انشغلت الصحف البريطانية امس، بتكهنات في شأن المستقبل المهني لرئيس الوزراء توني بلير بعد استقالته من زعامة حزب العمال الحاكم، المتوقع إعلانها يوم الخميس المقبل، والمكاسب المادية التي سيحققها، وتضاربت توقعات معظمها حول المناصب التي يمكن ان يشغلها. ونشرت"ذي دايلي ستار"انه سيحقق دخلاً قدره عشرة ملايين جنيه في السنة الأولى لاعتزاله العمل السياسي، فيما توقعت"ذي دايلي تلغراف"الا يضع الكسب المادي في صدارة اهتماماته من اجل استعادة سمعته التي تضررت نتيجة علاقاته بأصحاب الثروات وولعه برغد الحياة وترفها. ونقلت"تلغراف"المحافظة عن مصادر رئاسة الوزراء انه سيصبح بعد استقالته سفيراً متجولاً في افريقيا والشرق الأوسط. كما نقلت انه وافق على اقتراح من الرئيس الأميركي جورج بوش بأن يكون مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط من جل تحقيق انفراج في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. ولوحظ ان ناطقاً باسم رئاسة الوزراء وصف تلك التقارير ب"التكهنات"، من دون نفي صحتها. وفي الوقت ذاته، استبعدت رئاسة الوزراء ان يقدم بلير استقالته كنائب في مجلس العموم البريطاني. وذكرت صحيفة"ذي دايلي ميل"المعروفة بعدائها لبلير انه سيحقق عشرة ملايين جنيه استرليني لقاء نشر مذكراته وإلقاء المحاضرات. ولكن"تلغراف"قالت ان"عصابة من اربعة اشخاص"من اصدقائه المقربين ومن خبراء في العلاقات العامة بدأوا يرسمون مستقبله بعد تقاعده، وذلك منذ كانون الثاني يناير الماضي. وكانت النصيحة الرئيسة له هي ان يهتم أولاً باستعادة هيبته وسمعته بعد كارثة العراق وأزمات بيع الألقاب الشرفية. اما"ذي فايننشال تايمز"فكشفت ان بلير يريد ان يشغل منصباً تنفيذياً من الوزن الثقيل"مثل رئاسة الاتحاد الأوروبي . واتفقت مع"تلغراف"على انه سيقوم بحملات دولية من اجل مكافحة الفقر في افريقيا والاحتباس الحراري والاهتمام بالبيئة في العالم. ولكن النائب المحافظ المثير للجدل بوريس جونسون اقترح على غوردون براون الخليفة المرتقب لبلير ان يعينه مبعوثاً في العراق"ليستغل مهاراته في رأب الصدع بين السنّة والشيعة. وبذلك يبدي اهتماماً حقيقياً بأزمتهم بعد الكوارث التي حلت بهذا البلد وكذلك الغضب الكبير الذي يشعر به المسلمون إزاء النتائج المأسوية لغزو العراق". "انقلاب"سياسي وأصبح واضحاً ان براون لن يواجه أي منافسة حادة للفوز بزعامة حزب العمال وبالتالي رئاسة الوزراء في آخر حزيران يونيو أو اوائل تموز يوليو المقبل. وبعدها ستدخل بريطانيا حقبة جديدة ستؤدي وفقاً للتوقعات الى تغييرات هائلة في الخريطة السياسية في البلاد، لأن براون يريد استعادة زمام المبادرة وبلورة رؤيته واستراتيجيته المقبلة بالنسبة الى الخروج من مستنقع العراق أو تطوير موقف يتسم بالاستقلالية بالنسبة الى العلاقات مع الرئيس الأميركي جورج بوش ومحاولة الابتعاد عن نهج بلير الذي ربط مصيره ببوش على نحو ادى الى انخفاض شعبيته وإثارة العداوات والمشكلات مع العالمين العربي والإسلامي. ويرفض براون الدعوة الى انتخابات برلمانية مبكرة لأنه يعرف ان الناخب البريطاني يريد ان يحاسب العمال على أخطائهم العديدة.