أدت الحكومة الباكستانية الانتقالية برئاسة محمد ميان سومرو رئيس مجليس الشيوخ، اليمين الدستورية أمام الرئيس برويز مشرف أمس، بعد انتهاء ولاية الحكومة المنتخبة والبرلمان منتصف ليل الخميس - الجمعة. وشملت مراسم القسم 12 وزيراً سينضم اليهم عشرة آخرون خلال يومين. وحض الرئيس الباكستاني الحكومة التي ستشرف على الانتخابات العامة مطلع 2008 على مواصلة سياسة الحكومة السابقة لضمان مستقبل زاهر للبلاد، وقال: نصنع اليوم التاريخ، بعدما لم تشهد باكستان ابداً انتقالاً سلساً للحكومة"، مشيداً بإنجازات الحكومة السابقة برئاسة شوكت عزيز على صعيد تحسين الاقتصاد وجعل باكستان تنعم بمعدلات نمو عالية عالمياً. ووصفت زعيمة المعارضة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو الحكومة الانتقالية بأنها"امتداد لحكم مشرف وحزب الرابطة الإسلامية الذي قاد الحكومة المنتهية ولايتها"، علماً انها كانت طالبت مشرف بالتشاور مع بقية الأحزاب في تشكيل الحكومة الانتقالية، كما طرحت خلال حوارها مع الحكومة السابقة نائبها مخدوم فهيم أمين كرئيس لهذه الحكومة وشغل اعضاء حزبها نسبة 60 في المئة من مناصبها. لكن مشرف والقيادة العسكرية وحزب الرابطة الإسلامية الذي يسيطر على غالبية مقاعد البرلمان رفضوا شروط بوتو. وعشية وصول جون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأميركية إلى إسلام أباد، رفعت الحكومة المنتهية ولايتها الإقامة الجبرية عن بوتو التي توجهت إلى إسلام أباد، وزعيم تحالف الاحزاب الدينية قاضي حسين أحمد، علماً ان الإدارة الأميركية تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين بوتو ومشرف للوصول إلى اتفاق بينهما قبل الانتخابات العامة او بعدها يتيح لمشرف البقاء في السلطة وإيجاد حكومة موالية للولايات المتحدة تعمل على استمرار تعاون باكستان في"الحرب على الإرهاب". وفيما رحبت واشنطن برفع الاقامة الجبرية عن بوتو، مطالبة بالافراج عن بقية المعتقلين السياسيين ورفع الطوارئ، صرح رئيس الوزراء المنتهية ولايته شوكت عزيز ان باكستان لن تسمح للولايات المتحدة بأن تملي عليها سياستها، ووصف زيارة نيغروبونتي بأنها"روتينية وتهدف الى الاطلاع على الواقع والاستماع الى وجهة نظره". وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قال اول من أمس، ان"قدرة الرئيس مشرف على البقاء شريكاً في الحرب على الارهاب ترتبط بما سيحدث في باكستان في الاسابيع المقبلة". وأضاف:"مشرف حليف كبير في الحرب على الارهاب منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، لكن يجب ان يرفع حال الطوارئ ويصبح مدنياً". على صعيد آخر، اعلن الجيش ان حوالى مئة اسلامي قتلوا منذ بدء العملية العسكرية في اقليم سوات شمال غربي باكستان الاربعاء الماضي. وقصفت مروحيات مواقع عدة للمقاتلين الذين يؤيدون الزعيم المتشدد الملا فضل الله والذين استولوا اخيراً على عدد كبير من مدن الاقليم, ما ادى الى تراجع القوات شبه العسكرية وعناصر الشرطة.