تواصل التصعيد الامني في قطاع غزة حيث استشهد امس اربعة فلسطينيين بنيران القوات الاسرائيلية، ليرتفع عدد القتلى خلال 24 ساعة الى 13 شهيدا، في حين اصيب عشرات الفلسطينيين بجروح في صدامات عند مداخل القدس مع الشرطة الاسرائيلية التي منعت آلاف المصلين من الدخول الى المسجد الاقصى للصلاة في ثالث جمعة في شهر رمضان الكريم. راجع ص وشهدت القدسالمحتلة منذ ساعات الصباح الباكر انتشارا ضخماً للشرطة الاسرائيلية، خصوصا عند المداخل، في وقت زحف آلاف الفلسطينيين باتجاهها لاداء الصلاة. وثار غضب المصلين عندما منعت الشرطة اهالي الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا من هم في الاربعين والنساء والمسنين وحملة التصاريح، من دخول المدينة، ووقعت مواجهات عنيفة تحولت خلالها الحواجز العسكرية الاربعة التي تحيط بالقدس الى نقاط احتكاك اسفرت عن اصابة العشرات. كما شهد قطاع غزة تصعيداً امنياً لليوم الثاني على التوالي، اذ استشهد ثلاثة ناشطين من"كتائب القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"، في غارة جوية استهدفت سيارة كانت تقلهم في بلدة بيت لاهيا. كما استشهدت فلسطينية بعد اصابتها في منزلها في خان يونس برصاص اسرائيلي. وكان ثلاثة اشخاص، بينهم طفلان، قتلوا مساء اول من امس في غارة جوية اسرائيلية على منزل مسؤول في"كتائب القسام"نجح في الفرار. وسبقت ذلك غارة جوية الخميس في خان يونس ادت الى مقتل ثلاثة من عناصر"حماس"وثلاثة مدنيين، بينهم طفل. في الوقت نفسه، اصيب 20 فلسطينياً خلال مواجهات مسلحة وقعت بين انصار"حماس"و"فتح"في بيت لاهيا ليل الخميس - الجمعة، وذلك بعد اصابة احد ضباط الامن الوقائي المعروفين في"فتح"مساء الخميس، الذي اعقب مقتل ضابط في المخابرات الفلسطينية، وعضو بارز في"حماس"، في حادثين منفصلين في غزة اول من امس. في هذه الاثناء، أكد رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل امام سفراء عرب في دمشق خلال مأدبة سحور أن"الاقتتال الداخلي خارج عن ثوابتنا الوطنية والدينية"، داعياً الى العودة الى"المخرج الحقيقي من الأزمة بتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس وثيقة الوفاق"، ومحذرا من"انقلاب اسود"على الشرعية الفلسطينية والحكومة. من جهته، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في خطبة الجمعة امس ان"حماس"لن تعترف"بشرعية الاحتلال الاسرئيلي"و"لن تفرط بالثوابت والحقوق"و"بشرعية المقاومة". وقال في تطور لافت، ان حكومته ستفتح ملف الفساد، و"لن يعيقنا الضجيج الاعلامي او المعوقات او محاولات الضغط السياسي والاقتصادي". في غضون ذلك، كشفت وكالة"رويترز"تفاصيل خطة اميركية بكلفة 42 مليون دولار تهدف الى اقصاء"حماس"سياسياً واعداد بدائل ديموقراطية لها من خلال دعم خصومها السياسيين، وذلك قبيل انتخابات فلسطينية مبكرة محتملة. وحسب مذكرة رسمية أميركية حصلت الوكالة على نسخة منها، تتضمن الخطة المساعدة في اعادة هيكلة حركة"فتح"وتقديم التدريب والمشورة لساسة وأحزاب علمانية لتحسين استراتيجيتها وادائها في الانتخابات، كما ستستخدم الاموال لتشجيع الصحافيين المحليين وتأسيس نظام تعليمي بديل لمدارس"حماس".