انتقد ثلاثة رجال دين ايرانيين كبار السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس محمود أحمدي نجاد، والتي أدت في رأيهم الى ازدياد نسبة التضخم، بحسب ما ذكرت الصحف الايرانية امس. وقال آية الله محمد رضا مهدوي كني كما نقلت عنه صحيفة"افتابي يزد"الاصلاحية"اننا نلقي المشاكل والأخطاء على الآخرين، ولكي نعلن أنفسنا أبرياء نتهم الآخرين". ومهدوي كني المحافظ كان رئيسا للوزراء في الجمهورية الاسلامية العام 1981، وهو عضو في مجلس الخبراء الذي يشرف على أداء المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي. وأوردت"افتابي يزد"انتقادات اضافية للبرنامج الاقتصادي لأحمدي نجاد على لسان اثنين آخرين من رجال الدين. وقال آية الله ناصر مكارم شيرازي"من أمكنة عدة في البلاد، يمكننا سماع الشكاوى من ارتفاع الاسعار والتضخم، وخصوصا في قطاع السكن حيث صرخة الشعب أقوى". واضاف رجل الدين المحافظ"احياناً، يعتقد مناصرو الحكومة ان حديثنا عن الوضع الاقتصادي يضعف الحكومة، لكن هذا خطأ ... اذا لم تعالج المشكلات الاقتصادية فسنواجه مشكلات سياسية وثقافية". من جهته، اعتبر آية الله عبدالكريم موسوي اردبيلي، وهو معتدل سبق ان تولى مسؤولية السلطة القضائية، ان"ارتفاع الاسعار اخيراً ليس شعارات، فكل المجتمع يشعر به". وانتهج احمدي نجاد اثر انتخابه في حزيران يونيو 2005 سياسة ضخ كثيف للأموال الناتجة من عائدات النفط لتمويل مشاريع بنى تحتية محلية، الأمر الذي أدى الى ازدياد حجم السيولة وارتفاع نسبة التضخم. وبحسب أرقام رسمية، بلغت نسبة التضخم في الاشهر الاثني عشر الأخيرة 18.4 في المئة. لكن خبراء اقتصاديين يرون انها تجاوزت العشرين في المئة. وعمد الرئيس الايراني في الاشهر الأخيرة الى استبدال معظم الوزراء المعنيين بالاقتصاد، محملا"اعداء الداخل"مسؤولية التضخم. واتهم هؤلاء امس بتشكيل مافيا اقتصادية ومنعه من تطبيق برنامجه الاقتصادي، غامزا من قناة القريبين من الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني.