أعلن جون نيغروبونتي، مدير الاستخبارات الأميركية، ان زعماء تنظيم "القاعدة" يتحصنون في "مخبأ آمن" في باكستان حيث يهتمون بتنشيط عملياتهم الإرهابية. وأبلغ نيغروبونتي لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي اطلعها على التقويم السنوي للأخطار المحدقة بالولاياتالمتحدة ومصالحها الخارجية، للمرة الأولى ان باكستان تشكل المركز الرئيسي لشبكة اتصالات"القاعدة"مع عملاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، علماً انه أكد للجنة ذاتها العام الماضي ان قيادة"القاعدة"تواصل، انطلاقاً من قواعد على الحدود بين باكستانوأفغانستان، التآمر لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة وأهداف أخرى انطلاقاً من قواعد على الحدود بين باكستانوأفغانستان. وقال نيغروبونتي الذي عين مديراً للاستخبارات في نيسان أبريل 2005 وسيتولى قريباً منصب نائب وزيرة الخارجية:"باكستان شريكتنا في الحرب على الإرهاب، وأسرت زعماء كثيرين في"القاعدة"، لكنها أيضاً مصدر رئيسي للتطرف الإسلامي"، معتبراً ان القضاء على"الملاذ الآمن"ل"القاعدة"و"طالبان"في المناطق القبلية الباكستانية"لا يكفي لإنهاء التمرد في أفغانستان لكنه ضروري". وأشار الى المشاكل السياسية التي تواجه الرئيس الباكستاني برويز مشرف، بسبب التمرد القبلي المحتمل وردود أفعال الأحزاب السياسية الإسلامية التي تعارض الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق. وقال نيغروبونتي إن"إجراء الانتخابات الباكستانية هذه السنة سيزيد تحديات الرئيس مشرف والولاياتالمتحدة". واكتفى مسؤولون أميركيون سابقاً بإعلان ان زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري يمكثان في مكان مجهول على الحدود الجبلية الوعرة بين باكستانوأفغانستان. ويشكو بعضهم منذ فترة طويلة من ان التشدد الاسلامي في باكستان تسبب في زيادة هجمات"طالبان"و"القاعدة"في أفغانستان المجاورة. وردت الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم اسلام على نيغروبونتي بأن القول ان قيادة"القاعدة"ما زالت في باكستان"خطأ فادح"، خصوصاً بعدما نجحنا في"قصم ظهر"التنظيم،"ما يجعل جهودنا في الحرب على الإرهاب أكبر من أي دولة أخرى، وهو ما أشادت به الولاياتالمتحدة نفسها". ودعت إسلام إلى زيادة التعاون بين دول التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب، بدلاً من الانتقاد وتوجيه أسئلة واتهامات، مشيدة بإعلان قائد قوات حلف الأطلسي في أفغانستان بأن باكستان ساعدت كثيراً في احتواء الجماعات المسلحة في أفغانستان. بدوره، قال الناطق العسكري باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان ان الولاياتالمتحدة لم تعط بلاده اي معلومات عن تحصن زعماء"القاعدة"في باكستان. في غضون ذلك، أجرى ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية محادثات مع القيادة الباكستانية في إسلام آباد بهدف نزع فتيل التوتر بين باكستان وجارتها أفغانستان في شأن إعلان إسلام آباد نيتها زرع ألغام وبناء سياج على طول الحدود بين البلدين، وهو ما عارضته كابول باعتباره يضر بالتجمعات الباشتونية على جانبي الحدود بين الدولتين. والتقى باوتشر الرئيس الباكستاني برويز مشرف ووزير الخارجية خورشيد قاصوري، في أعقاب محادثات أجراها في كابول مع المسؤولين الأفغان أول من أمس. وقال باوتشر ان المجتمع الدولي يدرك ان باكستان اتخذت خطوات عدة لمكافحة الإرهاب، علماً ان واشنطن رفضت تأييد الإجراءات الأمنية لإسلام آباد، وقالت ان"التدخل بين الحلفاء في هذه القضية غير ملائم". هجومان ل "طالبان" وفي أفغانستان، فجر مقاتلو"طالبان"سيارة مفخخة لدى عبور قافلة للقوات الأميركية الأفغانية المشتركة في منطقة لوغر جنوب العاصمة كابول، ما أدى إلى تدمير آليتين عسكريتين. ورفض محمد أغا، مسؤول مديرية لوغر تحديد عدد القتلى والجرحى في الهجوم الذي شن غداة توعد"طالبان"بالانتقام لمقتل 150 مدنياً في قصف جوي نفذته القوات الأميركية في منطقة برمال جنوب شرقي، وزعم الجيش الأميركي إنه استهدف مقاتلين"طالبانيين". وأسفر هجوم بري وغارات جوية نفذتها القوات الدولية عن سقوط 25 شخصاً في منطقة كرم سير بولاية هلمند جنوب. وادعت"ايساف"أن الهجوم استهدف منازل تابعة لمقاتلين من"طالبان"، بينما أفاد شهود عيان والناطق باسم الحركة قاري محمد يوسف أن الهجوم دمر خمسة منازل يقطنها مدنيون لا علاقة لهم بطالبان ومقاتليها، معتبرين أنه شن لمعاقبة سكان المنطقة بسبب رفضهم الرضوخ لمطلب"ايساف"العمل معها ضد مقاتلي"طالبان". وسقطت منطقة كرم سير العام الماضي بأيدي"طالبان"الذين احتفظوا بها مدة ثلاثة أشهر، لكن القوات الحكومية استعادت السيطرة عليها بعد ثلاثة اشهر. وفي برلين، أعلن أولريش فيلهلم الناطق باسم الحكومة الألمانية أن السلطات لم تتخذ قرار إرسال ست طائرات استطلاع إلى جنوبأفغانستان. وأكدت مصادر في وزارتي الخارجية والدفاع النبأ، وذكرتا أنه يجري حالياً درس الطلب الذي تقدم به حلف الأطلسي الى ألمانيا في هذا الشأن. وقال شتروك إنه من المقرر أن تنفذ هذه الطائرات مهمات خلال أيار مايو المقبل لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، لذا لا تتطلب الموافقة على هذه المهمة صدور تفويض برلماني جديد.