فيما انشغل الحزب الوطني الحاكم بإجراءات اختيار مرشحيه للانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، بدأت رموز من المعارضة جهوداً لمحاولة ضم القوى السياسية المعارضة للحزب الحاكم ضمن ائتلاف يواجه سطوة"الوطني"في الانتخابات. لكن موقف حزب التجمع اليساري المعارض من مسألة مشاركة جماعة الاخوان المسلمين ضمن الائتلاف ربما يكون العقبة الوحيدة امام اتمام انجاز مثل هذا التحالف. واجتمع المكتب السياسي لحزب التجمع أمس وناقش عملية التنسيق الانتخابي في المعركة الانتخابية، وأصدر بياناً شرح فيه موقفه قائلاً إن"بمبادرة من أحزاب التجمع والوفد والناصري عقدت سلسلة من الاجتماعات للتنسيق في انتخابات مجلس الشعب المقبلة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل وخوض هذه المعركة على أساس برنامج مشترك وشعارات مشتركة"، وشارك في هذه الاجتماعات الى جانب الأحزاب الثلاثة حزب"الوسط"وحزب"الكرامة"و"الحركة المصرية من أجل التغيير"المعروفة باسم"كفاية"والحملة الشعبية من أجل التغيير والتجمع الوطني للتحول الديموقراطي وحزب"العمل". وأكد الحزب أهمية التنسيق، لكنه شدد على أن البرنامج المشترك وكذلك الشعارات المشتركة التي ستدار على اساسها المعارك الانتخابية"يجب أن تستند الى برنامج وطني ديموقراطي والى دستور يتأسس على مبدأ حقوق المواطنة والى قانون ديموقراطي مدني، والمساواة بين مسلميها مصر وأقباطها، ويحترم حقوق المرأة ومساواتها بشكل كامل مع حقوق الرجال. كما يتعين ألا تستخدم في هذه المعركة الانتخابية أي شعارات تضر بالوحدة الوطنية". واضاف البيان ان حزب التجمع يرى"اهمية التنسيق الانتخابي بين كل القوى والاحزاب التي تلتقي حول هذا البرنامج لكنه يرى أن الجهود المطلوبة لبناء الجبهة لا يمكن أن تنجز قبل الانتخابات المقبلة التي لم يبق على بدايتها سوى أيام. ولهذا يقترح حزب التجمع أن يتم التركيز حالياً في عملية تنسيق انتخابي واخلاء متبادل للدوائر قدر الإمكان على أساس أن يستند التنسيق على الأهداف والشعارات المتفق عليها والى البرنامج الانتخابي الوطني والديموقراطي السابق الاشارة اليه". حزب الوفد من جهة أخرى لا يزال حزب الوفد الليبرالي يحصد نتائج فشل رئيسه الدكتور نعمان جمعة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وشهد الحزب تصدعاً جديداً برفض نائب الوفد السيد خيري قلج الترشح تحت قائمته وقدم رسالة الى الدكتور نعمان جمعة يعتذر عن عدم الترشيح لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة. وكشف قلج نيته هذه منذ حوالي 18 شهراً مؤكداً أنه خاطب الأمين العام للحزب الدكتور السيد البدوي وأبدى رغبته في عدم استكمال مهمته البرلمانية، لكنه انتظر الى حين انتهاء الدورة البرلمانية، معلناً انه كان مثال النائب الخدوم لقريته ودائرته وحزبه. ورشح بدلاً منه المهندس اسماعيل الخولي لخوض المعركة الانتخابية. وتشهد دائرة قلج دمنهور وزارية غزال في محافظة البحيرة منافسة شديدة من الاحزاب السياسية الفاعلة سواء من الحزب الوطني الديموقراطي أو"الغد"أو جماعة"الاخوان المسلمين"المحظورة و"التجمع"بعد قيام رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الحالي الدكتور مصطفى الفقي بترشيح نفسه منافساً للدكتور سعد الخوالقة رئيس لجنة النقل والمواصلات السابق والدكتور جمال حشمت الاخواني والدكتور زهدي الشامي من حزب التجمع. واكدت مصادر برلمانية ان انسحاب قلج من المعركة الانتخابية جاء لقوة المنافسين الآخرين وان الدائرة ستشهد معارك طاحنة بين التيارات السياسية المتعددة ليس فقط بين احزاب المعارضة ولكن بين الحزب الوطني الديموقراطي نفسه مما يستلزم تدخل القيادات السياسية لحسم الصراع بين مرشحي الوطني اللذين يمثلانه الدكتور الفقي والخوالقة لمواجهة مرشح جماعة الاخوان جمال حشمت او التجمع زهدي الشامي. وكان قلج استكمل المدة الدستورية بديلاً عن الدكتور جمال حشمت الذي اسقطت عنه العضوية بسبب طعن انتخابي. من ناحية اخرى، واصلت المجمعات الانتخابية للحزب الوطني الديموقراطي اجتماعاتها لاختيار مرشحي الحزب في الانتخابات بعد الشروط الجديدة التي حددتها امانة السياسات ووضع نسب تقييمية للمرشح عن سمعته وشعبيته ووجوده وقدرته على حل مشاكل المواطنين وحسن تعامله معهم. وينتهي المجمع غداً من الاختيارات وتعرض الاسماء على المكتب السياسي للحزب على ان يوقعها رئيس الحزب الرئيس حسني مبارك. وشهدت المجمعات اقبالاً كبيراً من جانب اعضاء الحزب الوطني وتجاوزت الاعداد كل التوقعات وبلغت اكثر من ثلاثة آلاف مرشح على مستوى الجمهورية.