عدوهم من صديقهم ويعملوا متضامنين لاستعادة الحقوق العربية في فلسطينولبنان وسورية". ورأى ان على"اللبنانيين ان يبادروا للقاء في ما بينهم في المجلس النيابي باعتباره المكان الصالح للحوار والتشاور، وإذا رغب السياسيون اللقاء في قطر فلا مانع لدينا في لقاء الاخوة في الدولة الصديقة التي أسهمت في إعمار ما هدمته إسرائيل في عدوانها الغاشم، كما نشكر كل الدول العربية والإسلامية التي ساهمت في إعادة إعمار لبنان". الجبل وفي الجبل، بقيت أجواء الترقب الحذر مسيطرة على المنطقة في انتظار المعالجات السياسية الجارية، علماً أن بعض المواطنين الذين خطفوا أثناء الأحداث على يد مقاتلي"حزب الله"من المنطقة ما زال مصيرهم مجهولاً الأمر الذي يرخي بثقله على عودة الأمور الى مجراها الطبيعي. ومن هؤلاء شخصان من كفرقطرة هما: خالد بركات، وصالح صالح. وكان أعيد أمس فتح المدارس والجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة، وكذلك المؤسسات على اختلافها في الشوف والجبل. وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه عن تفجير وحدة من الجيش قنبلتين يدويتين في منطقة عيتات - عاليه.، وهي المنطقة التي شهدت مواجهات بين"الحزب التقدمي الاشتراكي"و"حزب الله". وعقدت بلديات ومخاتير قرى غرب عاليه اجتماعاً خلصت فيه الى بيان نوهت فيه"بالاتفاق بين الزعيمين وليد جنبلاط وطلال أرسلان في إطار معالجة كل الإشكالات التي شهدتها منطقتنا، ولا سيما لجهة ترسيخ وقف إطلاق النار وتثبيت العيش المشترك وإشاعة أجواء الطمأنينة"، وأيدت"البيان الصادر عن قيادة الجيش اللبناني الضامن للسلم الأهلي، والمولج بحفظ الأمن وتأمين سلامة المواطنين"، وطالبت بتنفيذ قراره المتعلق بإزالة المظاهر المسلحة كافة". وعقد لقاء موسع في صالة كنيسة مار جرجس، مساء أول من أمس، بدعوة من رئيس قسم الشياح الكتائبي حليم مطر، حضره ممثلون عن الأحزاب المسيحية: الكتائب اللبنانية، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، حزب الوطنيين الأحرار ورئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس وأعضاء المجلس البلدي، ومستقلون وكهنة، وتداول المجتمعون في القضايا التي فرضتها الأحداث الأخيرة وتوافقوا على الحفاظ على أمنها وهدوئها وقطع الطريق على أية محاولات لزعزعة الاستقرار فيها". وتقرر"تشكيل لجنة برئاسة رئيس بلدية الشياح تسهر على المنطقة وتطلع على كل شاردة وواردة سعياً وراء تحقيق ما يصبو اليه الجميع من صلات ود بينهم وبين جيرانهم". طرابلس وفي طرابلس، أصدرت لجنة أهالي باب التبانة بياناً أعلنوا فيه"عزمهم تجنيب منطقتهم تبعات الاحداث والصراعات القائمة في لبنان ورفضهم الدخول في الاقتتال المذهبي والطائفي وتأكيد العيش المشترك وإرساء الأمن والاستقرار في لبنان عموماً ومنطقة باب التبانة خصوصا". وشددوا على"ان يقوم الجيش والقوى الأمنية كافة بدورهم في حفظ الأمن في منطقتنا، ولن يلاقوا من أهالي منطقة باب التبانة الا التعاون في سبيل الحفاظ على سلامة أهلنا ومنطقتنا". وأعلن الأهالي"رفضهم لأي بيان او تصريح باسمهم يصدر عن غير هذه اللجنة المخولة من قبلهم". وعقد في دارة النائب هاشم علم الدين في المنية اجتماع موسع ضم فاعليات اجتماعية وسياسية ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلاً عن النائب السابق صالح الخير إضافة إلى فاعليات بحنين ودير عمار والنبي يوشع. وأكد المجتمعون"ضرورة العمل للحفاظ على أمن المنطقة والسلم الأهلي ويشهد تاريخها على ذلك"، معتبرين أن"ما حصل في المنية وتحديداً على الأوتوستراد في الأيام الأولى من الأحداث الأخيرة ما هو إلا ردود فعل لم يسقط بنتيجتها أي ضحية". واستنكر المجتمعون"ما حصل من تعرض لمنزل النائب السابق الخير من طريق الخطأ"، مناشدين الجيش"الحفاظ على أمن المنطقة والمواطنين بموضوعية تامة من دون تمييز"، داعين الى"الهدوء والحذر والتنبه وعدم الظهور المسلح التزاماً بقرار الجيش". صيدا أما في صيدا، فعقد اجتماع أمني في مكتب قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العقيد منذر الأيوبي، وبحثت الأوضاع الأمنية في الجنوب ومدينة صيدا لمساعدة المواطنين على العودة الى حياتهم الطبيعية. وأعطيت التوجيهات اللازمة لتفعيل عمل الدوريات وتكثيف انتشارها في المواقع والنقاط الحساسة لتعزيز الهدوء في المدينة وإعادة فتح مدارسها وجامعاتها خلال ال48 ساعة المقبلة، بعد استتباب الظروف الأمنية الضامنة. وتابعت النائب بهية الحريري الاتصالات مع عدد من المسؤولين الرسميين والأمنيين والعسكريين وفاعليات صيدا السياسية والروحية والأهلية، وأثمرت الاتصالات، كما أفاد بيان صادر عن مكتبها الإعلامي،"عن رفع الحظر عن المؤسسات والمكاتب والمراكز والمدارس العائدة لمؤسسة الحريري المقفلة قسراً منذ اندلاع الأحداث الأخيرة". واستثني من قرار رفع الحظر مركز"المستقبل"في عمارة المقاصد والبستان الكبير. وقالت الحريري خلال لقائها رؤساء بلديات ومخاتير من منطقتي صيدا وجزين والشبكة الأهلية للتنمية في صيدا والجوار وقطاع المهن الحرة في"تيار المستقبل"في الجنوب:"خطابنا سيبقى خطاباً معتدلاً هادئاً جامعاً". وشددت على التعاون"حتى نمرر هذه المرحلة الصعبة، واذا أراد أحد أن يجرنا الى الفتنة، فنحن لن ننجر. لم يكن لدينا سلاح في الماضي وليس لدينا سلاح في الحاضر ولن يكون في المستقبل، فليطمئنوا، نحن دعاة شرعية وسنبقى كذلك، هذا البلد لا يحكم بالقوة، ولا أحد يلغي أحداً. نحن مؤمنون بالسلم الأهلي والعيش المشترك ولن نتغير".