سيُفاجأ السياح العرب الذين سيُمضون عطلة عيد الفطر في بريطانيا هذه السنة بان موسم"الكريسماس"بدأ باكراً وقبل موعده باكثر من شهرين على الاقل على رغم ان"عيد الميلاد"عند الطوائف المسيحية يصادف بعد 80 يوماً! ومع ان الزينة التقليدية لموسم اعياد نهاية العام لا تُنصب في الشوارع الا مطلع كانون الاول ديسمبر المقبل عندما يضيء عمدة لندن شجرة الميلاد التقليدية النروجية، التي تتسلمها العاصمة سنوياً ومنذ 59 عاماً عرفاناً بجميل تحريرها، الا ان بوادر"الركود الاقتصادي"والقلق من"هجمات ارهابية ابعد الناس عن الاسواق ما حتم على المتاجر الكبرى اللجوء الى"بابا نويل"في محاولة لاستعادة الزبائن وحضهم على"الدفع". ومع تباطؤ الاقتصاد البريطاني الذي حقق ادنى مستوى نمو منذ 12 عاماً ثبت بنك انكلترا المركزي سعر الفائدة عند مستوى 4.5 في المئة للشهر الثاني على التوالي على رغم القلق من ارتفاع نسبة التضخم الى 2.5 في المئة الذي عززته اسعار النفط العالية. ومع ان البنك كان خفض الفائدة ربع نقطة مئوية في آب اغسطس الماضي وقد يخفضها الشهر المقبل بنسبة مماثلة الا ان مبيعات السلع والبضائع انخفض الى ادنى مستوى منذ 22 عاماً كما اعلنت كونفيديرالية الصناعة البريطانية. ويواجه وزير الخزانة البريطاني غوردون براون عجزاً كبيراً في الموازنة يُقدر بنحو 36 بليون دولار ما قد يدفعه الى امرين، احلاهما مر، الاول زيادة الضرائب والثاني اللجوء الى زيادة حجم الاستدانة التي يتجنبها منذ تسلمه الوزارة عام 1997. وما يمنع المتسوقين من الانفاق تجاوز حجم دين المستهلكين البريطانيين الافراد مستوى 1.1 ترليون جنيه استرليني وجمود نسبي لسوق العقار والتحذيرات المتتالية من عمليات ارهابية قد تستهدف شبكات النقل ومواقع تجارية وحيوية في العاصمة. وفي مواجهة الاحجام عن الانفاق الاستهلاكي وجهت سلسلة"اسدا"الطلقة الاولى في"حرب الكريسماس"عبر خفض اسعار"الهدايا والسلع الاستهلاكية الميلادية"لانقاذ نتائجها المالية من"نكبة الصيف"التي تلت اعتداءات السابع من تموز يوليو . وردت سلسلة"تيسكو"بخفض اسعار الملبوسات وبطاقات المعايدة وحتى اسعار ليتر البنزين للمتسوقين في محلاتها... ولجأت محلات"بي سي وورلد"، التي تبيع كميات كبيرة من الاجهزة الالكترونية في موسم الاعياد، الى خفض اسعارها في"حملة بابا نويل"لاستعادة حصتها في سوق الكومبيوتر بعدما روجت شركة"ديل"لكومبيوتراتها بحسومات... وبالبيع من دون فوائد لفترة تصل الى 18 شهراً. وطرحت سلسلة"موريسون"سيف واي سابقاً اكياس التبضع واللفافات الملونة وبدأ"بابا نويل"، وحتى"ماما نويل"باللباس التقليدي والقبعة الحمراء، يستدعي المارة بجرسه الرنان. في المقابل شنت محلات"بوتس"حملات تسويقية بحيث يدفع الزبون ثمن هديتين من اصل ثلاث هدايا يشتريها. لكن"هاميليز"، الذي يبيع هدايا الاطفال باسعار خيالية، رفض بدء الموسم بتنزيلات"غير رسمية"على اساس ان الاطفال يجبرون ذويهم على"الدفع من دون حدود"! وقالت الناطقة باسمه ديليا بورن"سنبدأ موسم الاعياد في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر مع انارة الزينة في ريجنت ستريت. واعلنت محلات"سلفريدجز"في اوكسفورد ستريت و"هارودز"و"هارفي نيكولز"في نايتسبريدج ان موسم الاعياد سيبدأ لديها في الثاني من الشهر المقبل ما يتزامن مع عطلة عيد الفطر ووعدت بحملة حسومات وحوافز قيمة. ولم تشذ الصحافة البريطانية، التي تحقق نسبة تراوح بين 17 و22 في المئة من دخلها الاعلاني في مواسم اعياد آخر السنة، عن قاعدة"الكريسماس المبكر"وبدأت تُفرد صفحاتها للحديث عن"فرص التسوق"او عن"مكافآت نهاية السنة"التي سيحصل عليها العاملون في سوق لندن وفي الشركات المختلفة في مواجهة الارتفاع الجنوني لغلاء المعيشة.