قتل عشرة عسكريين جزائريين في مواجهات جديدة مع مسلحين اسلاميين في معاقل "الجماعة السلفية" في منطقتي باتنة وتيزي وزو. في موازاة ذلك، قتل خمسة قرويين في إعتداء مسلح نفذه مسلحون في بلدة دواديش غرب مدينة الشلف على مسافة 250 كيلومتراً غرب الجزائر العاصمة. أعلنت مصادر جزائرية مطلعة أن ثمانية عسكريين قتلوا في مكمن نصبته جماعة مسلحة في غابة سيد علي بوناب التابعة لولاية تيزي وزو حيث المعقل الرئيسي لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وأفادت مصادر في ولاية باتنة، أن عسكرياً وعنصراً في الحرس البلدي قتلا أمس، في اشتباك مع مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". ووقع الهجوم لدى إنتشار عشرات من الجنود في منطقة غابات بهدف ملاحقة عناصر الجماعة عندما باغتهم مسلحون بوابل من الرصاص ثم لاذوا بالفرار الى مرتفعات جبلية. ونصب اللواء السعيد باي قائد الناحية العسكرية الخامسة أمس، مركزاً للعمليات في منطقة تيغارتين التابعة لولاية باتنة لمتابعة تطورات عملية تمشيط واسعة تنفذها وحدات من فرق النخبة مدعومة بأسراب من الطائرات الحربية ومدفعية الميدان. ويتوقع أن تفضي العملية في حال نجاحها إلى تحديد موقع نشاط عناصر التنظيم المسلح والذين ينشطون تحت قيادة أمير المنطقة الخامسة عماري صايفي المدعو عبدالرزاق البارا وهو مظلي سابق في الجيش الجزائري، ويعتقد بأنه كان وراء التخطيط للاعتداء الذي قتل فيه 49 عسكرياً قبل ايام واصابة 15 آخرين بجروح خطيرة. من جهة اخرى، اغتالت جماعة إسلامية مسلحة خمسة قرويين وأصابت شخصاً آخر بجروح خطيرة إثر إعتداء مسلح نفذه مسلحون ليل الثلثاء - الاربعاء في بلدة دواديش التابعة لبلدية وادي سلي غربي مدينة الشلف على مسافة 250 كيلومتر غرب الجزائر العاصمة. وذكر مصدر رسمي أن الضحايا ينتمون إلى عائلة واحدة مؤلفة من طفلين عمر احدهما سنتان والثاني خمسة سنوات، ووالدتهما 37 سنة وشقيقي والد الطفلين، أحدهما أصم وأبكم. أما الجريح المصاب بإصابات خطيرة فهو أب العائلة 36 سنة نقل الى المستشفى الجامعي في وهران على مسافة 400 كيلومتر شرق العاصمة. وذكرت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية أن قوات الأمن الجزائري "باشرت عملية تمشيط واسعة بحثاً عن مرتكبي العملية الجبانة". واشارت الى ان "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي يتزعمها أبو تراب الرشيد، تحاول "تفريغ" المنطقة الجنوبية لولاية الشلف من سكانها لتمكين عناصر "الجماعة" من التنقل بحرية عبر المنطقة الفاصلة بين سلسلة جبال الرمكة وإسطمبول في ولايتي غليزان ومعسكر ضمن سلسلة الونشريس التي تمتد إلى ولايات الوسط. ومنذ السبت الماضي قتل أكثر من 86 شخصاً وأصيب نحو 43 آخرون بجروح في إعتداءات متفرقة في مناطق وسط البلاد وشرقها وغربها، في اكبر تصعيد للإعتداءات المسلحة تشهده الجزائر منذ أربع سنوات. وفي إطار هذه التطورات، أعلنت مصادر محلية أن مجموعة تابعة لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب نصبت حاجزاً مزيفاً مساء الاثنين على الطريق الوطني الذي يربط العاصمة الجزائرية مع مدن شرق البلاد. وأفيد أن الإعتداء وقع في منطقة الخراط الواقعة ضمن بلدية ديرة في أقصى جنوب ولاية البويرة على مسافة 120 كيلومتراً شرق العاصمة. وأوضح شهود أن ثلاثة مسلحين كانوا يحملون أسلحة آلية من نوع كلاشنيكوف أقاموا الحاجز عند الساعة السابعة والنصف، ومكثوا في المكان ذاته زهاء ساعة من الزمن استوقفوا خلالها المارة واستولوا على أموالهم كما فتشوا عن الأدوية داخل السيارات. وتعتبر هذه العملية الأولى التي تشهدها المنطقة الجنوبية لهذه الولاية منذ تطبيق إجراءات القانون المدني سنة 1999، وهو ما يعني عودة المسلحين إلى الغابات الكثيفة ذات التضاريس الوعرة التي شهدت خلال السنوات الماضية أحداثا دامية.