دعت فرنسا رعاياها المتوجهين الى تسع دول في الشرق الاوسط وآسيا الى توخي"الحذر"بعد اعمال العنف التي تلت نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد ص في الصحافة الاوروبية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية التي سبق ان حذرت من ردود الفعل العنيفة في سورية ولبنان والاراضي الفلسطينية على هذه الرسوم، انها اضافت الآن الى لائحتها مصر وباكستانوايرانوافغانستان والسعودية وتركيا. واعلنت الخارجية انه في مصر"تبقى التوترات محدودة"لكنها دعت ضمن"النصائح للمسافرين"التي نشرت على موقعها على الانترنت الى"زيادة توخي الحذر". واضافت انه في ايران"تعرضت بعض الممثليات الديبلوماسية الاوروبية لتظاهرات عنيفة في طهران"، مذكرة المسافرين"بالابتعاد عن مواقع التجمع". وفي افغانستان"جرت تظاهرات ترافق بعضها مع اعمال عنف في المدن الرئيسية بما يشمل كابول"، بحسب الوزارة الفرنسية التي اكدت انها التظاهرات استهدفت"الدول الاوروبية وبينها فرنسا"ناصحة رعاياها بعدم التوجه الى هذا البلد. وفي تركيا، دعت باريس الى تجنب"التظاهرات في المدن الكبرى لا سيما اسطنبول"حيث تعرضت القنصلية الفرنسية الأحد للرشق بالحجارة. واكدت الوزارة انه في سورية"لا يمكن استبعاد حدوث تطورات امنية جديدة". كما اوصت الخارجية الفرنسية اخيرا"بتوخي الحذر الشديد"في الاراضي الفلسطينية مذكرة بأن مجموعات مسلحة"هددت باستهداف الرعايا الاوروبيين لا سيما الفرنسيين". في هذا الوقت، حذر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس من صدام بين العالم الغربي والاسلام، اثر الجدل الذي اثاره نشر الرسوم في صحف اوروبية. وقال خلال افتتاح مؤتمر حول الامن والديبلوماسية في الشرق الاوسط يشارك في تنظيمه حلف شمال الاطلسي"نرى بدء ملامح حملة وصدام بين العالم الغربي والاسلام". واضاف ابو الغيط انها"حملة اتصور ان عواقبها لا يمكن ان تفيد الانسانية او مستقبل العلاقات الدولية"، معتبرا انه"من المهم بل الضروري ان يتحرك كل من يؤمن بالحوار المتكافىء والسلام والتفاهم والتعايش المشترك من اجل السيطرة على الموقف ومنع الانزلاق الى مثل هذه المواجهة التي لها عواقبها". وقال الوزير المصري"يجب ان لا يقفز البعض منا، وهو ما لاحظناه اخيرا في بعض المناهج الاوروبية، الى الوقوف مع الهجمات وتبريرها تحت دعاوى حرية النشر والتعبير". وعبر عن اقتناعه بأن"الحرية لا تعني اهانة الآخرين". من ناحية اخرى، افادت"وكالة انباء الشرق الاوسط"المصرية ان آلاف الطلاب تظاهروا في جامعة الازهر في القاهرة للتنديد بالرسوم. ودعا المتظاهرون الدول العربية والاسلامية الى مقاطعة المنتجات الدنماركية. وفي مدينة الخليل بالضفة الغربية، تظاهر مئات التلامذة احتجاجا على الرسوم وساروا في شوارع المدينة قبل ان يتجمعوا امام مكتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وكان مراقبون اوروبيون منتشرون في الخليل غادروا المدينة في الثامن من شباط فبراير بعد ان هاجم متظاهرون مكاتبهم. وفي بيشاور، استخدمت الشرطة الباكستانية الغاز المسيل للدموع والهراوات لاحتجاز مئات من الطلبة نظموا احتجاجا عنيفا ضد الرسوم. وهاجم ما يصل الى ستة آلاف طالب المكاتب والمحال بالحجارة خلال الاحتجاج في المدينة الواقعة شمال غربي باكستان. وقال احد رجال الشرطة"لم يكن امامنا خيار سوى اللجوء الى الغاز المسيل للدموع وضربهم بالعصي... احتجزنا مئات منهم". وقال ان بعض الطلبة عانوا من اصابات طفيفة.