أحدثت البندقية الروسية"كلاشنيكوف"نقلة نوعية قتالية بعد دخولها مجال الخدمة الفعلية أواخر الحرب العالمية الثانية، ما دفع المؤسسات العسكرية الاميركية الى تصنيفها ب"أخطر بندقية هجومية في العالم"، ومنعت بيعها في متاجر الأسلحة، فيما تعتبرها المنظمات الثورية والجماعات المسلحة الصديق الوفي في حلها وترحالها. وعزا اسماعيل الشكوري، جنرال سابق في الجيش العراقي المنحل، تعاطي المنظمات المسلحة وغالبية جيوش العالم الثالث هذا السلاح الى المواصفات التي يتميز بها وسهولة استخدامها،"فضلاً عن انه قليل العطل ومتين الصنع ما جعله يعمل في جميع الظروف، بما فيها مقاومة الماء والرمال، مقارنة مع البندقية الأميركية"M16"التي تمنعها عيونها من الاستخدام في المناطق الرملية التي قد تتسبب في تعطيل بعض أجزائها وتوقف حركتها الميكانيكية إلا أنها في الظروف الطبيعة تتفوق على كل الأسلحة مثل"M4"و"G3"الألمانية وال"كلاشنيكوف"الروسي وغيرها". الرائد بيترسن من الجيش الاميركي قال ل"الحياة":"إننا كأميركيين نشعر مع M16 بالأمان والثقة لما توفره لنا كثافة نيرانها من وقاية من رصاص المهاجمين العراقيين، وغالباً ما تربك هذه النيران هؤلاء، خصوصاً اذا كان الجندي الاميركي يستخدم هذا السلاح بكفاءة عالية ويستثمر ميزاته". ووصف بندقية ال"كلاشنيكوف"المستخدمة في العراق بأنها"تحفة يثقل حملها ولا تشعر الجندي بالأمان لأسباب كثيرة، منها ان النوعيات الواردة الى العراق من هذا النوع رديئة، وبعضها لا يتحمل الرمي أكثر من 30 إطلاقة". مشيراً إلى ان"بعض المناشئ على ما يبدو تعمدت ايجاد خلل فني في نوعية حديد القاذف، أو ما يسمى في العراق السبطانة، وهي رديئة ولا تتحمل درجة الحرارة المتولدة من الاطلاق، ما يؤثر سلباً في مداها. والعيب الثاني في حجرة الاطلاق ما يؤدي الى انفجار البندقية بأكملها". المشكوري أشار الى أنه"على رغم العيوب المعروفة في ال"كلاشنيكوف"، إلا أنها حطمت الأرقام القياسية العالمية من ناحية العدد، وحصلت دول عدة على امتياز تصنيعها مثل بلغاريا وبولندا والصين والعراق ومصر". وتعتبر الأسواق العراقية السوداء منفذاً لتصريفها في المنطقة. وأفاد باسم عبد، تاجر أسلحة في الناصرية، ان تجارته"رائجة على مر الأزمنة الماضية، وتدر على أصحابها أرباحاً كبيرة، والإقبال الأكثر هو على الأسلحة الروسية في ما يخص البنادق كونها الأرخص، وتترواح أسعارها حالياً بحسب المنشأ بين 200 و300 دولار، وأغلاها الروسية التي تصنف بثلاث درجات او ما يطلق عليه"ابو الصاروخ"نسبة الى علامة السهم المحفورة عليها، والثانية تسمى رقم 10 والثالثة"أم الساقية"لوجود حفر على اسفل القبضة الخشبية الأمامية. بعد هذه الدرجات من الصناعة الروسية يحتل المنشأ الروماني المرتبة الثانية والصيني الثالثة والبلغاري الرابعة والبولندي الخامسة". أما التاجر كاظم سلمان من مدينة الصدر، فقال انه متخصص بالسلاح الاميركي، مشيراً الى اقبال عناصر حماية الشخصيات السياسية على شراء هذا النوع على رغم غلائه، يبلغ سعر بندقية G.C نصف اخمص 450 دولاراً والنصف اخمص مع ناظور يتجاوز 600 دولار، أما البندقية الأميركية الأغلى فهي"MI6"التي يصل سعرها الى 1000 دولار، ونحصل عليها كغنائم تستولي عليها جماعات مسلحة خلال معاركها مع القوات الاميركية". واضاف:"هناك فئة اخرى تسعى الى شراء البنادق الأميركية وهي جماعات خارجة على القانون مثل قاطعي الطرق والمهربين وتجار الآثار وغالباً ما يستخدمون بندقية G.C كونها تضاهي في ميزتها بنادق القنص".