بعدما هدأت معركة "أداء الصلاة في العراء" طول شهر رمضان الفضيل، عادت المعركة لتستعر من جديد، وهذه المرة في عيد الفطر السعيد الذي سيحل إما غداً الجمعة أو بعد غدٍ السبت، خصوصا بعدما سمحت حركة"حماس"لأنصارها بأدائها في الساحات العامة، ومنعت انصار حركة"فتح"من ذلك. ومن المتوقع الا يجد انصار حركة"فتح"اماكن ملائمة لهم في العراء أو الساحات أو الميادين العامة لاداء صلاة العيد فيها، بعدما اعلنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية أمس الأماكن التي ستقام فيها الصلاة في العراء يوم العيد. وجاء نشر هذه الاماكن بعدما دعت حكومة هنية في ختام اجتماعها الدوري أول من امس المواطنين في قطاع غزة الى"اداء صلاة العيد في العراء احياءً لسنة المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". ودعت الحكومة في بيان صادر عن جلسة مجلس الوزراء الى"اعتبار هذا العيد فرصة للتآخي والمواساة بين أبناء الشعب الواحد والتسامي على الخلافات". وفي اعقاب ذلك، اعلنت وزارة الاوقاف انها خصصت في مدينة غزة وحدها ست ساحات عامة إما تابعة لمساجد أو ملاعب كرة قدم وساحات شعبية، من بينها ساحة الكتيبة التي دعت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة"فتح"انصارهما الى اداء الصلاة فيها قبل حلول شهر رمضان المبارك ووقعت صدامات بينهم وبين القوة التنفيذية التي اعتدت عليهم وعلى الصحافيين آنذاك. كما خصصت الوزارة ستة أماكن أخرى في كل من محافظتي رفح وشمال غزة جباليا وسبعة في محافظة الوسطى، و24 في محافظة خان يونس. انصار"فتح" ورأى انصار"فتح"في احاديث متفرقة ل"الحياة"ان تخصيص هذه الاماكن لاداء صلاة العيد فيها ليس سوى محاولة لقطع الطريق على أنصار"فتح"من الصلاة في الأماكن والساحات العامة، خصوصا بعدما اصدرت وزارة الداخلية في حكومة هنية قراراً بمنعهم من اداء الصلاة في العراء الا بعد الحصول على تصريح مسبق من الوزارة. وفسر أنصار"فتح"دعوة حكومة هنية المواطنين لاداء الصلاة في العراء على أنها دعوة لأنصار"حماس"فقط. وعبر كثير منهم عن استهجانهم واستغرابهم كيف تسمح حكومة هنية لانصار"حماس"بالصلاة في العراء حسب السنة النبوية في ما تمنعهم من أدائها. وتساءل بعضهم ان كان يحق فقط لانصار"حماس"اتباع السنة النبوية فقط ولا يجوز او يمنع اتباعها من قبل أنصار"فتح". ويرفض أنصار"فتح"التقدم بطلب للحصول على تصريح لأداء الصلاة في العراء يوم العيد، معتبرين أن التعبد الى الله في أي مكان كان لا يحتاج الى تصريح من أحد. وتوقع عدد منهم أن ترفض وزارة الداخلية في حكومة هنية منح التصاريح اللازمة في حال التقدم بطلبات. ويرى مراقبون أنه ليس أمام أنصار"فتح"سوى الصلاة مع أنصار"حماس"في الأماكن المعلنة، متوقعين عدم حصول ذلك بسبب رفض أنصار"فتح"الصلاة في المساجد التي يكون فيها الخطباء من"حماس". ويضيفون أن بامكان انصار"فتح"ان يصلوا في مساجدهم التي يسيطرون عليها على قلتها، أو الانضمام الى أنصار حركة"الجهاد الاسلامي"لاداء الصلاة معهم في مساجدهم او في الساحات العامة التي سيختارونها. وقال هؤلاء إن أمام انصار"فتح"خياراً ثالثاً هو البقاء في منازلهم واداء صلاة العيد فيها وليس في الساحات العامة، وهذا ما تريده"حماس"أصلاً. وعبر المراقبون عن خشيتهم من تكرار ما حصل من اشتباكات وصدامات في يوم العيد بين انصار"فتح"و"القوة التنفيذية"التي دمجت اخيرا في دوائر جهاز الشرطة المختلفة.