رفضت بلغاريا وبولندا الخضوع للتهديدات التي اطلقتها مجموعة مرتبطة على ما يبدو بتنظيم "القاعدة" طالبتهما بسحب قواتهما من العراق، لكنهما اعتبرا هذه التهديدات "جدية". واكد رئيس الوزراء البولندي بيلكا ان بلاده لا تفكر في سحب قواتها من العراق. فيما قال نائب وزير الدفاع البولندي جانوس زيمكي "اننا نتمسك بموقفنا الذي عبرنا عنه مرات عدة ويقضي بعدم القيام بأي عمل بضغط من الارهابيين. يجب عدم الخضوع لهم بتاتاً". وقال زيمكي ان "تاريخ مكافحة الارهاب يثبت ان الخضوع للارهابيين يأتي بنتيجة معاكسة وبتصعيد في العمليات والمطالب". واعلن الرئيس البلغاري غورغي بارفانوف من برلين حيث يقوم بزيارة رسمية ان بلاده "لن تخضع للارهابيين". وقال: "نحن مستعدون لمقاومتهم. الخضوع للارهابيين لا يؤدي الا الى تشجيع هجمات ارهابية جديدة". وقال وزير الدفاع البلغاري نيكولاي سفيناروف: "لا يمكنني ان اقبل هذه التهديدات على انها طلب، لأن كل طلب يجب ان يكون له صاحب ملموس". واضاف "الا اننا نتعامل بشكل جدي جداً مع مثل هذه التهديدات". وقال قائد وكالة الامن الداخلي في بولندا اندريه بارسيكوفسكي "لا نشعر بأي قلق مرتبط باحتمال وقوع اعتداء ارهابي على الاراضي البولندية"، مشيراً الى ان السلطات البولندية "تأخذ التهديدات على محمل الجد". ونشر موقع على الانترنت أمس بياناً صادراً عن "جماعة التوحيد الاسلامية - تنظيم القاعدة/ اوروبا" لا يمكن التأكد من صحته، هدد بمهاجمة بولندا وبلغاريا اذا لم تسحب الدولتان قواتهما من العراق. وجاء في البيان "نطالبكم للمرة الاخيرة بسحب القوات البلغارية من العراق وإلا، قسماً، سنحول بلغاريا الى برك من الدماء". واضاف: "الى الشعب البلغاري: طالبوا حكومتكم بالرحيل من العراق وإلا لغة الدم ستنطق كما حدث فى اسبانيا وواشنطن ونيويورك". وتابعت المجموعة "الرسالة الثانية موجهة الى الحكومة البولندية الصليبية والشعب البولندي وخصوصاً ... رئيس الوزراء البولندي مارك بيلكا: اسحب قواتك من العراق والا سنسمعك اصوات الانفجارات تدك بلادك". وانتقد رئيس الوزراء البولندي قرار الفيليبين سحب قواتها. وقال: "عندما يخضع احد ما لضغوط الارهابيين، تزداد الضغوط على الآخرين". ولا تزال مجموعة "الجهاد والتوحيد" التابعة للزرقاوي تحتجز سائق شاحنة بلغارياً في العراق، فيما اعلنت الاسبوع الماضي عن قتل رهينة بلغاري آخر كانت تحتجزه. واعلنت صوفيا بعد ذلك الابقاء على قوتها في العراق. وتنشر بلغاريا وحدة من 470 جندياً تحت قيادة بولندية في كربلاء جنوب. وتشرف بولندا على احدى المناطق في العراق وتتولى قيادة فرقة تضم حوالي 6500 جندي بينهم 2500 بولندي. في غضون ذلك، وصلت المجموعة الاولى من القوة الفيليبينية التي انسحبت من العراق الى مانيلا امس فيما تستعد عائلة واصدقاء الرهينة الفيليبيني انجيلو دي لا كروز لاستقباله بعد اطلاقه. ووصل لا كروز أمس الى ابوظبي قادماً من العراق بعدما أفرج عنه الثلثاء بعد اسبوعين من الخطف.