علق الحزب التقدمي الاشتراكي على التصريحات الاخيرة لسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني المكلف الملف النووي علي لاريجاني، معتبراً انه يحمل"جملة من التناقضات والمغالطات السياسية التي تعكس حجم التدخل الإيراني في لبنان ومستواه". وقال الحزب في بيان أمس:"تحدث لاريجاني عن أن حادثة الحرب هل هي كانت مجرد حادثة فعلاً التي حصلت أخيراً في لبنان ساهمت في رفع عزة المسلمين والعرب. فمع التأكيد الكامل لأهمية النصر الذي تحقق والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اللبناني، إلا أن هذه الحرب برمتها كانت حرباً عبثية، وكان في إمكان لبنان الاستغناء عنها وعن الدمار الذي خلفته والتراجع الاقتصادي الهائل الذي سببته"، سائلاً:"هل صحيح فعلاً أن على لبنان وحده أن يتحمل هذه العزة والكرامة وهو الذي حرر أرضه عام 2000، فلماذا لم يتحمس لاريجاني مثلاً لتشجيع حليفه السوري الذي حافظ على هدوء جبهته المحتلة منذ ما يزيد على ثلاثين سنة على تحقيق هذه العزة، خصوصاً أن هذا النظام الحليف يدعي المقاومة والممانعة والمواجهة، بينما هو في واقع الأمر يهرول نحو السلام، ثم كيف يتحالف معه وهو يعقد مفاوضات سرية مع الشيطان الأكبر إسرائيل". وعلق البيان على قول لاريجاني ان"موقف الحكومة اللبنانية يبعث على الاعتزاز، وانها مدعوة اليوم إلى العمل بقوة من اجل التوصل إلى حكومة وحدة وطنية"، سائلاً:"إذا كان موقف الحكومة يبعث على الاعتزاز، ما الذي يدعو إلى تغييرها. وما علاقة إيران أساساً بشكل الحكومة في لبنان، أليس هو من قال في مكان آخر أن المشكلة في لبنان هي مشكلة داخلية يتعين على التيارات اللبنانية حلها، ثم هل درجت العادة بين الدول أن تحدد الواحدة منها شكل الحكومة في الدولة الأخرى كشرط لدعمها". واعتبر الحزب أن حديث لاريجاني عن استعداد بلاده لتوظيف نفوذها في لبنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية،"إقرار واضح بالنفوذ الإيراني في لبنان"، وسأل:"هل يقتصر هذا النفوذ على المساعدة في تشكيل حكومة وحدة وطنية؟ أم انه يمتد إلى تمويل أحزاب تدين لإيران بولائها وتقوم بإنشاء دولتها الخاصة ضمن الدولة اللبنانية من خلال مؤسساتها المتنوعة وترسانتها العسكرية وتوسعها السكاني والديموغرافي نحو مناطق تؤمن تواصلاً جغرافياً لمواقعها". وتابع الحزب:"تحدث لاريجاني ايضاً عن ان بعض الاطراف في لبنان اخطأ وعليه الاعتذار، ان عليه وعلى حكومته الاعتذار عن كل ما حصل في لبنان، والذي يتحمل مسؤولية كبيرة وأساسية منه أطراف داخليون معروفون بانتماءاتهم وتحالفاتهم الاقليمية من خلال حرب عبثية لا تزال نتائجها السلبية قائمة حتى الآن"، موضحاً ان"على رغم عدم جواز تدخله في سبل تنظيم العلاقات الداخلية، لا يلغي ذلك ان القوى اللبنانية بمعظمها أقرت الانتصار حتى قبل انتهاء الحرب، ولكن هل أهدى"حزب الله"انتصاره الى اللبنانيين، وهل يكون إهداء الانتصار بالانقلاب على الحكومة الشرعية التي وصفت في مرحلة بأنها حكومة المقاومة السياسية؟ ألم يكن من واجب الحكومة محاسبة هذا الفصيل المسلح لأنه جر البلاد الى حرب مدمرة، عوض ان يحصل العكس".