أنهى الشاعر إبراهيم نصرالله عملاً روائياً ملحمياً طويلاً بعنوان "زمن الخيول البيضاء" ويشكل العمود الفقري لمشروعه الروائي"الملهاة الفلسطينية". وكان بدأ الإعداد له منذ العام 1985. وسيصدر في تشرين الأول اكتوبر في طبعتين واحدة مخصصة لفلسطين المحتلة وأخرى للعالم العربي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. يذهب نصرالله في ملحمته هذه الى منطقة لم يسبق أن ذهبت إليها الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية بهذه الشمولية وهذا الاتساع، مقدماً بذلك الرواية المضادة للرواية الصهيونية عن أرض بلا شعب لشعب بلا أرض! تبدأ أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولاً الى عام النكبة، محاورة المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث البالغة التعدد، والصراع المر بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الريف والمدينة والأتراك والإنكليز والمهاجرين اليهود والقيادات العربية من جهة أخرى. وكما يحصل دائماً في أعمال نصرالله تلتقي في هذه الرواية الملحمة والحكاية الشعبية والشهادة الشفوية والأغنية واللغة السينمائية. وفي خضم ذلك تتقدم الحياة الشعبية الفلسطينية اليومية في القرى والمدن لتحتل المشهد الإنساني الرحب والحافل بحكايات البطولة والحب، الحياة والموت، والخيانة والصفاء والرحمة والقسوة، في حين تضيء ميثولوجيا الخيل أعمق زوايا أرواح الشخصيات والقيم الكبرى لمجتمع بالغ الحيوية في طقوسه وحكاياته وأغانيه. إنها حكاية شعب حقيقي من لحم ودم كان يحيا فوق أرض حقيقية له فيها تراث وتفاصيل أكثر من أن تحصى وأكثر من أن يغيّبها النسيان، ووجود مملوء صخباً وتوتراً وفرحاً ومآسي وأحزاناً. رواية ملحمية كبيرة تقول: كان الفلسطينيون دائماً هنا، ولدوا هنا وعاشوا هنا وماتوا ويعيشون.