ما أثاره"الكاسيت - الفضيحة"، بحسب التسمية التي أطلقها الاعلام على شريط طارق أبو جودة الذي تضمن عدداً من الألحان، قيل إن الملحن اللبناني"سرقها"، ليس إلا تكراراً لما أثير حول أعمال سابقة، وكل مرة تكون النتيجة أن الفائدة تعود الى"الضحيّة"، هذه المرة طارق أبو جودة. طالما حفل الوسط الفني في لبنان والعالم العربي، بأشخاص يعتبرون أنفسهم مؤتمنين على مستوى اللحن والشعر الغنائي، فيما غيرهم غير جدير بالأمانة. تضامن هؤلاء، وعملوا معاً على تركيب بعض المقاطع الموسيقية بغية كشف"سرقة"قام بها أحد الملحنين. والهدف لم يكن يوماً الذود عن حياض الأغنية أو اللحن أو الشعر أو حتى الصوت، بل النيل من شخصية الفنان المقصود وشهرته ونجاحه. اللافت في الموضوع أن ردود الأفعال تأتي دائماً لمصلحة الشخص المستهدف: إذ تسلط عليه أضواء الاعلام، خصوصاً حينما يشرح وجهة نظره ويكشف بدوره حقائق"مستورة"يدافع بها عن نفسه. وفي حال غض الطرف عن أسماء الفنانين الذين يعتقد طارق أبو جودة انهم"رتبوا الكاسيت الفضيحة في استوديو خاص ووزعوه على المنابر الصحافية بواسطة أشخاص حافظوا على سريتهم"، فإن من الطبيعي السؤال عن مغزى اختيار طارق أبو جودة من دون غيره، وهو من بين الأكثر شهرة حالياً... بل لعله إلى جانب الملحن سمير صفير، من أشهر الملحنين اللبنانيين... حتى في مصر. وألحانه تشدو بها عشرات الأصوات الغنائية، سواء من بين النجوم المعروفين جداً او الأقل شهرة، او حتى الجدد. وطارق"يعرف"مرتكبي هذه"الوشاية"أو"الجناية"، لذلك رفع دعوى قضائية"ضدهم"، مؤكداً أن الاثباتات التي يمتلكها"لا غبار عليها". ومن جهة ثانية، فتح النار"عليهم"في كل مكان، ويعمل على التشهير بهم، والوسط الفني مملوء حالياً بالكلام الذي يقوله"عنهم"... وحين تسأل طارق عن سبب تحدثه بالجمع لا بالمفرد عن المتورطين، يجيب:"انهم أكثر من واحد... تعاونوا على انجاز"الكاسيت الفضيحة"، وفي ظنهم ان ذلك سيؤثر، بل سيقضي عليّ"... ويلاحظ أن الأجواء الفنية كلّها ضدّ هذا"العمل الجبان الذي يكشف نفسية مرتكبيه، أكثر مما يكشف سرقة الالحان". وبالنسبة الى سرقة الالحان"فإن"جمعية المؤلفين والملحنين"العالمية، ولها مقر ناشط في بيروت، تعتبر أن اللحن يمكن اعتباره مسروقاً اذا نقل حرفياً وبالنوته"ست موازير"موسيقية متتالية، و"المازورة"هي تسمية معينة للجملة اللحنية الواحدة. اما اذا كان التشابه بنسبة مازورة واحدة أو أقل من ست موازير في كل الاحوال، فالأمر لا يعدو بالنسبة الى الجمعيّة كونه من الاستئناس او توارد الخواطر". ويقول طارق ابو جودة ان كل الامثلة المدرجة في"الكاسيت الفضيحة"لا تتجاوز"المازورة الواحدة او المازورتين... وهذا ما يمكن ان يحصل مع كل ملحن على وجه الارض".