على رغم العزلة المتزايدة التي تعانيها إيران على الساحة الدولية ولا سيما بعد التحذير الشديد اللهجة الذي وجهته إليها روسيا، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن شعبه "عزل" القوى الكبرى بشأن الملف النووي و"سيدافع صفاً واحداً عن حقه المشروع" في هذا المجال. وقال أحمدي نجاد في خطاب ألقاه في مدينة يزد وسط وبثه التلفزيون إن القوى الكبرى"تقول إنها تريد عزل الشعب الإيراني، لكننا نقول لهم من تكونوا حتى تعزلوا الشعب الإيراني. الشعب الإيراني عزلهم بمشيئة الله". وسخر أحمدي نجاد في كلمته من الذين"يجلسون في حلقة ويتبادلون أوراقاً"مؤكداً أن كل ما يفعلونه هو"عزل أنفسهم". وقال:"إن كنتم تعتقدون بأنكم سترغمون الشعب الإيراني على الاستسلام من خلال استخدام المؤسسات التي أنشأتم واتخاذ إجراءات، فإنكم تخطئون"، مضيفاً:"الشعب الإيراني يعرف الطريق المؤدية إلى العظمة"، فيما هتفت الحشود"الطاقة الذرية حقنا المشروع"و"الموت لأميركا". وقال الرئيس الإيراني إن مشكلة البشرية حالياً تتمثل بوجود"قوى متغطرسة وفاسدة وبعيدة من ثقافة الأنبياء". وأشار إلى الأوضاع في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان، وقال إن"حال هذه الدول تمثل نموذجاً لسباق التسلح للقوى المتغطرسة وللأفكار الفاسدة لأشخاص فاسدين وغير مؤمنين" وأضاف أن هذه القوى"تريد فرض إرادتها الشيطانية على الشعوب وإن السبيل الوحيد لإصلاحها يكمن في عودتها إلى الدين والعدالة". في غضون ذلك، وصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني سلوك مجلس الأمن تجاه بلاده بأنه يدل على"رداءة خلق". وقال إن إيران"متمسكة بمواقفها في المسألة النووية وستقاوم الضغوط"، لافتاً إلى أن أي هجوم عسكري على بلده سيكون الرد عليه عسكرياً. كما انتقد"تلكؤ"روسيا في تشغيل محطة بوشهر النووية. وقال:"متمسكون بمواقفنا بحزم وأي خطأ في الحسابات ترتكبه الدول الأخرى سيلحق بها الضرر"، معتبراً أن إصدار قرار جديد ضد بلاده سيكون"إشارة إلى حقد"الدول الكبرى عليها. وسئل عن المعلومات التي أوردتها الصحافة بشأن احتمال توجيه الولاياتالمتحدة أو إسرائيل ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، فقال لاريجاني إن"أي هجوم عسكري سيقابل برد عسكري." كذلك وزير الدفاع الإيراني السابق عضو لجنة السياسات الخارجية الأدميرال علي شمخاني، رأى أن"الخطوة الثانية من تنفيذ المخطط الأميركي ضد إيران لن يطبق بسهولة"، معتبراً أن"تفعيل التحرك الديبلوماسي الإيراني سيفشل المساعي الأميركية في الوصول إلى أهدافها بتبني قرار دولي". وقلّل شمخاني من أهمية التواجد العسكري الأجنبي في المنطقة، وقال:"لم تحدث تحركات كبيرة من الناحية العسكرية في المنطقة أو خطوات عملية لتوسيع هذه التحركات"، من دون أن يستبعد "توجيه العدو الجريح ضربة ضد إيران يكون ثمنها قليلاً عليه إذا استطاع".