دعا خطباء الجمعة في العراق امس الى ان يكون عام 2008 عاماً "للمصالحة والازدهار" وطالب بعضهم المسؤولين في الحكومة بالتخلي عن المسؤولية اذا فشلوا في التصدي لها، فيما حذر بعضهم من محاولات لإعادة الفتنة الطائفية بهجمات تقوم بها الميليشيات ضد"مجالس الصحوة". وحذّر السيد أحمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في كربلاء من"قلة وعي لدى بعض المسؤولين السياسيين بما يجري على الساحة العراقية"، وتساءل:"هل تنقص العراق الخبرات والكفاءات اللازمة لحل مشاكله أم أن هناك عدم وعي لما يجري فيه؟". ودعا المسؤولين الى ان"يتخلصوا من الحساسية المفرطة فيما بينهم وأن يكونوا جريئين في تشخيص الأخطاء التي يواجهونها". وذكر الصافي أن"هناك وزراء في بعض الدول يستقيلون من مناصبهم لمجرد التقصير أو العجز في حل مشكلة يواجهونها. وهذه شجاعة منهم واعتراف بعظم ما يتحملونه من مسؤولية. ونحن هنا بالمقابل لا نطالب وزرائنا بالأمر نفسه، ولكن نقول، عليهم تحمل مسؤولياتهم على أقل تقدير". وطالب المسؤولين ب"الصبر على التصدّي للمسؤولية وإلا فعليهم أن يرحَلوا". ونوّه ب"نقاط بيضاء في الأداء الحكومي. فهناك أشخاص جيدون ضمن هذا الأداء. إلا أن كثرة النقاط السوداء تطغى عليها حتى يجعلنا نحتاج إلى مراجعة وحلول". الى ذلك، اكد الشيخ ماهر علي، خطيب وإمام جامع سعاد النقيب في الغزالية، ضرورة التماسك والوحدة بين العراقيين وتمنى ان يكون العام الجديد"عام خير ومودة على جميع العراقيين"، وطالب الناس ب"طي الصفحات السوداء وبدء صفحة جديدة في العلاقات الاجتماعية والانسانية". وحذر علي من"اعتداءات مقصودة من جانب ميليشيات مسلحة على فوج الغزالية ستقود الى اشعال الفتن مجدداً بعد ان هدأت النفوس وتجاوز الناس الأزمة الى بر الامان"، ولفت الى وجود"عناصر مندسة تحاول خلق الفتن بين الناس بعدما حققت افواج الصحوة نوعاً من الاستقرار الامني في مناطقها"، مطالباً الحكومة ب"تسليح تلك الافواج لتكون قادرة على صد الهجمات التي تقوم بها عناصر مندسة على الأحياء السكنية". ودعا الشيخ سليم المنذري، خطيب وإمام المدرسة الخالصية في الكاظمية الشعب العراقي الى"التمسك بقيم ومبادئ الرسول الأعظم والائمة الاطهار"، واكد في خطبته التي تزامنت مع الاحتفال ب"عيد الغدير"ضرورة"الوحدة والتوحد والاقتداء بمسيرة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ونبذ الخلافات والتحزبات الجانبية والابتعاد عن البدع والخرافات".