تواجه القوات الاميركية، التي لم تستغرقها اطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين سوى ثلاثة اسابيع عام 2003، عدواً أكثر شراسة هو تنظيم"القاعدة"الذي تطارده منذ خمس سنوات من بلدة الى أخرى. وقال الميجور جنرال ريك لينش الذي يتولى قيادة نحو عشرين الف جندي اميركي في وسط العراق، خلال جولة في بلدة العدوانية جنوب غربي بغداد"لم يقل احد منا ان العدو هزم. لا يوجد بيننا أحد ساذج الى هذا الحد". واضاف ان"العدو ما زال موجودا، لكنه ضعف". وهذه المهمة الثالثة للينش مع قوات المشاة في الفرقة الثالثة في العراق، فقد كان جنوده الاوائل الذين دخلوا العراق في آذار مارس 2003 والاوائل الذين دخلوا بغداد في 9 نيسان ابريل. وعادوا الى العراق ثانية عام 2005، ثم مرة ثالثة العام الماضي عندما أعلن الرئيس جورج بوش زيادة عديد القوات للحد من اعمال العنف. وعن رؤيته لما حققته القوات الاميركية في العراق بعد خمس سنوات من اجتياح البلاد، قال لينش"اننا نحقق تقدماً هائلاً". ويرى القادة العسكريون الاميركيون انهم مستمرون في مطاردة"القاعدة"، بعد طرد عناصرها منتصف العام الماضي من بغداد، وانتقالهم الى المناطق الشمالية في البلاد خصوصا في محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل. ويقوم لينش وقواته الآن بتطهير المناطق الجنوبية من بغداد، حيث يؤكد القادة الاميركيون وجود"جيوب للمقاومة". ويشيرون الى تحسن الوضع الأمني لكن الأهم ان الهجمات التي يتعرض لها جنود الجنرال لينش انخفضت من 25 هجوماً في اليوم خلال نيسان 2007 الى الصفر تقريبا الآن. وتمثل بلدة العدوانية التي تعد احدى مناطق"مثلث الموت"وتحررت من قبضة"القاعدة"، مثالاً للطريقة التي يقاتل بها الجيش الاميركي"الجهاديين". وتوفر الولاياتالمتحدة دعماً مالياً لعناصر محلية لحماية البلدة، وتقدم مساعدة في تمويل المشاريع الخدمية. وينتشر العراقيون من عناصر"الصحوة"، وبينهم فتيان، على حواجز أمنية لتأمين حماية البلدة الى جانب القوات الاميركية. ويعقد حازم شاكر، رئيس المجلس البلدي، ورياض خضير الدليمي، وهو مسؤول ارتباط مع القوات الاميركية يتقاضى الاموال منها لدفع رواتب قوات"الصحوة"وتطوير المشاريع الخدمية، اجتماعاً مع القادة الاميركيين. ويتفقد الجنرال لينش وعدد من ضباطه مدرسة ومستوصفا أنشآ بأموال اميركية فيما يواصل عمال وضع اللمسات الاخيرة. ويفترض ان تستقبل هذه المدرسة 350 تلميذاً فيما يقدم المركز الطبي خدماته لسكان البلدة التي يعيش فيها حوالي ستة آلاف شخص. ويبادر لينش بعد ان رفع خوذته العسكرية وأشعل سيكاره، بطرح اسئلة عن مصادر المياه والكهرباء ووسائل تبريد قاعات الدروس، فيما ينقل المترجم اسئلته الى العمال. ويقول الجنرال"هذا هو التقدم". ثم يتوجه الى منزل اتخذته قوات"الصحوة"مقراً لها، وحال دخوله المقر يرفع عنه سترته المضادة للرصاص التي تزن نحو 16 كليوغراما. ويجلس الجميع وينضم اليهم شيخ البلدة حمزة حسان الذي يرتدي دشداشة تقليدية. ويتحدث الأهالي عن حاجاتهم مثل ايجاد مقر لقوات"الصحوة"وإنشاء محطة للوقود والقيام بحملة تنظيف لقنوات الري. ويبادر الكولونيل جيمس ادامز بالقول:"لقد خصصنا للتو مبلغ 25 ألف دولار للجمعية التعاونية الزراعية"، فيما يقول لينش:"خصصنا 25 ألف دولار أخرى لمزارع الدواجن". ويضيف:"ما يقلقني هو عودة"القاعدة"، هذه المسألة تؤرقني وتجعلني لا أنام الليل". ودعا شيخ البلدة حمزة حسان، الذي يفتخر بانتظام ابنائه الاربعة في صفوف قوات الصحوة، العائلات الشيعية الى العودة الى منازلها. ويقول رياض ان"لا فرق بين العراقيين سنة او شيعة".