يسلط وزراء السياحة العرب الأضواء على ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة، والذين يزيد عددهم على 30 مليوناً، خلال اجتماعهم هذا العام في إطار فعاليات"ملتقى سوق السفر العربية"المزمع عقده في دبي في أيار مايو المقبل. وستكون هذه المرة الأولى يفكر صناع القرار في صناعة السياحة والسفر العرب، بأهمية هذه الشريحة التي تحتاج الى خدمة خاصة أثناء رحلاتها. ويقول منظمو الملتقى الذي يحمل هذا العام عنوان"سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط: التحديات والفرص الضائعة"، انه يستهدف إطلاق اكبر حملة توعية تشهدها المنطقة، للتعريف بأهمية هذه الشريحة السياحية التي تشكل اكثر من 10 في المئة من إجمالي عدد السياح في العالم، والدعوة إلى توفير مزيد من المنشآت السياحية والترفيهية والبنى التحتية التي تلبي احتياجاتهم". تقديرات منظمة العمل وقدرت منظمة العمل الدولية في تقرير لها عام 2000، عدد ذوي الاحتياجات بأكثر من 610 ملايين، 400 مليون منهم يعيشون في الدول النامية. وقال رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ان"أهمية هذا الملتقى، تنبع من كونه الأول في الشرق الأوسط، الذي يبحث سبل الارتقاء بالمفاهيم والاستراتيجيات والتشريعات والتسهيلات والخدمات التي تقدمها صناعة السياحة لهذه الشريحة، ليس في المنطقة فحسب وانما في كافة دول العالم". وتشير احدث الإحصاءات الرسمية إلى ان عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي، يصل إلى اكثر من 30 مليون معوق، او نحو عشرة في المئة من مجموع سكان المنطقة. المنشآت السياحية ويقول العاملون في قطاع السياحة إن قلة المنشآت السياحية العربية التي تملك التسهيلات الكافية القادرة على تلبية احتياجاتهم، هي التي تقف عائقاً أمام تفكير ملايين السياح من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الخروج من بلادهم أو التنقل للاستفادة من فرص الترفيه والترويح عن النفس في مختلف أرجاء دول المنطقة". ويعترفون بأن هذا النقص يحرم صناعة السياحة من مداخيل إضافية، نظراً إلى كون سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة تتم في إطار أسري وليس فردياً، ما يحول دون سفر العائلات مجتمعة والنكوص عن مشاريع العائلة للسفر والسياحة، بسبب افتقار المنشآت السياحية والفندقية إلى الخدمات والتسهيلات الضرورية التي تساعدهم على التنقل بحرية تامة. الفرص الضائعة ويقدر العاملون في صناعة السياحة العربية، ان حجم الفرص الضائعة التي تخسرها السياحة العربية تصل إلى ثلاثة بلايين دولار سنوياً، مشيرين إلى انه لو قام عشرة في المئة فقط أي ثلاثة مليون سائح من إجمالي عدد ذوي الاحتياجات في الدول العربية، سوف يصل الإنفاق التقريبي إلى ألف دولار فقط للشخص الواحد، فإن إجمالي إنفاق هذه الشريحة المقدرة بأدنى مستوياتها هي فرص واعدة يمكن بقليل من الجهد واستحداث بعض الخدمات الجديدة تعزيز السياحة العربية وإتاحة عشرات الآلاف من الوظائف سنوياً. وبحسب تقرير أعده البنك الدولي، يشكل المعاقون بين 10و20 في المئة من نسبة السكان في كل دولة من دول العالم هذه النسبة باضطراد خلال السنوات المقبلة، بسبب الحروب والفقر وقلة الرعاية الصحية وقلة الإنجاب وزيادة الشيخوخة. وأشار المصرف إلى ان عدد ذوي الاحتياجات في أوروبا نحو 40 مليون شخص. في حين يتجاوز في أميركا ال54 مليوناً وفي روسيا 11 مليوناً وسيرتفع إلى 15 مليوناً خلال الاعوام القليلة المقبلة.