يواجه الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر أزمة بعد استبعاد أكثر من 2500 مرشح للانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر. وهدد بعض المستبعدين بدخول المعركة مستقلين. وانتهت أمس على مستوى محافظات مصر عملية اختيار مرشحي"الوطني"في المجمعات الانتخابية، وبرزت اسماء 444 مرشحاً نالوا ثقة أعضاء الجمعيات الانتخابية والقيادة السياسية. وتوقعت مصادر برلمانية أن تكون التغييرات في الترشيحات فاقت نسبة 40 في المئة، وان أكثر من 175 من النواب الحاليين فقدوا عضويتهم باستبعادهم من الترشيح. وأضافت أن الحزب سيتكتم على اسماء مرشحيه حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق غلق باب قبول طلبات الترشيح الأسبوع المقبل لتجنّب مزيد من الانقسام داخل الحزب. من ناحية أخرى، فشلت كل المحاولات الودية بين قيادات"الوطني"لإثناء مرشحين عن منافسة مرشحين آخرين من قيادات الحزب، وفي مقدم هؤلاء وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد جمال الدين ووزير الإدارة المحلية الدكتور عبدالرحيم شحاتة في مواجهة منافسيهما السيد محمد عبدالمعطي ومحمد نجيب خالد النائبين الحاليين في دائرتي تمس الامديد والجمالية في الدقهلية، وكذلك بين الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية، والدكتور سعد الخوالقة رئيس لجنة النقل والمواصلات في المجلس سابقاً في دائرة دمنهور في البحيرة. ويخوض الدكتور سيد مشعل وزير الدولة للانتاج الحربي معركة شرسة في حلوان أمام ثلاثة منافسين له من الحزب الوطني، بعكس زملائه في الجمالية والباجور ودائرة بنهادي ويمثلها المهندس ابراهيم سليمان وكمال الشاذلي والدكتور محمود أبو زيد الذين فازوا بالتزكية ولم يتقدم أحمد من الحزب الوطني للمنافسة. وانضم مشعل إلى قائمة الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة السابق والدكتور يوسف بطرس غالي وزير المال. وبدت جماعة"الإخوان المسلمين"أكثر قدرة على رفض التنسيق مع أحزاب وقوى المعارضة في شأن الانتخابات البرلمانية، إذ أصرت الجماعة على أن يكون التنسيق معها ثنائياً أي بينها وبين كل حزب أو حركة سياسية على حدة. وأعلن النائب الأول لمرشد الجماعة الدكتور محمد حبيب ان"الإخوان"اتفقوا مع حزبي العمل المجمد نشاطه و"الكرامة"تحت التأسيس في نحو 30 دائرة انتخابية، مشيراً إلى أن الجماعة تبحث مع مسؤولي الحزبين ظروف كل دائرة وأوضاع مرشحي الحزبين. وكانت جماعة"الاخوان"فاجأت بقية قوى المعارضة السياسية بأنها اعدت لائحة جاهزة بمرشحيها للانتخابات البرلمانية، ما صعب من مهمة هذه القوى في تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الحزب الوطني. وكان الاخوان غابوا عن اجتماعين سابقين عقدهما ممثلو الاحزاب والقوى السياسية نتيجة اعتراض حزب التجمع على مشاركة الاخوان في ذلك التحالف. وجرت محاولات لاقناع رئيس التجمع الدكتور رفعت السعيد بالتراجع عن موقفه. وقد افضت فعلاً الى تراجع الحزب لكن مع اصراره على الا يستغل الاخوان التحالف لمصلحتهم فقط أو للترويج لمبادئهم وافكارهم.