نفذت شرطة الخرطوم امس حملة تفتيش ودهم واسعة في منطقة سوبا التي شهدت أحداثاً دامية خلفت 17 قتيلاً من الشرطة والمدنيين الاسبوع الماضي، واعتقلت 56 متهماً في الأحداث وضبطت اسلحة نارية وبيضاء في استعراض قوة شارك فيه 6400 عسكري. وطوقت الشرطة فجراً منطقة سوبا الاراضي في جنوب شرقي الخرطوم وفرضت اجراءات أمنية مشددة ومنعت المواطنين من دخول المنطقة أو الخروج منها ونفذت حملة تفتيش على المساكن العشوائية التي يقطنها النازحون من جنوب البلاد وغربها. وأكد وزير الدولة للداخلية أحمد هارون في مؤتمر صحافي عقد أمام مقر الشرطة الذي أُحرق وذبح في داخله 14 شرطياً وسط اجراءات أمنية مشددة ان السلطات لن تتهاون في الحفاظ على ممتلكات المواطنين وأرواحهم وستتعامل بكل حزم وقوة مع أي انفلات أمني. وذكر ان ستة آلاف من أفراد الشرطة والجيش و400 ضابط بالتنسيق مع السلطات العدلية نفذوا حملة تفتيش ودهم للتأكد من انه لا توجد سلطة غير سلطة القانون، مؤكداً ان كل من تثبت البينات في مواجهته سيقدم الى محاكمة عادلة وعادية وليست استثنائية، مشيراً الى ان مركز الشرطة الذي أحرق سيعاد افتتاحه. وأوضح مدير شرطة الخرطوم اللواء طارق عثمان الذي تحدث في المؤتمر الصحافي، ان الحملة أسفرت عن اعتقال 50 متهماً جرى رصدهم في الأيام الماضية وستة آخرين اعتقلوا في وقت سابق من المتهمين الاساسيين في الأحداث الدامية و32 من المحرضين، كما ضبطت أسلحة نارية وبيضاء. الى ذلك انتقدت المجموعة السودانية لحقوق الانسان عودة سلطات الأمن لفرض رقابة قبلية على الصحف السياسية في البلاد"بصورة يومية وممنهجة". وقال رئيس المجموعة غازي سليمان في بيان أمس، ان هذه الممارسات تتناقض مع حرية التعبير والنشر المنصوص عليها في العهود الدولية التي صادقت عليها الحكومة. على صعيد آخر، حسمت لجنة صوغ الدستور السوداني الانتقالي أمس موضوعين مثيرين للجدل يتعلقان بكتابة"البسملة"في ديباجة النسخة العربية من الدستور، وحظر القوى السياسية التي لا تعترف بالدستور واتفاق السلام في جنوب البلاد وحرمانها من المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية المقبلة. وقال الناطق باسم لجنة الدستور الدرديري محمد أحمد للصحافيين ان قيادة اللجنة اقرت في اجتماع أمس كتابة"بسم الله الرحمن الرحيم"في ديباجة النسخة العربية من الدستور بعد اقتراحات عدة أثارت جدلاً واسعاً. وأوضح ان اللجنة اقرت كذلك نص"على ان لا يتعارض برنامج الحزب السياسي مع الدستور"مسقطة بذلك اقتراحات بحظر الاحزاب التي لا تلتزم بالدستور واتفاق السلام، وربط مشاركتها في المنافسات الانتخابية بتأييد الاتفاق. حزب الأمة الى ذلك عقد رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي لقاء مفاجئاً مع مساعد الرئيس السابق ابن عمه مبارك الفاضل المهدي الذي انشق عن الحزب في العام 2002 وتزعم مجموعة شاركت في السلطة في خطوة لاذابة الجليد وتوحيد الحزب. ووصف مبارك الفاضل اللقاء الذي عقد في القاهرة بأنه كان ودياً واجتماعياً واعتبره بداية لتطبيع العلاقات السياسية، مؤكداً ان وحدة حزب الأمة حتمية باعتبار ان الانشقاق الذي وقع كان على مستوى القيادة وان قاعدة الحزب ظلت موحدة ومتماسكة. ويعتقد مراقبون في الخرطوم ان لقاء المهدي وابن عمه خطوة مهمة نحو توحيد حزب"الأمة"الذي تأثر بالانشقاق، وتوقعوا ان يواجه الأول صعوبات في اقناع قيادات حزبه بعودة مبارك ومجموعته الى الحزب، مشيرين الى ان وسطاء يتحركون منذ شهور لتحقيق وحدة الحزب. واعتبر وزير الاعلام السوداني عبدالباسط سبدرات ان وفداً من حكومته سيجري محادثات مع الصادق المهدي في القاهرة الاسبوع المقبل بعد قطيعة بين الطرفين، خصوصاً بعد مهاجمة المهدي اتفاق السلام ومقاطعة حزبه لجنة كتابة الدستور.