في اطار التحضير لوصول اعضاء لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى بيروت، من أجل مباشرة عملها بناء للقرار الصادر عن مجلس الامن الدولي، عقد أمس الجنرال ابراهام ماتايا أحد كبار ضباط الأمن في الأممالمتحدة، الموجود في بيروت، لقاء مع وفد يمثل وزارة الداخلية اللبنانية ، وجرى بحث الاجراءات اللوجستية والأمنية والفنية الواجب اتخاذها استعداداً لوصول اللجنة خلال شهر ونصف الشهر. وعلمت"الحياة"ان الضابط الفرنسي جاك ليك كيستر حضر الى جانب الجنرال ماتايا، وهو كان في عداد لجنة التقصي الدولية في الفريق الدولي وما زال موجوداً في بيروت، وتمثلت وزارة الداخلية بمستشار الوزير المحامي يوسف فنيانوس والمفتش العام في قوى الأمن الداخلي العميد سيمون حداد والعميد أشرف ريفي الذي كان عينه الوزير سليمان فرنجية ضابط ارتباط مع لجنة التقصي. وبحسب المعلومات، فإن زيارة ماتايا تأتي في اطار استطلاع الاجواء الأمنية والتحضيرات المتعلقة بإقامة بعثة التحقيق الدولية في بيروت والتي بوشر في تأليفها في مجلس الأمن الدولي. وأبدى ماتايا رغبة في الوقوف على رأي وزارة الداخلية لجهة المكان الذي يمكن اختياره للاقامة وما اذا كانت هناك صعوبة في اختيار مقر واحد يتخذ للإقامة من جهة وللتحقيقات التي ستجريها اللجنة من جهة ثانية. وقدر ماتايا عدد اعضاء فريق التحقيق الدولي بأنه يراوح ما بين 50 و60 شخصاً من محققين وخبراء في القانون والسياسة اضافة الى الضباط الأمنيين. وبالنسبة الى موقف وزارة الداخلية، أكد فنيانوس باسم الوزير فرنجية الاستعداد للتعاون التام وتقديم كل التسهيلات المطلوبة من حراسات أمنية وعناصر للمواكبة وأخرى للخدمات اللوجستية. وشكره ماتايا على تعاونه. من جهته، استمع أمس المحقق العدلي القاضي الياس عيد في ملف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى افادة أربعة شهود من أصحاب السيارات التي كانت مركونة قرب مكان وقوع الانفجار في منطقة السان جورج، والتي أصيبت بأضرار جسيمة. ويستمع القاضي عيد اليوم الى افادات سبعة اشخاص من اصدقاء وأقرباء احمد أبو عدس الذي ظهر في شريط فيديو، وأعلن تبنّيه العملية باسم"جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام"، والذي لم يعثر له على أي اثر حتى الآن في مكان وقوع الانفجار. وسطّر القاضي عيد امس استنابة قضائية جديدة الى وزارة الخارجية للطلب من الامانة العامة للأمم المتحدة ايداع القضاء اللبناني نسخة عن صور القمر الاصطناعي الأميركي"كويك بيرد"لمعرفة ما اذا كان تم التقاط صور للمنطقة التي اغتيل فيها الرئيس الحريري يوم الحادث في 14 شباط فبراير الماضي، في حين ذكرت معلومات ان القمر الاصطناعي لم تكن عدساته موجهة الى بيروت يوم الاغتيال، وانما في اليوم التالي له. كذلك سطر القاضي عيد استنابات قضائية الى وسائل الاعلام المرئية والى كل من يتواجد في منطقة وقوع الحادث ويملك كاميرات تصوير خارجية، وذلك لتزويده بنسخ عن شرائط الفيديو التي تتضمن صوراً حول الحادث. من ناحية اخرى، ارسل القاضي عيد الى وزارة الخارجية كتاباً لتأكيد الاستنابة القضائية التي سبق ان سطرها الى الانتربول الفرنسي لتزويده بنتيجة الفحوص المخبرية التي اجريت على آثار الحروق التي اصيب بها النائب باسل فليحان وبيان طبيعتها والمواد التي تسببت بها، وكذلك الكتاب المتعلق بايداعه صورة مصدقة عن التقارير الفنية التي نظمها الخبراء السويسريون في اطار عمل بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة. كما سطر القاضي عيد كتاباً مماثلاً الى المديرية العامة للجمارك والى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن وجود سيارة"بيك آب"نوع"ميتسوبيتشي كانتر"على الاراضي اللبنانية والتحقّق من الادخال الموقت لجميع السيارات من هذا النوع منذ العام 1990 حتى يوم وقوع الحادث.