قدر مركز إسرائيلي يعنى بحقوق الإنسان عدد الفلسطينيين الذين سيتضررون من جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل على أراضي الضفة الغربية، بنحو نصف مليون فلسطيني، يقطنون نحو 85 قرية وبلدة فلسطينية. وبحسب تقرير نشره "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة" المعروف اختصاراً باسم بيتسيلم، فإن 14 قرية وبلدة فلسطينية يقطنها أكثر من 24 ألف فلسطيني ستصبح في الجانب الغربي من الجدار، أي في منطقة تفصل بينه وبين والخط الأخضر، وهو خط وهمي يشير إلى حدود إسرائيل غير المعلنة رسمياً. وأوضح التقرير أن الجدار سيحيط من جهات ثلاث على الأقل بنحو 53 قرية وبلدة يسكنها أكثر من 230 ألف فلسطيني، ويعزل نحو 18 قرية وبلدة في القدسالشرقيةالمحتلة يسكنها 220 ألف فلسطيني. وقدر تقرير بيتسيلم نسبة الأراضي التي ستقع غرب الجدار، بما في ذلك القدسالشرقية ومستوطنة معاليه ادوميم بنحو 536 ألف دونم أي نحو تسعة ونصف في المئة من مساحة الضفة الغربية، وهي نسبة قال التقرير إنها ستزيد بنسبة 7.3 في المئة إذا ما صادقت الحكومة الإسرائيلية على إضافة مستوطنة معاليه ادوميم ومستوطنات ارئيل وكيدوميم وعوفريم إلى الجدار. وكانت حكومة أرييل شارون أعلنت عزمها على ضم مستوطنة معاليه أدوميم إلى القدس، وهو ما اعترضت عليه الولاياتالمتحدة في حينه، ولكن هذا الموضوع سيكون مطروحاً على جدول أعمال المحادثات التي ستجرى بين شارون والرئيس الأميركي جورج بوش في الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن. وذكر التقرير أن الجدار سيضم عملياً إلى إسرائيل نحو 55 مستوطنة، من بينها 12 مستوطنة في القدس، و42 مستوطنة في الضفة الغربية يقطنها أكثر من 322 ألف مستوطن، في حين يبقي نحو 79 مستوطنة تضم 84 ألف مستوطن في الجانب الشرقي من الجدار أي في أراضي الضفة الغربية. وأكد تقرير بيتسيلم أن المناطق التي أقيم فيها الجدار من أكثر المناطق خصوبة في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن القيود المفروضة على حركة وتنقل الفلسطينيين المقيمين بمحاذاة الجدار اضافة الى القيود الواسعة المفروضة عليهم منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ستجعل من الصعب على آلاف الفلسطينيين الوصول إلى أراضيهم الزراعية وتسويق منتجاتهم الزراعية في باقي أراضي الضفة الغربية. وتعتبر الزراعة من مصادر الرزق الأساسية في القرى والبلدات الفلسطينية، مما يعني أن "إلحاق الضرر بقطاع الزراعة قد يؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي في الأراضي المحتلة بصورة كبيرة، وبالتالي إلى نزول أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى ما دون خط الفقر،" كما قال التقرير.