أكد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى أمس، أن أسلحة ومتفجرات فتاكة ما زالت تأتي إلى العراق من إيران، وتُسهم في قتل جنود أميركيين. وأوضح الميجور - جنرال ريك لينش في مقابلة مع وكالة"رويترز"أن"أي تغيير لم يحدث. إنها حالة ما زالت مستقرة نسبياً. هذا التدفق من جانب الإيرانيين إلى العراق ما زال يحدث". وتتهم الولاياتالمتحدةطهران بدعم متشددين شيعة في العراق، وهو اتهام تنفيه ايران في شدة. وكان سفيرا البلدين في العراق عقدا محادثات مباشرة نادرة في بغداد في 29 أيار مايو الماضي للبحث في أمن العراق، لكن لينش قال إن توقع تغييرات على الأرض خلال هذه الفترة القصيرة سيكون أمراً يتنافى مع الواقع. وأضاف لينش وهو يشير الى عبوات خارقة للدروع تُحدث آثاراً فتاكة في المدرعات الأميركية إن"ما أحاول عمله هو التمسك بالحقائق. وأعلم بأنه في ميدان المعركة حيث أعمل، هناك ذخائر تحمل علامات إيرانية واضحة. وأفقد كثيراً من جنودي بسبب هذه العبوات الخارقة للدروع". وتابع أن"من الواضح أن تكنولوجيا العبوات الخارقة للدروع والذخائر تأتي من ايران. ويجب أن نُوقف ذلك". ومعلوم أن لينش تولى قيادة العمليات أخيراً في محافظة واسط في جنوب شرقي البلاد، والتي لديها حدود مع ايران طولها 240 كيلومتراً. كما أرسلت القيادة العسكرية الأميركية أخيراً ثلاثة آلاف جندي أميركي اضافي جاؤوا من ولاية جورجيا، لوقف تدفق الاسلحة والذخيرة من ايران الى بغداد عبر محافظة واسط. وعلى رغم طول الحدود مع ايران، إلا أن هناك أماكن معدودة يمكن أن تعبر شاحنات عبرها، وهو ما يجعل لينش واثقاً من النجاح الآن، وخصوصاً بعد نشر مزيد من الجنود الأميركيين في نقاط تفتيش في طريقة مناسبة. وقال هذا المسؤول العسكري الأميركي:"الآن وبعدما أصبحت لدينا وحدات إضافية على الأرض، فإن هذا يعطينا القدرة على توجيه عمليات لم يكن في مقدورنا القيام بها بسبب عدم وجود قوات كافية". وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أرسلت تعزيزات قوامها حوالي 28 ألف جندي أميركي الى العراق لمساعدة الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي جورج بوش في هذا البلد. ومن المتوقع أن يدعم جنود لينش والتعزيزات الاضافية التي جاءت من ولاية جورجيا، الوجود الضعيف نسبياً لقوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة في محافظة واسط، والتي تضم جنوداً من بولندا ورومانيا والسلفادور. يذكر أن القائد العسكري الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر سيقدمان تقريراً في شأن التقدم في الاستراتيجية الأمنية الجديدة الى الكونغرس في حلول أيلول سبتمبر المقبل. وعلى رغم أن بعض القوات الاضافية التي يعتمد عليها لينش جاء ضمن آخر دفعات التعزيزات، إلا أن هذا القائد العسكري الأميركي واثق من تحقيق تقدم ملموس أمنياً في حلول ذلك الوقت. وقال:"والآن بعدما اصبحت القوات الاضافية في مكانها، أعتقد بأنه يمكننا أن نحقق تغييراً في الموقف الأمني في بغداد والمناطق المحيطة بها في حلول أيلول سبتمبر المقبل". وأضاف أن قواته شنت هجوماً كبيراً ضد المتشددين السنة المتحالفين مع تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"جنوببغداد. يذكر أن عملية أميركية رئيسية أخرى تُنفذ شمال العاصمة في محافظة ديالى. ورأى لينش أن"في امكاننا القيام بعمليات التطهير هذه ضد معاقل العدو". وعلى الجيش والشرطة العراقيين المحافظة على السلام بعد خروج القوات الأميركية، وهو أمر لم تتمكن أجهزة الأمن العراقية الجديدة من القيام به في الماضي. وقال لينش إن"في امكاننا القيام بالجزء الأول، لكن قوات الأمن العراقية يجب أن تُطور عملها لتؤدي واجبها الدائم. إنه أمر متروك لشعب العراق". وكان الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر حل الجيش العراقي وقوى الأمن الأخرى في أعقاب غزو هذا البلد عام 2003، ما أدخل البلاد في فوضى عارمة. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال بيتر بايس صرح ليل أول من أمس بأن الحكم على أحدث هجوم للجيش الأميركي في العراق يجب أن لا يكون على أساس خفض العنف، بل اتخاذ الزعماء العراقيين إجراءات للمصالحة. وأضاف بايس خلال مؤتمر صحافي:"إذا حاول المرء الحكم على هذا من خلال مستوى العنف، فإنه بذلك يستخدم مقياساً خاطئاً". ويشارك عشرات الآلاف من الجنود الاميركيين والعراقيين في هجوم واسع يهدف الى القضاء على مسلحي تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"وغيرهم في أنحاء العراق. لكن بايس قال إن"أعداء أميركا"سيبقون قادرين على التأثير في مستوى العنف. ورأى أن مؤشراً أفضل لقياس النجاح يكمن في السؤال: هل سيشعر رجل الشارع العراقي بأن حياته تتحسن؟ وهل سيشعر السياسيون بأن في امكانهم المضي قدماً في إجراءات تهدف الى بناء الثقة بين السنة والشيعة والأكراد؟ وكان مسؤولون أميركيون وعراقيون شددوا على أن تلك الاجراءات تشمل قانون تقاسم إيرادات صناعة النفط وتعديل قانون اجتثاث البعث للسماح لعدد أكبر من العرب السنة بتولي وظائف عامة.