سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جثمانه يسجى في كنيسة القديس بطرس وشهادة وفاته تشير إلى تسمم في الدم وقصور في القلب . ملايين المؤمنين وأكثر من مئة زعيم عالمي يودعون البابا في جنازة مهيبة هذا الاسبوع
احتشد عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس أمس، لحضور أول قداس بعد رحيل البابا يوحنا بولس الثاني ترأسه عن روح الحبر الأعظم الكاردينال أنجيلو سودانو بحضور مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية والعديد من رجال السياسة الإيطاليين. راجع ص 10 ونقلت محطات التلفزيون العالمية أمس، صوراً لجثمان البابا يوحنا بولس الثاني المسجى في الفاتيكان. وبدت ملامح وجهه هادئة وقد ارتدى زياً أبيض وأحمر حاملاً العصا الأسقفية من جهة جنبه الأيسر وألقي رأسه على عدة وسادات. ويسجى جثمان البابا بعد ظهر اليوم في كاتدرائية القديس بطرس. وتستمر مراسم الحداد على وفاته تسعة أيام في إيطاليا. ومن المقرر أن يتم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير قبل يوم الخميس، في جنازة توقعت وسائل الاعلام الإيطالية أن يشارك فيها مليونا شخص وعدد كبير من الشخصيات البارزة من أنحاء العالم. وأعلن التلفزيون الإيطالي أن كل كرادلة الكنيسة الكاثوليكية البالغ عددهم 127 استدعوا للحضور إلى روما للمشاركة في الاجتماع السري الذي سيجرى خلاله اختيار خليفة للبابا الراحل. وأفادت تقارير أمس أن البابا البالغ من العمر 84 عاماً توفي في حال من الصفاء وهو ينظر إلى النافذة التي كان يحيي منها أتباعه. وقال القس البولندي غاريك سيليكي الذي كان بجواره لحظة حصول الوفاة، أن آخر كلمة تفوه بها البابا كانت"آمين". وأفادت شهادة وفاة البابا التي صدرت أمس، أنه توفي ب"تسمم في الدم"ناجم عن التهاب و"قصور في القلب". وينقل الجثمان صباح اليوم إلى كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان حيث يسجى ليتمكن الملايين من المعزين إلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل أن يوارى في الثرى في مقبرة الفاتيكان إلى جوار أسلافه. وتوقعت مصادر رسمية إيطالية حضور ما يزيد على مليوني زائر لإلقاء النظرة الأخيرة على الحبر الأعظم، كما يتوقع أن يحضر مراسم الجنازة عدد من كبار قادة العالم، في مقدمهم الرئيس الأميركي جورج بوش وزوجته لورا. وكان بوش قال إن العالم فقد بغياب البابا"بطلاً مدافعاً عن الحرية الانسانية"وعن ثقافة الحياة, مشيداً بدور الراحل في الكفاح ضد الشيوعية في مسقط رأسه في بولندا وإحلال الديموقراطية في أوروبا الشرقية. وجاء ذلك في وقت توالت ردود الفعل على المستويين الشعبي والرسمي للإشادة برجل السلام والمصالحة، وكان لافتاً أن تأتي تعزية وإشادة بالراحل من حركة"طالبان"الأفغانية. كما توالت الاشادات والتعازي بالراحل من جانب الدول العربية وقادة في العالم الإسلامي أبرزهم الرئيس الإيراني محمد خاتمي. وفي موسكو، أشادت الكنيسة الارثوذكسية بالبابا وأعربت عن أملها في أن تسهم ذكرى الراحل في"إقامة علاقات جيدة"بين الكنيستين. ولاحظ بطريرك الأرثوذكس الروسي أليكسي الثاني أن"الراحل لم يتمكن من تحقيق حلمه بزيارة روسيا بسبب الخلافات الكثيرة التي لا تزال قائمة بين الكنيستين". لكنه أضاف:"أثرت شخصية البابا الراحل وعمله وأفكاره في مسار التاريخ في العالم". وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بيان إن البابا"بشجاعته وعزمه، أثر في النفوس والقلوب بفتحه أبواب الكنيسة لآمال العالم وآلامه". وأضاف أن"الحزن العميق يلف فرنسا والفرنسيين الذين يرون أنفسهم في رسالة الكنيسة الكاثوليكية". وفي لندن، عبرت الملكة إليزابيث الثانية عن حزنها العميق، فيما قال ولي عهدها الأمير تشارلز:"سنذكره طويلاً للجهود التي بذلها من دون كلل من أجل السلام العالمي وشخصيته الودودة جداً". ورأى رئيس الوزراء توني بلير أن العالم فقد بوفاة يوحنا بولس الثاني زعيماً دينياً"يقدره أتباع كل الديانات وغير المؤمنين أيضاً"، موضحاً أنه كان"رجل إيمان وعظمة وشجاعة استثنائية". وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إن البابا"بخلاف دوره كزعيم روحي لأكثر من بليون من الرجال والنساء والأطفال كان مدافعاً لا يكل عن السلام ورائداً حقيقياً للحوار بين الأديان". ووصف المستشار الألماني البابا الراحل بأنه"بطل لم يكل للسلام والتضامن والعدالة الاجتماعية".