تواصلت تداعيات الفيضانات المدمرة في باكستانوالهند، حيث أسفرت الأمطار الغزيرة والسيول عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد الآلاف، في وقت تواجه فيه السلطات اتهامات بالتقصير في الاستعداد والتعامل مع الأزمة، بينما دافعت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان عن آلية الاستجابة. الإنذار المبكر أكدت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان أن حدة الأمطار الغزيرة فاقت قدرات أنظمة التنبؤ والإنذار. وقال رئيس الهيئة الفريق أول، إنعام حيدر، إن أنماط الطقس في البلاد تشهد تغيرات غير مسبوقة بفعل التغير المناخي، مشيرًا إلى زيادة %50 في معدلات الأمطار منذ بدء موسم الرياح الموسمية في يونيو. لكن شهادات الناجين أثارت تساؤلات عن فاعلية النظام، إذ قال سكان قرية بير بابا إن غياب الإنذار المبكر أجبر كثيرين على الفرار في اللحظات الأخيرة. كما لقي 24 شخصًا من عائلة واحدة مصرعهم في قرية كادار نجار، عندما اجتاحت السيول منزلهم عشية حفل زفاف. تحديات الإنقاذ على الرغم من إعادة فتح نصف الطرق المتضررة، لا تزال فرق الإنقاذ تواجه صعوبات بالغة في إزالة الركام والوصول إلى القرى المعزولة. وقال المتحدث باسم خدمات الطوارئ، محمد سهيل، إن الفيضانات تسببت في تدمير واسع للمنازل والبنى التحتية، ما عقّد عمليات الإغاثة. فيضانات مفاجئة في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، لقي سبعة أشخاص حتفهم وأصيب خمسة آخرون في قريتي كاثوا بعد فيضانات مفاجئة ليل السبت. وفي مقاطعة كيشتوار، تتواصل عمليات البحث عن عشرات المفقودين بعد كارثة الأسبوع الماضي، التي أودت بحياة 60 شخصًا وأصابت نحو 150 آخرين خلال موسم حج هندوسي، بينما جرى إنقاذ أكثر من 300 شخص. أما في باكستان، فقد ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 270 شخصًا في إقليم خيبر باختونخوا، حيث اجتاحت الفيضانات منطقة بونر الجبلية. وأكدت السلطات أن جهود البحث والإنقاذ ما زالت مستمرة وسط تضاؤل الآمال في العثور على ناجين، بينما يتهم السكان المسؤولين بعدم التحذير المسبق عبر مكبرات الصوت في القرى. مواجهة المناخ الخبراء يحذرون من أن باكستان، على الرغم من إسهامها المحدود في الانبعاثات العالمية (أقل من %1) تدفع ثمنًا باهظًا لتغير المناخ عبر موجات حر، وأمطار غزيرة، وفيضانات متكررة. وتشير التوقعات إلى احتمال استمرار الطقس العنيف خلال الأيام المقبلة، مما يزيد المخاوف من مزيد من الخسائر البشرية والمادية. ويرى محللون أن الأزمة تكشف هشاشة البنية التحتية لمواجهة الكوارث في البلاد، وتؤكد الحاجة إلى خطط استجابة أسرع وأكثر فاعلية، للتقليل من المخاطر في المستقبل.