وجّه كتّاب وصحافيون انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام الرسمية والحزبية، خصوصاً التابعة لحركتي "فتح" و "حماس" وحكومتيهما في الضفة الغربية وقطاع غزة، لاعتمادها"الخطاب الإعلامي التحريضي السائد في الساحة الفلسطينية والآخذ في التفاقم منذ بدء الاقتتال الداخلي قبل أكثر من عام". وقدم عدد من الصحافيين شهاداتهم حول اعتداءات عليهم أو على مؤسسات إعلامية يقودونها أو يملكونها في القطاع من قبل عناصر تنتمي إلى طرفي الصراع"فتح"و"حماس". وغصت قاعة فندق"كومودور"في غزة، أمس، بجمهور حاشد أصغى إلى شهادات حية قدمها خمسة من المعتدى عليهم، في مؤتمر نظمته"مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان"تحت عنوان"إعلام أزمة أم أزمة إعلام؟". وقدّم رئيس تحرير صحيفة"فلسطين"القيادي في حركة"حماس"مصطفى الصواف شهادته حول قتل صحافي وإداري في صحيفته، قال إنهما قتلا علي أيدي الحرس الرئاسي بعدما تم تعذيبهما في مقر الرئيس نفسه. وقدم مراسل"الحياة"في غزة الزميل فتحي صباح شهادته حول الاعتداء عليه من قبل أستاذ جامعي وعناصر من القوة التنفيذية التابعة لحركة"حماس"أثناء تغطيته"صلاة العراء"التي أداها أنصار حركة"فتح"في غزة قبل ثلاثة أشهر. وعرض المصور التلفزيوني في فضائية"فلسطين"الحكومية خالد بلبل شريطاً مصوراً قصيراً يظهر مسلحاً في ملابس مدنية من حركة"حماس"يلقي بآلة التصوير الخاصة به على الأرض ويحطمها ثم يصادرها. أما الصحافي أشرف أبو اخصيوات، فعرض أمام الجمهور كيف اقتحمت القوة التنفيذية المؤسسة الإعلامية التي يملكها وصادرت كل محتوياتها. وبدت قصة إذاعة الشعب التابعة ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"غريبة جداً، إذ عرض رئيس مجلس إدارتها الدكتور ذو الفقار سويرجو الاعتداءات التي تعرضت لها، مرة على أيدي مسلحين من جهاز الأمن الوقائي"فتح"ومرة ثانية عندما ضربت صاعقة جوية أحد هوائياتها فأتلفت كل الأجهزة الكهربائية، وثالثة عندما اقتحم مسلحون مقر الإذاعة في 14 حزيران يونيو الماضي، وهو اليوم نفسه الذي شهد سيطرة"حماس"على القطاع، وسلبوا أجهزتها قبل أن يسلب لصوص ما تبقى من أغراض وممتلكات الإذاعة والعاملين بها. وقدم المسؤول في"مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان"الدكتور حمد أبو سعدة عرضاً للمواد القانونية في القانون الأساسي وقانون المطبوعات والنشر الخاصة بحرية الصحافة والإعلام، وكذلك في الميثاق العربي لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.