تستعد موسكو وكييف لمناقشة "ملفات شائكة" خلال زيارة وزير الخارجية الأوكراني فلاديمير أوغريزكو إلى العاصمة الروسية الثلثاء المقبل، ومهّد الروس للزيارة بتحذير جيرانهم الأوكرانيين من المضي في خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ناتو. وأعلنت الخارجية الروسية أن المسائل الأساسية التي ستركّز عليها محادثات أوغريزكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تعرقل تطوير العلاقة بين البلدين الجارين، وفي مقدمها مسألة توسيع الحلف الأطلسي بضمّ أوكرانيا وجورجيا، التي تعارضها موسكو بقوة وتعتبرها"تهديداً مباشراً للأمن الروسي"يستدعي"اتخاذ إجراءات عسكرية للردّ عليه"، كما قال مسؤولون روس أخيراً. وتأتي أيضاً مسألة الخلاف على وضع أسطول البحر الأسود الروسي في مقدم المشاكل بين البلدين، علماً أن كييف تطالب موسكو بإنهاء وجود قواتها في شبه جزيرة القرم. وتعد هذه احد الملفات الخلافية الأساسية بين البلدين منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وتضع موسكو بين المسائل الخلافية، التي وصفت بأنها تعوق تطور علاقات حسن الجوار، قضية ما يوصف بأنه"حملة منظمة قوية مدعومة من جانب القيادة الأوكرانية الحالية ضد اللغة الروسية والناطقين بها في أوكرانيا"، علماً أن أكثر من نصف الأوكرانيين من الأقاليم الشرقية في البلاد يعتبرون الروسية لغتهم الأساسية. وسعت أحزاب يمينية أوكرانية خلال السنوات الأخيرة إلى استصدار سلسلة قوانين تحدّ من تعليم الروسية في المدارس وتضع قيوداً على تعاملات الناطقين بها. ويشكل التعاون في مجال الطاقة بنداً رئيساً على جدول الأعمال في كل زيارة يقوم بها مسؤول أوكراني إلى موسكو، خصوصاً أن أوكرانيا تعدّ أحد المعابر الأساسية لإمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا. وشهدت السنوات الأخيرة أزمات متتالية حول أسعار الغاز الروسي المباع إلى أوكرانيا، كادت أن تؤدي إلى قطع الإمدادات عن أوروبا. على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام معارضة في بيلاروسيا أن الهيئة الاشتراعية في مينسك صادقت أخيراً على اتفاق سري تساعد بموجبه فنزويلا على إنشاء نظام للدفاع الجوي ونظام للتشويش الإلكتروني. وبحسب المعطيات المنشورة، فإن بيلاروسيا ستزود فنزويلا أنظمة حديثة مضادة للطائرات من طراز"أس-300 ب"الروسية الصنع، ما يعني أن التعاون في حال صحت المعلومات يجرى بعلم القيادة الروسية. وكان الخبير البيلاروسي اندريه فيودوروف عبّر عن شكوكه في قدرة بيلاروسيا على تلبية حاجات الجيش الفنزويلي من دون الرجوع إلى موسكو، معتبراً أن مينسك تعيد تصدير الأسلحة الروسية، علماً أن الشركات الروسية تتولى تقديم الخدمات الفنية الضرورية للمنظومات الصاروخية"س-300 ب"والطرازات الأخرى من الأسلحة والتقنيات العسكرية الروسية المصدرة. وتكرر الحديث عن قيام مينسك بإعادة تصدير التقنيات العسكرية الروسية إلى بلدان على خلاف مباشر مع الغرب مرات خلال السنوات الأخيرة. وذكرت وزارة الخارجية البيلاروسية في تقرير رسمي صدر أخيراً أن مينسك صدّرت الأسلحة إلى 50 بلداً خلال العام الماضي. وشهدت الفترة الأخيرة تدهوراً كبيراً في علاقات بيلاروسيا مع الولاياتالمتحدة. ووصفت واشنطن الجارة المقربة لموسكو بأنها"آخر الديكتاتوريات في أوروبا".