أعلنت صوفيا أمس، انتهاء عملية انسحاب القوات البلغارية من العراق حيث تكبدت 19 قتيلاً هم 13 عسكرياً وستة مدنيين منذ غزوه عام 2003، في حين طلبت الحكومة البولندية من رئيس البلاد تمديد مهمة قواتها لسنة أخرى وسط ضغوط داخلية شديدة. وأوضح وزير الدفاع البلغاري فسيلين بليزناكوف اثر حضوره قداساً ترحماً على الجنود البلغار الخمسة الذين قُتلوا قبل سنتين في اعتداء على مقرهم في كربلاء أن"آخر الجنود البلغار في العراق وصلوا ليل الاثنين الى الكويت". وأضاف أن أربعة عسكريين مكلفين اعادة العتاد سيبقون في العراق حتى منتصف كانون الثاني يناير المقبل. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع فلاديسلاف بريليتسوف:"في حلول الليلة الماضية كانت المجموعة الأخيرة المؤلفة من 130 جندياً بلغارياً وصلت الى مكان آمن في الكويت. سيعودون الى بلغاريا في 30 كانون الأول ديسمبر". وتنوي صوفيا البقاء في العراق"تحت شكل آخر"، عبر إرسال وحدة انسانية من 120 رجلاً لأداء عمل الشرطة في مخيم للاجئين الايرانيين في أصرف شمال، بحسب بليزناكوف الذي أكد أن هذه القوات لن تحمل سلاحاً، بل ستعمل على حفظ النظام داخل المخيم. وكان البرلمان البلغاري قرر في أيار مايو الماضي سحب القوات البلغارية من العراق قبل نهاية السنة الجارية. الى ذلك، طلبت الحكومة البولندية من الرئيس ليخ كاتشينسكي الموافقة على تمديد مهمة القوات البولندية في العراق لسنة أخرى، ما يعكس قراراً للحكومة السابقة بسحبها في غضون الأسابيع المقبلة. جاء ذلك في وقت تعرضت الحكومة البولندية لضغوط جديدة كي تسحب قواتها من العراق سريعاً مع رفض موقف أحزاب المعارضة الرئيسية التي كانت أيدت إرسال القوات، أي تمديد لنشرها هناك بعد أوائل عام 2006. وقال برونيسلاف كوموروفسكي أحد زعماء حزب"البرنامج المدني"يمين وسط للاذاعة الحكومية عندما سئل عن احتمال أن تقرر الحكومة بقاء القوات البولندية في العراق، إنها"ترتكب خطأ". وتابع:"عندما أرسلت بولندا قوات الى العراق قبل سنوات، كنا نقف في الجانب الصحيح. أما اليوم، فلا حاجة الى مواصلة مهمتنا فيما ينسحب حلفاء آخرون". وكان وزير الدفاع البولندي رادوسلاف سيكورسكي أعلن الأسبوع الماضي أن الحكومة تدرس إما الانسحاب الكامل أو خفض عدد القوات من 1500 جندي الى 900. وأضاف أن القوات العراقية الجديدة تحتاج الى عام كي تكون قادرة على تحمل المسؤولية الكاملة عن الأمن في منطقة جنوب وسط العراق التي تسيطر عليها الآن القوات البولندية، في إشارة الى استعداد بولندا لتمديد مهمتها. لكن جريجورتش نابييرالسكي نائب زعيم تحالف اليسار الديموقراطي الذي خسر السلطة في الانتخابات في أيلول سبتمبر الماضي، قال إن مهمة بولندا في العراق"يجب أن تنتهي".