أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن بلاده"ملتزمة"جداً"تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وحث سورية على التعاون في شكل كامل مع هذه القرارات وتحديداً مع التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولفت سترو الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة في السرايا الحكومية مساء امس في بداية زيارة تستمر ثلاثة ايام، أن القرار 1559"يقول ما يقوله"حول نزع سلاح حزب الله ولا يضع جدولاً زمنياً محدداً. استهل السنيورة المؤتمر الصحافي المشترك مع سترو بالترحيب بالأخير"الذي يقوم بزيارة صداقة للبنان"، وقال:"لقد كانت هناك محادثات جيدة ومفيدة تناولت عدداً من القضايا والمسائل لا سيما ان لدينا علاقة صداقة مهمة مع المملكة المتحدة ونحن خلال الفترة الماضية كان هناك تعاون وثيق مع بريطانيا التي لم تترك مناسبة إلا وقدمت الدعم للبنان، في ما خص موضوع التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وساعدت لبنان في شتى الأمور الأمنية والتقنية". وأضافت:"وكانت بريطانيا ايضاً تعبر عن استعدادها لمساعدة لبنان عبر مشاركتها في مؤتمر الدعم الذي عقد في نيويورك والذي يمهد لعقد المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان والإعداد له". وقال ان المحادثات شملت سعي لبنان الى تعزيز استقلاله بعد"هذه المعاناة الطويلة لمدة ثلاثين عاماً وخصوصاً استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الاراضي اللبنانية وتناولنا عدداً من المسائل بما فيها القرار 1559، وللبنان موقفه الثابت في احترامه للقرارات الدولية وهذا القرار خاضع للحوار بين اللبنانيين من اجل ايجاد قناعة مشتركة بينهم للتعامل معه". ونقل سترو تحيات رئيس الحكومة البريطانية توني بلير وحكومته وشعبه الى شعب لبنان"الذي عبّر عن قدرته على تجاوز الخلافات التي مر بها بلده خلال العقد الماضي". وأضاف:"السنة الماضية كانت دراماتيكية، لكنها مهمة"، مبدياً تعاطفه مع"عائلة الرئيس رفيق الحريري وأصدقائه وعائلة جبران تويني وأصدقائه وكل الذين كانوا ضحايا الاغتيال السياسي". وقال:"هذا العام سيحصل الشعب اللبناني على الدعم الكامل من المجتمع الدولي، من اجل تجاوز هذه الأحداث لبناء الاستقرار والديموقراطية"، موضحاً ان"العالم صدم بالاغتيالات التي وقعت العام الماضي وتحديداً الذي حصل في 14 شباط فبراير، لكنه تأثر بالتظاهرات الديموقراطية التي شارك فيها اكثر من مليون شخص في آذار مارس الماضي، وبالانتخابات الحرة التي حصلت في لبنان في حزيران يونيو. وكعضو في المجتمع الدولي، فإن بريطانيا ملتزمة جداً بتطبيق كل القرارات الدولية المتعلقة بهذا البلد: 1559 وپ1595 وپ1636 وپ1644، ونواصل حثنا سورية للتعاون في شكل كامل مع هذه القرارات وتحديداً مع التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري". وتابع:"لا توجد لدينا سياسة تغيير نظام في سورية. الحكومة المستقبلية في سورية امر متروك للشعب السوري. وما نود رؤيته هو ان تلبي حكومة سورية، اياً كانت، ما عليها من التزامات دولية وتحديداً تلك التي اوضحت في سلسلة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، بما في ذلك التعاون الكامل مع التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاعتراف الكامل بلبنان كبلد مستقل ذي سيادة، وندعو سورية الى إظهار حسن نياتها وأن تفعل كما فعلت مع بلدان اخرى في العالم، فتتبادل السفراء وتقيم السفارات وتعترف بلبنان كبلد ذي سيادة". ورداً على سؤال اجاب السنيورة:"موقف لبنان الرسمي هو اننا نعمل بكل جهد على ان تكون بيننا وبين سورية الجار والصديق علاقات جيدة وممتازة ومبنية على الاحترام المتبادل والندية في التعامل. ما نرغب به من سورية هو ان تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لأن اللبنانيين صوتوا جميعاً لمعرفة التحقيق والحقيقة سواء اكانوا في 8 آذار ام في 14 منه وهم يرغبون في الوصول الى الحقيقة". وعندما سئل سترو عن مصير سيادة لبنان اذا سحب سلاح المقاومة، اشار الى"القرار 1559 الموجود ضمن اشياء اخرى لضمان ان لبنان يمكن ان يكون بلداً مستقلاً وكامل السيادة والاستقلال وهناك عملية السلام في الشرق الأوسط التي تبنى على القرارين 224 وپ338، وأيضاً هناك خريطة الطريق لضمان ان هناك سلاماً بين اسرائيل والفلسطينيين وأيضاً لحل القضايا الأخرى العالقة بين اسرائيل وسورية ولبنان". وعما اذا كان يوافق على ان يتم نزع سلاح"حزب الله"نتيجة حوار داخلي لبناني من دون أي مهل زمنية، قال:"القرار يقول ما يقوله ولا يضع جدولاً زمنياً محدداً او إطاراً زمنياً وهذه قرارات صيغت بعناية ودقة، لهذا السبب صوتنا لهذه القرارات، ان كل الميليشيات العاملة داخل لبنان كما يطالب القرار يجب نزع سلاحها، وأن المجموعات مثل"حزب الله"والتي عليها ان تختار الخيار نفسه الذي قامت به مجموعات داخل بريطانيا مثلاً، ليست هي مشابهة تماماً، لكنها حاولت اتباع المسار السياسي وأيضاً لو نظرنا الى تاريخنا فإننا نفهم بعض الحقائق التي هي موجودة على طريق تحقيق هذه النقطة". وعن تصريحات النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام قال:"اعتقد بأن تصريحاته مثيرة للاهتمام وتبدو متطابقة مع تقرير المحقق ديتليف ميليس". وعن عدم زيارته رئيس الجمهورية اميل لحود قال:"كانت لدي دعوة طيبة وأنا ممتن لرئيس الوزراء لدعوته لي، ايضاً هناك وزير الخارجية وهذه كانت ترتيبات زيارتي، ان ارى ممثلين لكل الفئات والأطراف داخل لبنان". وأكد رداً على سؤال:"ان سياستنا واضحة تماماً وهي تنبع من قرارات مجلس الأمن الدولي التي دعمناها بشكل ثابت منذ بدأ طرح القضية امام مجلس الأمن قبل اشهر من الآن، وفي ما يخص"حزب الله"والميليشيات الأخرى فإن القرار 1559 واضح، أما ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية فإن على سورية ان تعترف بلبنان كبلد مستقل ذي سيادة بالطريقة التي تعترف بها بالمملكة المتحدة كبلد مستقل وذي سيادة وتتبادل السفراء معه، وأيضاً على ارض الواقع العملي ان تحترم هذه السيادة وليس فقط نظرياً. هذه هي المبادرة ونحن لا نحتاج الى مبادرات اخرى اخرجها فجأة من جيبي". ورداً على سؤال عن الموقف في حال رفضت سورية لقاء لجنة التحقيق قال:"ان المسألة خاضعة لقرار مجلس الأمن ولن أستبق الأحداث، لكنني اعتقد ان سورية واضح امامها ما هي التزاماتها، والأسرة الدولية تتطلع لرؤية سورية تطبق التزاماتها، وواضح ما هي النتائج في حال عدم حصول ذلك". والتقى سترو وفداً من عائلات الأسرى في اسرائيل قدم إليه مذكرة تقترح عليه العودة الى اسرائيل وإعادة الأسرى في الطائرة نفسها الى بيروت. ويشتمل نشاط سترو اليوم على لقاء مع وزير الخارجية فوزي صلوخ ثم زيارة ضريح الرئيس رفيق الحريري وجريدة"النهار"ولقاءات مع كل من البطريرك الماروني نصر الله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ووزراء وشخصيات سياسية على ان ينهي زيارته لبيروت صباح غد الجمعة. وكان اعتذر العلامة السيد محمد حسين فضل الله عن عدم لقاء سترو. وعلمت"الحياة"من مصادر الأول، ان السبب يعود الى تضارب موعد الاجتماع الذي كان مقرراً اليوم مع موعد سفره الى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج.