يحتضن مسرح محمد الخامس في الرباط، في 19 كانون الثاني يناير 2008 حفلة تكريمية خاصة للمطربة المغربية الراحلة رجاء بلمليح التي وافتها المنية في أيلول سبتمبر الماضي عن عمر يناهز 45 سنة، بعد صراع مرير مع داء السرطان. ويشارك في الحفلة المُنظمة بالتنسيق مع"جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان"، العديد من الفنانين العرب والمغاربة. ومن المقرر أن يتضمن برنامج الحفلة إعداد شريط وثائقي حول مسيرة المطربة الراحلة، وشهادات الذين واكبوا تطوّرها الفني، علاوة على تنظيم ندوة حول الأغنية العربية بمشاركة فعاليات فنية وثقافية. وقال حسن النفالي، رئيس اللجنة التحضيرية لحفلة التكريم إن لائحة المشاركين النهائية لم تكتمل بعد، لأن الاتصالات والترتيبات لا تزال جارية. وهناك عدد من الفنانين أبدوا رغبتهم في المشاركة، من ضمنهم المطربان المصريان محمد منير ومحمد ثروت، والفنانة المغربية أسماء المنور والسورية أصالة نصري التي لم تحسم بعد قرار مشاركتها، نظراً لارتباطها بحفلات فنية في تونس والسودان تنظم في الفترة نفسها، لكنها وعدت، بحسب النفالي، أن تبذل ما بوسعها لتكون حاضرة في الحفلة. وتواصل اللجنة التحضيرية اتصالاتها بفنانين آخرين، كالمطربة المصرية آمال ماهر، والتونسي لطفي بوشناق والإماراتي حسن الجفني. وعلى رغم قصر مسيرتها الفنية، استطاعت بلمليح التي تحمل الجنسية الإماراتية، بفضل قوة أدائها وصوتها وثقافتها، أن تتعامل مع كبار الملحنين وكتاب الكلمة المغاربة والمشارقة. وخلفت وراءها رصيداً فنياً راقياً من الأغاني والألبومات الناجحة بعد تألق أول ألبوم لها"يا جار وادينا"الصادر في العام 1987. وفي مصر حيث أقامت في التسعينات، سطعت نجوميتها الواسعة حيث أصدرت ألبومات عدّة، أبرزها"صبري عليك طال"للملحن حميد الشاعري ثم ألبومي"يا غايب"و"اعتراف". وكان ألبوم"حاسب"آخر إصدارتها قبل أن تستسلم للمرض. وحصلت الراحلة بلمليح على العديد من الشهادات التقديرية والألقاب، منها سفيرة النيات الحسنة لدى منظمة"يونيسيف"عام 1999، وجائزة مهرجان القاهرة الدولي الثالث للأغنية في 1997، وشهادة تقدير من مهرجان الأغنية التونسية في 1996، وشهادتان من مهرجان القاهرة الدولي للأغنية.