قال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان المملكة زودت الأسواق بالأمدادات اللازمة أثناء الأزمات في عامي 2003 و2004 وأنها، من خلال استراتيجيتها في المحافظة على طاقة انتاجية فائضة نحو 1.50 ? 2.00 مليون برميل يومياً"مستعدة أن تواجه الطلب الإضافي على النفط". وذكر الوزير، في مؤتمر صحافي عقده امس في الرياض مع وزيرة الطاقة النروجية ثورهيلد فيدفي، وتلا المحادثات مع الوفد النروجي، أن المملكة"في حال قناعتها بأن هناك حاجة للاستثمار في طاقة جديدة، ستقوم بذلك". ولكنه أضاف ان"تكاليف زيادة الطاقة الإنتاجية يجب أن تكون مسؤولية المنتجين والمستهلكين". الحقول الجديدة وشرح النعيمي في الأجابة عن سؤال عن الحقول الجديدة التي تنوي شركة"ارامكو السعودية"تطويرها، ان حقول ابو حدرية والخرسانية والفاضلي"تعتبر حقولاً جديدة نتيجة لتوقف الانتاج فيها لفترة طويلة تصل الى 15 سنة، وهناك حقول أخرى جديدة يتجاوز عددها 80 حقلاً، وهناك حقول مثل منيفة وهو حقل كبير ويشمل مناطق في اليابسة وأخرى مغمورة وأيضاً حقل خريص وهو حقل ضخم أيضاً تصل كمية الاحتياطات فيه لبلايين البراميل"، لافتاً الى انه"سيتم اللجوء للتطوير والانتاج من حقل منيفه عند الحاجة لذلك". وأكد ان الإنتاج من هذا الحقل"غير محتسب ضمن خطط رفع الطاقة الإنتاجية الى 12.5 مليون برميل والمقرر الوصول إليها في العام 2008 أو 2009. كما أن هناك الكثير من الحقول الصغيرة التي يمكن تطويرها لرفع الطاقة الإنتاجية فوق 12.5 مليون برميل". وحول الدور الذي لعبته السعودية لضمان استمرار تمتع الاجيال المقبلة بخيرات الثروات الطبيعية مثل النفط، أوضح النعيمي ان بلاده"تضع دائماً في الحسبان الاجيال المقبلة من طريق المحافظة على الثروات الطبيعية والاهتمام بايجاد الفرص الوظيفية". مشيراً الى أن السعودية عندما تقرر توسعة الإنتاج"تحسب حساب عمر الحقول", وان معظمها تكوّن بين 50 الى 100 عام للحقل, وان ذلك يضمن نصيب الأجيال المقبلة. الغاز الطبيعي وأكد الوزير النعيمي رغبة السعودية في اطلاق جولات جديدة من عقود التنقيب عن الغاز وانتاجه في مناطق مختلفة من البلاد،"ولكن يتوجب الانتظار حتى يتم اختبار مدى نجاح الجهود التي تبذل حالياً لتنفيذ عمليات المسح لمناطق الامتياز التي منحت في الربع الخالي، حيث يتوقع حفر أول بئر في نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل, وسيكون نجاح هذه العقود في الحصول على احتياطات مهمة أو بدء الإنتاج بمثابة الحافز الكبير لاطلاق جولات جديدة سيتم فيها توجيه الدعوة الى الشركات العالمية بما فيها الشركات التي تأهلت للمرحلة السابقة وتلك التي فازت فعلياً". وقال ان"لدى السعودية خططاً لرفع طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي بواقع 5 بلايين قدم مكعبة كل عام، وهناك جهود لرفع حجم الاحتياطات المكتشفة والمؤكدة". وتبيع"ارامكو"السعودية حالياً 7.5 بليون قدم مكعبة يومياً للسوق المحلية. وسيتم رفع هذه الكمية الى 12-14 بليون خلال السنوات القليلة المقبلة. وأوضح ان السعودية"تولي الاهمية الاساسية لتوفير احتياطات السوق المحلية من الغاز قبل التوجه للتصدير للاسواق الخارجية". استقرار الأسواق وقال النعيمي ان لدى السعودية والنروج علاقات نفطية قوية وفهماً مشتركاً لآليات عمل السوق،"كما ان هناك اتفاقاً على الكثير من الأمور التي ساعدت في أستقرار السوق العالمي في الماضي، والتي ستوفر فرصاً للتعاون في المستقبل". وذكر ان السعودية راضية"عن مستويات المخزون التجارية العالمية المتوافرة حالياً والتي تغطي حاجة السوق العالمي لفترة 51 يوماً, وهو مستوى جيد لمثل هذه الفترة من العام، وايضاً هناك رؤية مفادها ان من المناسب ابقاء هذه المخزونات عند مستوى 52 يوماً للربع الثاني من السنة". وقال ان الدول المنتجة"تراقب بشكل مستمر مستوى المخزونات لئلا تؤثر سلباً في الأسعار". السياسة النروجية من جهتها نفت وزيرة النفط النرويجية وجود النية أو الرغبة السياسية في الانضمام الى منظمة الأوبك, وقالت:" قمنا بحوار لسنوات طويلة مع دول الأوبك وهناك نية لتوسيع التعاون. كما أن الشركات النفطية النروجية لديها الرغبة في توسيع حضورها الاستثماري في دول الأوبك وبينها السعودية". وقالت أن النروج"تهتم بإيجاد سعر معقول ومهتمة بألا تؤثر الأسعار العالية في النمو الاقتصادي العالمي". وقد توقعت دراسة أصدرتها وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب على النفط بواقع 60 في المئة حتى العام 2030 وتأتي غالبية النمو في الطلب من الصين والهند. وأشارت الى أنها لا تتوقع أن تستمر مستويات الأسعار المرتفعة التي تشهدها السوق حالياً,"وهي أسعار تتأثر بالأوضاع السياسية خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط".
