وجّه الشيخ عباسي مدني أمس"نداء الى الشعب الجزائري من أجل مصالحة وطنية حقيقية"دعا فيه الى"اصدار العفو الشامل الذي لا يترك أي مظلمة ... وهو المخرج السياسي من هذه الأزمة الذي يدل على جدية الدعوة الى المصالحة الوطنية". ودعا أيضاً الى رفع حال الطوارئ و"التكفل بضحايا المأساة الوطنية". وقال:"ان المصالحة الوطنية مشروع مصيري يحتاج الى مساهمة الجزائريين كل الجزائريين، ولذلك فإننا ندعوك أيها الشعب الى التعاون مع أخينا الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ما دام ماضياً في طريق اخراج البلاد مما هي فيه، في اطار المصالحة الوطنية الحقيقية". وقال ان رسالته هذه يكتبها"على وسادة فراش العلاج"وانها بمثابة"وصية"و"قد تكون هي الأخيرة". وتبنت"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، أمس، سلسلة الاعتداءات التي استهدفت، الأحد، دوريات تابعة للجيش الجزائري في عدد من ولايات شرق الجزائر. وذكر بيان وزع في مواقع إسلامية على الإنترنت، أمس، أن ناشطين في"الجماعة السلفية"قتلوا، الأحد، 12 عسكرياً عندما كانت دوريتهم تتحرك في منطقة معزولة في ولاية خنشلة و"غنموا"12 قطعة كلاشنيكوف. وفي مدينة سكيكدة 500 كلم شرق الجزائر فجّر عناصر التنظيم المسلح عبوة في دورية للجيش ما أدى الى مقتل عسكريين، كما قالت"الجماعة السلفية". ولم تعلن السلطات عن هذه الاعتداءات التي هزت شرق البلاد. لكن أفيد ان قيادة الناحية العسكرية الخامسة أحاطت عمليات نقل القتلى وإسعاف الجرحى بتكتم كبير. ولم ينقل إلى المستشفيات المدنية إلا جثث القتلى في خنشلة. وكانت مصادر محلية أكدت ل"الحياة"، مساء السبت، أن عدد القتلى تجاوز 40 قتيلاً. لكن مصدراً أمنياً نفى ل"الحياة"، أمس، أن يكون عدد الضحايا بهذا الحجم، لكنه اعترف بأن هذه الاعتداءات الأعنف من نوعها منذ مطلع العام. وأفادت مصادر متطابقة أن ضباطاً بارزين في الناحية العسكرية الخامسة انتقلوا إلى المناطق التي شهدت كمائن ضد قوات الجيش لمباشرة عمليات تمشيط واسعة شاركت فيها مروحيات حربية لرصد تحركات المسلحين في هذه المناطق.