قدّر تقرير دولي حجم استثمارات منطقة الشرق الأوسط في القطاع الفندقي في السنوات الأربع المقبلة بما يزيد على 16 بليون دولار، وتوقع أن يزيد عدد الفنادق المنوي إنشاؤها في الفترة ذاتها على 253 فندقاً، منها 50 في المئة في الإمارات. وأورد التقرير الصادر عن"شركة أبحاث الضيافة العالمية"أمس على هامش مؤتمر الاستثمار الفندقي العربي المنعقد في دبي، أن"ما يزيد على 50 ألف غرفة فندقية ستدخل الى سوق الضيافة الإقليمية بين الأعوام 2007 و2010 ، منها 23 ألفاً عام 2007 ، و27 ألفاً عام 2008 و18 ألفاً عام 2009 و13 ألفاً عام 2010". وأشار الى أن عائد الغرفة الفندقية في المنطقة"سجل زيادة سنوية لافتة، إذ بلغ 98 دولاراً في اليوم عام 2006 مقابل 23 دولاراً فقط عام 2005 و16 دولاراً عام 2004". وتوقع التقرير أن تؤدي الزيادة الكبيرة في عدد الغرف الفندقية في المنطقة الى"تراجع ملحوظ في معدلات الإشغال في السنوات المقبلة"، لافتاً الى"بدء بروز ملامح التراجع عام 2006 في دول المنطقة، باستثناء جدة والرياض في المملكة العربية السعودية ودبي في الإمارات". وأوضح أن التباطؤ في معدلات الإشغال خلال عام 2006"لم يكن ناتجاً فقط عن نمو عدد الفنادق، بل يعزى الى الاضطرابات الجيوسياسية التي تمر فيها المنطقة خصوصاً الحرب على لبنان". وتناول التقرير إحصاءات أصدرتها منظمة الأممالمتحدة للتنمية والتجارة"أونكتاد"تشير الى أن المنطقة استقطبت استثمارات عامة"بلغت 43.3 بليون دولار عام 2006 مقابل 33 بليوناً فقط عام 2005". وأكد أن زيادة السيولة واستمرار ارتفاع أسعار النفط"زادا اهتمام المستثمرين العالميين بالاستثمار في القطاعات الخدمية في المنطقة، خصوصاً في السياحة والفنادق". كما لفت الى ان استثمارات المنطقة في توسيع مطاراتها"لتتمكن من استيعاب الطفرة السياحية التي تمر فيها بلغت 25 بليون دولار". وتوقع أن تحقق حركة السفر عبر مطارات المنطقة"نمواً نسبته 6.9 في المئة سنوياً حتى عام 2010". ونمت صناعة السياحة في الشرق الأوسط بحسب ما أعلنت منظمة التجارة العالمية"بمتوسط سنوي نسبته 10.2 في المئة خلال العقد الماضي مقابل 7.3 في المئة كمتوسط عالمي. وعلى رغم التباطؤ في النمو خلال العام الأخير بسبب الحرب على لبنان، أكد التقرير أن معدل النمو الإقليمي"لا يزال أعلى بكثير من المعدل العالمي"، متوقعاً استمرار هذا النمو في السنوات المقبلة. وأوردت منظمة السياحة والسفر العالمية أن السياح من منطقة الشرق الأوسط"يمثلون نحو 5 في المئة من اجمالي عدد السياح في العالم، غير ان المنظمة تتوقع ارتفاع النسبة الى 5.9 في المئة خلال العام الحالي". ويناقش المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي، الذي تنظمه مجموعة"ميد"على مدى ثلاثة ايام، المستجدات والقضايا المتعلقة بصناعة الاستثمارات الفندقية العالمية التي تلعب دوراً في نمو قطاع الضيافة الإقليمية. كما يشهد مناقشات موسعة لرواد الاستثمار الفندقي على المستوى الدولي حول هذا القطاع المزدهر. وأكد المنظم المشارك للمنتدى جوناثان ورسلي مشاركة ثلاثة من أهم رواد صناعة السياحة في ندوة نقاشية واحدة غير مسبوقة وهي"حلقة الرواد". كما يشارك في جلسات اليوم الأمين العام للهيئة العليا للسياحة في السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين والخبراء في القطاع. وقال رئيس اللجنة المنظمة لجوائز الشرق الأوسط للفنادق"مينا"سامح صقر إن نتائج الجائزة التي ستُعلن في حفل خاص على هامش سوق السفر العربي في الثالث من أيار مايو المقبل في دبي تظهر تطوراً مذهلاً لصناعة الفنادق الاقليمية والخليجية خصوصاً. وكشف ل"الحياة"أن الإمارات"حققت نمواً في عدد الفنادق لديها بنسبة تزيد على 250 في المئة في السنوات الثلاث الماضية فقط، وهو معدل لم يسجله أي بلد في تاريخ الصناعة". وأوضح أن هذا النمو"لم يقتصر على الفنادق فقط بل تزامن مع نمو في النوادي الصحية ونوادي الجولف وكل القطاعات المتصلة، كقطاع الطيران إذ تضاعف عدد شركات الطيران في الدولة اربع مرات في الفترة نفسها من شركة طيران واحدة هي طيران الإمارات الى اربع شركات طيران". وألمح صقر الذي يرأس شركة استشارات الضيافة العالمية"سي اتش أيه"الى ان نتائج الجائزة"تعكس تصدّر الإمارات لصناعة الضيافة الإقليمية، إذ زاد عدد المصوتين في الجائزة ثلاثة أضعاف الى 210 ألف عملية تصويت، ما يعكس الإقبال الكبير عليها وزيادة نسب الإشغال في الوقت ذاته".