يعتزم المغرب بناء محطة نووية لأغراض سلمية بهدف إنتاج الطاقة الكهربائية في منطقة الجرف الأصفر على ساحل المحيط الأطلسي، بالتعاون مع روسيا. وتقدّر كلفة المشروع بحسب الدراسات الأولية ب 5.1 بليون دولار، على ان يكون جاهزاً بحلول عام 2017. وأشارت مصادر مغربية إلى ان اتصالات تجري حالياً مع شركة"اطومستروي إكسبورت"الروسية التي زار خبراء منها الرباط قبل يومين، واجتمعوا إلى مسؤولين في"المكتب المغربي للكهرباء"لإطلاق دراسة تقنية حول إمكان إنشاء محطة نووية لأغراض سلمية على ساحل المحيط الأطلسي. وأضافت المصادر ان المحطة النووية التي سيطلق المغرب عروضاً دولية لبنائها، ستكون مخصصة لانتاج الطاقة الحرارية الكهربائية، ستواجه الرباط نقصاً حاداً في مصادرها بسبب ارتفاع الطلب المحلي على الكهرباء اكثر من 10 في المئة سنوياً. يشار الى ان ثلاث محطات حرارية هي قيد البناء لانتاج الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الغاز المغاربي في تهدارت وطنجة، والطاقة المستخرجة من الرياح في تطوانوجدة. وكانت شركة"ميشغان إنرجي"الأميركية و"أ بي بي"السويدية - السويسرية انشأتا محطة كهربائية في الجرف الأصفر بكلفة 1.7 بليون دولار في عام 1997 على صيغة"بي أو تي"، تعد الأكبر في البلد. وبحسب المصادر، اقترحت شركة"اطومستروي إكسبورت"الروسية على المسؤولين المغاربة بناء محطة نووية لأغراض سلمية على الساحل الأطلسي، باستعمال مفاعل من نوع"في في إيه آر 1000"، هو ذاته الذي تستخدمه فنلندا ودول أخرى في شرق أوروبا، وتعود تكنلوجيته إلى نهاية الثمانينات من القرن الماضي. ورصد المغرب اكثر من 4 بلايين دولار لبناء محطات جديدة للطاقة، زادت كلفتها نحو 60 في المئة في العامين الأخيرين إلى 3.7 بليون دولار، في وقت تحتاج مشاريع تطوير السياحة والزراعة والعقار والبنى التحتية والتوسّع الصناعي والعمراني إلى مصادر طاقة إضافية. واستضافت مراكش الأسبوع الماضي ندوة علمية دولية حول استعمال التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، خلصت إلى أهمية تنويع مصادر الطاقة على المدى المتوسط والطويل، وحاجة الدول النامية الصاعدة إلى مزيد من مصادر الطاقة، بهدف تحديث اقتصاداتها وتسريع وتيرة التنمية فيها. واعتبرت الطاقة النووية غير ملوثة واقل كلفة وتساعد في تطوير البحث العلمي. وأحيطت المحطة النووية التي يرغب المغرب من خلالها في زيادة إنتاج الطاقة الحرارية واستخدامها في تحلية مياه البحر بتكتم شديد، وتهدف لسد العجز في موارد المياه العذبة في جنوب البلاد، خصوصاً الصحراوية منها. وأشارت المصادر إلى ان المغرب حصل على موافقة المنظمة العالمية للطاقة النووية في النمسا لبناء محطة لأغراض سلمية وتنموية، وأطلع دولاً أوروبية على برنامجه النووي، خصوصاً فرنسا وإسبانيا. ويقود المفاوضات التقنية"المركز المغربي للأبحاث النووية"كنيستن. وينتظر ان ينتهي المغرب قريباً من استكمال بناء محطة للتجارب النووية السلمية في منطقة المعمورة شمال الرباط، تنجزه شركة "أطوميك إنرجي"الأميركية بكلفة 80 مليون دولار، تستخدم المفاعل"تريكا مارك 2"الموجه أساساً للبحوث الطبية والفيزيائية والتقلبات المناخية والريّ الزراعي.