أعلن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان أن ثمانية جنود أميركيين من التحالف قتلوا فيما أصيب 14 آخرون بجروح أمس، في سقوط مروحية بسبب عطل لم تعرف أسبابه في جنوب شرقي أفغانستان. في غضون ذلك، أفادت مصادر رسمية في كابول بأن قوات حلف شمال الأطلسي قتلت السبت، رجلاً اشتبهت خطأ في أنه انتحاري، في قندهار جنوب ، في ثاني حادث من نوعه في أقل من 24 ساعة في حين قتل ثلاثة أشخاص آخرون أحدهم شرطي في هجمات شرق أفغانستان. وقال الكولونيل ديفيد أتشيتا الناطق باسم"التحالف"إن"ثمانية من الجنود قتلوا فيما أصيب 14 بجروح. وكلهم من الجنود الأميركيين"، نتيجة تحطم المروحية وهي من طراز"سي أتش47"فيما كانت تنقل قوات قرابة فجر أمس، في ولاية زابل على بعد 270 كلم جنوبكابول. وتحدث التحالف أولاً عن"مشكلة في المحرك"قبل أن يشير في بيان جديد إلى"فقدان مفاجئ للسيطرة على المروحية لم تعرف أسبابه"أدى إلى سقوطها. وأعلن التحالف أن المروحية كانت تقل 22 شخصاً. وتكثفت المواجهات بين الجنود الأجانب ومقاتلي"طالبان"في جنوب شرقي أفغانستان المحاذي لباكستان. وسقطت آخر مروحية في أفغانستان في مطلع كانون الأول ديسمبر الماضي، في جنوبأفغانستان، في حادث أسفر عن مقتل ثمانية أفراد طاقم مدني لمروحية من طراز"أم آي21"من صنع روسي استأجرها الحلف الأطلسي. ولم يكشف الحلف حتى الآن عن أسباب هذا الحادث. وأعلنت حركة"طالبان"التي أطاحتها القوات الأجنبية في نهاية 2001 مسؤوليتها عن إسقاط المروحية الروسية. واعترف التحالف منذ بداية عملية"الحرية الدائمة"في نهاية 2001 ضد نظام"طالبان"بأنه فقد مروحية واحدة تعرضت لنيران العدو. وفي حزيران يونيو 2005، تحطمت مروحية من طراز"شينوك"في ولاية كونار شرق بعد إصابتها بقذيفة"آر بي جي"وقتل الجنود الستة عشر الذين كانوا على متنها. وسقطت عدة مروحيات أخرى للتحالف والقوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان إيساف في أفغانستان. وفي آب أغسطس 2005، قتل 17 عسكرياً إسبانياً من قوة"إيساف"في تحطم طائرتهم في هيرات غرب. ويعد التحالف أكثر من 11 ألف جندي معظمهم من الأميركيين. هجمات من جهة أخرى، أفادت"إيساف"في بيان بأن إحدى دورياتها أطلقت النار على رجل اشتبهت في أنه يقترب منها ورفض التوقف على رغم طلقات التحذير، على بعد عشرة كلم غرب قندهار. وأضاف البيان أنه بعد التأكد تبين أن الرجل لم يكن يحمل أي متفجرات. ووقع حادث مشابه السبت، قرب قاعدة في قندهار عندما قتل رجل كان يركض بين آليات متوقفة ل"إيساف"للاشتباه خطأ بأنه انتحاري. ويرابط جنود كنديون وهولنديون في قندهار. إلى ذلك، أكد عبدالرحمن سرجنق رئيس الشرطة الإقليمية في ولاية باكتيا شرق المجاورة لباكستان، أن مركزين للشرطة تعرضا لهجوم مساء السبت نفذه ثلاثون عنصراً مفترضاً في"طالبان". وأضاف أن شرطياً قتل في هذا الهجوم وأن عدداً من سكان قرية زرمات أوقفوا لأنهم ساعدوا رجالاً مسلحين. وأكد سرجنق أيضاً أن هذه المجموعة اقتحمت أيضاً مسجداً في هذه المنطقة واقتادت بالقوة خمسة مصلين قتل اثنان منهم لأسباب مجهولة. باكستان على صعيد آخر، أعلنت الشرطة الباكستانية أمس، أنها أوقفت خمسين"مشتبهاً"في إطار التحقيق حول الاعتداء الانتحاري الذي أسفر السبت عن سقوط 16 قتيلاً بمن فيهم الانتحاري داخل محكمة كويتا جنوب غربي. وقال قاضي عبدالواحد مسؤول الشرطة في كويتا:"أوقفنا خمسين مشتبهاً"، موضحاً أن معظمهم من عناصر منظمات طائفية ولاجئين أفغان. وفجر انتحاري نفسه السبت، داخل محكمة كويتا عاصمة ولاية بلوشستان الباكستانية التي تشهد حركة تمرد قبلية. وبين الضحايا سقط قاض وعدة محامين. وجرح حوالى 35 شخصاً. وانفجرت العبوة عندما كان مئات الأشخاص يشكلون طابوراً قرب المحكمة التي تقع داخل مجمع يضم أيضاً مكاتب للشرطة. وقالت الشرطة في بيان إن الاعتداء"يبدو هجوماً استهدف مباني حكومية أو موظفي القضاء في إطار الرد على تصميم الحكومة في مكافحة الإرهاب". ومنحت السلطات مكافأة بمليوني روبية 33300 دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال مرتكبي الاعتداء. وأوضحت الشرطة أنه تم نقل أشلاء الانتحاري إلى العاصمة إسلام آباد لإجراء التحاليل الجينية. واستبعد حاكم ولاية بلوشستان جام محمد يوسف تورط حركة التمرد القبلية في بلوشستان التي تنشط منذ 2005 للمطالبة بالمزيد من الحكم الذاتي سياسياً واقتصادياً. وقتل مئات الأشخاص منذ اندلاع هذا التمرد. وقال إن"البلوش لا يمارسون الاعتداءات الانتحارية"مرجحاً أن يكون الانتحاري أفغانيا،ً مضيفاً"إنه مجرد احتمال". ويعيش أكثر من 1.2 مليون أفغاني في بلوشستان. ويثير هذا الاعتداء الإرهابي السادس الذي يستهدف باكستان في غضون شهر، مزيداً من المخاوف من تكثيف هجمات الناشطين الموالين لحركة"طالبان"والذين يعارضون"الحرب على الإرهاب"التي أمر بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وقال مسؤول في الشرطة:"لا نستثني أي احتمال". وندد الرئيس مشرف"بشدة"بالاعتداء مجدداً التزام حكومته"بالحزم في مواجهة الإرهابيين".