استمرار هطول أمطار على جازان وعسير والباحة    إقامة ملتقى "نشر ثقافة الاعتدال وقيم التعايش والتسامح للوقاية من الفكر المتطرف ومعالجة آثاره" بتعليم القريات    التدريب التقني يرصد 38 مخالفة بمنشآت التدريب الأهلية في أبريل    مشاريع تنموية ب14.7 مليار ريال في مكة    إطلاق المسار النقدي لتجربة البدر الثقافية    السعوديات إخلاص وتميُّز بخدمة الحجاج    وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    كلاسيكو التحدي بين «الأصفرين».. والبطل على أعتاب «التاريخية»    المجفل سفيراً لخادم الحرمين لدى سورية    مملكة الإنسانية وصحة الشعوب    آل الشيخ يعزز التعاون مع البرلمانات العربية    عبيدالله سالم الخضوري.. 16 عاماً ملكاً على الكونغو    خادم الحرمين الشريفين يرعى نهائي أغلى الكؤوس    5 من أمراض المخ ترتبط بتغير المناخ    جامعة المؤسس: الزي السعودي إلزامي على الطلاب    وزارة الإعلام تحتفي بطلاب وطالبات أكاديمية طويق ومدارس مسك الفائزين في معرض آيتكس 2024    فريق طبي بمستشفى عسير يُنقذ حياة أربعيني تعرّض لطلق ناري في الرقبة    بيان التسمم    رابطة اللاعبين تزور نادي العروبة    أخضر الشاطئية يتأهل لربع نهائي البطولة العربية    حتى يبدع الحكم السعودي    ضمن فعاليات تقويم جدة بسوبر دوم.. غونتر يتوج بلقب" ملك الحلبة".. و" ناي جاكس" ملكة السيدات    ريال مدريد يودع الساحر الألماني    ولادة ثلاثة وعول في منطقة مشروع قمم السودة    وجهة الابتكار    إدارة تعليم عنيزة تدشن مبادرة التسجيل في النقل المدرسي    الإطاحة بثلاثة وافدين يروجون حملات حج وهمية    الأمن المدرسي    العمودي والجنيد يحتفلون بناصر    الزهراني يحتفل بزواج إبنيه محمد و معاذ    الاحتلال يواصل قصف أحياء رفح    أمير الرياض يرعى الاحتفاء بالذكرى ال 43 لتأسيس مجلس التعاون الخليجي    الغربان تحصي نعيقها    المكسيك تسجل حرارة قياسية    أجيال المملكة والتفوق صنوان    كي تكتب.. عليك أن تجرِّب    "سناب شات" تضيف عدسات الواقع المعزز لكروم    وصول أولى رحلات مبادرة طريق مكة من المغرب    حلقات تحفيظ جامع الشعلان تكرم 73حافظا    ضريح في جزيرة يابانية لتكريم القطط    أنت بحاجة إلى ميزانية    12 ألف حاج تلقوا خدمات صحية في المدينة المنورة    عليهم مراجعة الطبيب المشرف على حالتهم.. «روشتة» لحماية المسنين من المشاكل الصحية في الحج    اكتشاف دبابير تحول الفيروسات إلى أسلحة بيولوجية    التألق والتميز السعودي في الزراعة !    مرونة سوق العمل السعودي!    أسرتا السليمان والزعابي تتلقيان التعازي في فقيدهما    بيت الاتحاد يحتاج «ناظر»    أتعمية أم خجل.. يا «متنبي» ؟    الشغف    شكراً «نزاهة»    تعيين د. المجفل سفيراً لدى سورية    تخفيف مشقة الحج عن كبار السن    مشرفو الحملات الإندونيسيون: طاقات بشرية وفنية سعودية لراحة الحجاج    سعود بن بندر يطلع على خدمات «تنموي سلطان بن عبدالعزيز»    سمو أمير تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة الثامنة عشرة لطلاب وطالبات جامعة تبوك    أكد حرص القيادة على راحة الحجاج.. أمير الشمالية يتفقّد الخدمات في« جديدة عرعر»    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج دورة الضباط الجامعيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار طويل قبل عشر سنوات عن السلطة والمال والسياسة ومحطات الذاكرة . رفيق الحريري : لم أحلم يوماً بأن أصبح ثرياً ولا رئيساً للوزراء 2
نشر في الحياة يوم 17 - 02 - 2005

نشرت"الوسط"في 1995 حواراً طويلاً مع الرئيس رفيق الحريري في اطار سلسلة"يتذكر"تركز على سيرته الشخصية والأدوار التي لعبها في محطات سياسية حاسمة في حياة لبنان. في غياب الحريري وعودة الحديث عن سيرته ودوره تعيد"الحياة"نشر حديث الرئيس الراحل على حلقات. هنا الجلقة الثانية:
متى فكرت في خوض تجربة العمل السياسي؟
- لم افكر في أي وقت في العمل السياسي بالمعنى الحرفي للكلمة. اهتمامي بالشأن العام قديم لكنه كان يتخذ وجهاً اجتماعياً اكثر من أي وجه آخر. ذهبت الى السعودية في الستينات بغية العمل ومواجهة ما ترتب علي من مسؤوليات عائلية. عملت هناك واستلزم الامر بضع سنوات كي اتمكن من الوقوف على قدمي. كانت علينا ديون سددتها. رتبت وضع اهلي. وكانت هناك مدرسة تعلمت فيها في صيدا وهي مدرسة فيصل وابلغوني انهم يريدون اعادة اعمارها فدفعت مبلغاً لم اعد اذكر هل هو 350 الف ليرة او 350 الف دولار لكنني اذكر انه كان نصف المبلغ الذي كان معي. وفتحت هذه الخطوة امامي آفاق العمل الاجتماعي ووقفت على حاجة مجتمعنا للخدمة العامة ودورنا في هذا السبيل.
ووفقت بمشيئة الله في انشاء مؤسسة لدعم دراسة الطلاب وايفادهم للتحصيل. وهي بدأت متواضعة قبل ان تبلغ الشأن الذي بلغته في السنوات الاخيرة. ثم فكرت في انشاء مدينة جامعية بهدف مساعدة اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف على التحصيل الجامعي العالي. ووقع الخيار على منطقة كفرفالوس شرق صيدا. كانت تكلفة المشروع حوالي 300 مليون دولار. بدأت بالعمل. والمشروع عبارة عن مستشفى وجامعة ومدرسة تمريض ومجمع مدارس مهنية نموذجية هو الاول من نوعه ومساكن للاساتذة والبنية التحتية والتجهيزات. شيدنا المستشفى وانتهينا منه وبدأنا العمل في الجامعة والمدرسة وكذلك مدرسة التمريض. وكان قيد البناء القسم المخصص لاقامة الاساتذة والاطباء وتكملة المدرسة المهنية وبعض المباني الاخرى. صرفنا على المشروع 150 مليون دولار او ما يزيد قليلاً.
المستشفى بدأ العمل فعلياً وضم نحو الف موظف من ابناء المنطقة. حدث الاجتياح الاسرائيلي وكان من اهدافه المدينة الجامعية بكل انشطتها. سرقت المعدات وخربت قوات الاحتلال المنشآت وقطعت اشجار النخيل المزروعة في المنطقة. في اي حال كانت الامراض الطائفية والمذهبية متفاقمة في تلك المرحلة وبرزت على السطح وكان هناك من يتابع عملية التهييج والاثارة. بقي المشروع لكن ظروف الاحتلال معروفة.
يومها رحت افكر كيف يمكنني المساعدة. واعتبرت ان الواجب يقتضي مساعدة اولئك الطلاب الذين يتعذر عليهم متابعة دروسهم لاسباب مالية او امنية فقررنا توسيع مؤسسة الحريري وبدأنا بارسال آلاف الطلاب الى الخارج. في العام 1983 تشكلت لدي قناعة ان مشاريع الاعمار ومعها ايفاد الطلاب لن تكون كافية ما لم يتم التوصل الى حل للمشكلة العامة في البلاد، ففي غياب حل من هذا النوع سيبدو اي جهد، مهما كان كبيراً، كأنه نوع من النسيج في الهواء.
في 1983 بدأ القتال وكان اتفاق 17 ايار مايو اللبناني - الاسرائيلي هو الموضوع المطروح. ونتيجة لوجودي في المملكة العربية السعودية وقربي من الملك فهد بن عبدالعزيز بدأت اتدخل في محاولة للبحث عن حل وليس بغرض تعاطي السياسة. انا فرقت دائما بين العمل السياسي والعمل الوطني. في العمل السياسي يجب ان تكون جزءاً من اللاعبين على الساحة. سعيت دائماً لئلا اكون طرفاً بهذا المعنى وحافظت على علاقاتي مع كل الاطراف. واعتبرت ان موقفي هذا يمكن ان يخدم الحل ويساهم في انجاحه. كانت لي علاقات بكل اطراف الصراع والقتال. كنت التقي وليد جنبلاط وأمين الجميل وايلي حبيقة ونبيه بري طبعاً، اضافة الى صائب سلام وسائر الشخصيات المعنية. لم اقطع اتصالاتي بأحد. في احلك الظروف ابقيت قنوات الحوار مفتوحة.
ورقة الغاء 17 أيار
شعرت في تلك المرحلة بأن اتفاق 17 ايار لا يمكن ان يمر. والواقع انه لو ابرم لأدى الى تحطيم البلد تماماً فمجرد التوقيع ادى الى تخريب الوضع فماذا يمكن ان يكون عليه الحال لو ابرم؟ بهذا المعنى كنت من الناس الذين لعبوا دوراً اساسياً في تجنيب البلد الكارثة الكاملة. وقد حملت ورقة الغاء الاتفاق من الرئيس امين الجميل ونقلتها الى دمشق. وتوصلنا الى وقف لاطلاق النار وحضرنا لاجتماعي جنيف ولوزان. اذكر في تلك المرحلة ان السفير الاميركي في دمشق كان بيغانيللي. زارني وكان الاسطول الاميركي لا يزال موجوداً وسألني عن رأيي فقلت له انني لا اعتقد بأن لبنان سيبرم صلحاً مع اسرائيل ما لم يكن في اطار تسوية شاملة اساسها سورية. الكلام الذي قاله احد زعماء اسرائيل موشي شاريت عن ان لبنان هو البلد الثاني الذي سيقيم سلاماً مع اسرائيل وان البحث يدور على البلد الاول هذا الكلام غير صحيح ولبنان لا يمكنه ان يتحرك في اي شكل من اشكال التسوية بمعزل عن سورية. استغرب السفير كلامي وقال: انت تعتبر اذاً ان سياستنا خطأ فقلت له نعم، وأكدت ان لبنان لن يعقد صلحاً مع اسرائيل بمفرده. ربما كان من الأفضل ان يكون لبنان آخر دولة عربية تعقد صلحاً مع اسرائيل. ولكن اذا حصل صلح سوري - اسرائيلي فان لبنان يمكن ان يكون في المرحلة التالية.
في تلك المرحلة كان من الصعب على الاميركيين تصديق مثل هذا الكلام فقد القوا بثقلهم في العملية والمفاوضات جارية. اعتبرت ان الصلح اللبناني - الاسرائيلي بمعزل عن سورية هو نوع من الانتحار. فهذا الصلح يمس مباشرة المصالح القومية لسورية ولن يقبل به اي حكم او اي نظام في سورية، كما لن ينجح في تحقيقه اي حكم في لبنان.
التقيت الرئيس الجميل وتناقشنا في الموضوع استكمالاً لنقاشات عدة سابقة. واتخذ الرئيس الجميل قراراً بالغاء 17 ايار ووضعنا صيغة الالغاء. كان الامير بندر بن سلطان في دمشق وكان ابو جمال السيد عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري ينتظر.
ورافقت قصة الغاء اتفاق 17 ايار حادثة طريفة: حين حصلت على ورقة الالغاء من الرئيس الجميل وكان من المهم نقلها سريعاً الى دمشق كان عليّ الانتقال الى قبرص لاستقل الطائرة من هناك الى دمشق. لم تكن لدى الجيش اللبناني طائرة هليكوبتر قادرة على التحليق ليلاً. سألت الرئيس الجميل الاتصال بالسفير الاميركي ريجينالد بارثولوميو والبحث معه في امكان توفير هليكوبتر اميركية. بعدها زارني بارثولوميو وقال ضاحكاً:"تحمل معك ورقة الغاء 17 ايار وتريد الذهاب في طائرة اميركية. رحلة من هذا النوع قد تكلفني منصبي"! وقال السفير ان الطائرات مشغولة. فركبت في سيارة وذهب معي جان عبيد وطلبت من طائرتي الذهاب الى دمشق. تأخرت في الطريق ووصلت الطائرة قبلنا فقلق الاخوان في دمشق. بعد ذلك عقد اجتماع بين الرئيس الجميل والمسؤولين السوريين.
اريد ان اقول انه تشكلت لدي قناعة بوجوب العمل من اجل ايجاد حل للأزمة في لبنان بعيداً عن القتال. كنت دائماً مقتنعاً بأن القتال سيؤدي في المحصلة النهائية الى الجلوس حول الطاولة للتفاوض، وواضح ان من الأفضل ان يبحث الناس عن حلول لمشاكلهم اعتماداً على عقولهم بدل المراهنة في البداية على العضلات ثم الانتقال الى مرحلة العقل والحوار ولكن بعد ويلات الحرب وخسائرها. المؤسف انه كان لدى الجميع ميل الى اختبار العضلات قبل اختبار العقل. وهكذا استخدموا عضلاتهم الى اقصى حد ثم اضطروا الى استخدام العقل.
الحظ والنجاح
ما دور الحظ في نجاحك؟
- هناك جزء بلا شك اسمه الحظ، غير ان الحظ يأتيك مرة او اثنتين او ثلاثا وعليك ان تتخذ قرارات عند مفترقات رئيسية. مثلاً انا جاءتني فرصة ان اتعرف الى بعض الناس لأبني مشروعا معيناً. كان امامي - والمشروع بين 400 و005 مليون ريال - خيار من اثنين: اما انجاز المشروع كيفما اتفق واربح نحو مئتي مليون واما ان انجزه باتقان واربح نحو خمسين. هذا قرار اساسي بالنسبة الى شخص لا يملك ثروة. ليس بسيطاً ان تترك 150 مليونا من اجل تحسين نوعية العمل الذي تقوم به. انا فضلت القرار الثاني اي الحصول على الخمسين مع سمعة جيدة تسمح لي بالحصول على مشروع ثان. وهكذا كان. هل الامر حظ أم اخلاق أم ذكاء؟ انا اعتقد بأنها اسباب عدة مجتمعة.
اريد العودة الى ما قبل النجاح، اي الى قبل سفرك الى السعودية وفي تلك الاجواء العروبية التي كانت قائمة في صيدا بماذا كنت تحلم وماذا كنت تريد ان تكون؟
- لم احلم في حياتي بأن اكون رئيساً للوزراء ولم احلم بأن اصبح صاحب ثروة. انا دائماً بين المزح والجد اقول انا لست غنياً بالمعنى الشائع وان كنت املك اموالاً.
لم تحلم بأن تصبح صاحب ثروة؟
- ابداً. لم يخطر ببالي ذلك ولو مرة واحدة. انا الآن بعد عشرين عاماً من الغنى لا اصدق احياناً انني صرت صاحب ثروة.
المال والسلطة
هناك كلام شائع وهو ان من يمتلك السلطة يريد المال ومن يمتلك المال يريد السلطة. هل قصدت فعلاً انك لم تحلم بهذا ولم تطالب بتلك؟
- انا لم اسع كي اصبح غنياً ولأنني كذلك انا فخور بكل قرش حصلته. هناك الكثير من الخطورة في سعي بعض الاشخاص الى الغنى من اجل الغنى في حد ذاته. لأن هؤلاء يسقطون احياناً في لعبة الغنى بكل الطرق والوسائل. انا تركت مليارات الدولارات ورفضت الاقتراب منها لشعوري بأن الحصول عليها يستلزم طرقاً غير سليمة. انا الحمد لله اعتبر ان ربنا سبحانه وتعالى اكرمني ليس بالمال بل بالطريقة التي حصلت فيها على المال اكثر من المال نفسه. وأكرمني اكثر حين جعلني بعيداً عن الجشع الذي يسقط المرء في لعبة الحصول على المال بكل الطرق بغض النظر عن استقامتها. انا بعدما حصلت على مليون وعشرة ثم مئة ثم مئتين وصلت الى الوضع الذي تنفتح فيه امام المرء ابواب عدة لجمع المال.
انا لا اشير هنا لا سمح الله الى الممنوعات انما اتحدث عن وسائل اخرى وهناك في عالم المال والاعمال وسائل كثيرة. قراري كان ان اكسب اموالاً بعرق جبيني. ان اتعب واعمر. احب مسألة البناء. ولنقل انها اكثر من حب انها نوع من الغرام. فكرة البناء تستهويني. طبعاً كنت اريد ان أبني وان اربح. انه الربح الحلال في مفهوم كل الناس وفي مفهوم كل الاديان ايضاً. الربح يجب ان يكون مشروعاً وان يكون ثمرة العمل والاتقان. انا كما يقولون احب الخرائط اكثر من اي شيء آخر. الخرائط وعد بالبناء. والبناء ليس مسألة اقتصادية فحسب انه مسألة اقتصادية واجتماعية وانسانية ايضاً. فكرة البناء هي نقيض الخراب والفوضى. انها فكرة السباق مع الوقت ايضاً.
عندما قررت ايفاد آلاف الطلاب لتحصيل العلم هل كان قرارك جزءاً من مشروع لاحداث توازنات جديدة او مقدمة لمشروع سياسي؟
- اعتقدت دائماً بأن وصول البلاد الى مستوى تعليمي وثقافي معين يسهل التفاهم بين اللبنانيين لأنه يسهل الحوار والانفتاح. هذا لا يكفي طبعاً، اذ لا بد بموازاة ذلك من تربية وطنية. لا يكفي ان تخرج مجموعة مهندسين من مختلف الطوائف لتجعل منهم شعباً واحداً. الامر يساهم بلا شك لكن دور التربية الوطنية جوهري. اضافة الى ان رفع المستوى العلمي يضاعف ثروة لبنان الانسانية وقدرات اللبنانيين الاقتصادية ايضاً. فكرة ايفاد الطلاب فكرة عزيزة على قلبي والأكثر فخراً في حياتي كلها. انا لم اتعلم بسهولة في اي مرحلة من مراحل حياتي الدراسية. وشعرت دائماً بضرورة توفير الفرص.
اولاً اريد ان اوضح ان الطلاب الذين اوفدوا هم من انتماءات مختلفة ومناطق مختلفة وانا لا اعرف الغالبية الساحقة منهم. يحدث في بعض الاحيان ان يقترب مني شخص ويقول لي ان ولديه افادا من المنح واصبح الاول طبيباً والثاني مهندساً. وأنا لا اعرف لا الأب ولا الابناء. كما يحدث ان يقترب مني شاب ويبلغني انه تخرج من جامعة محترمة مستفيداً من منحة. هذا يحدث اسبوعياً او مرتين في الشهر. انه يحدث داخل لبنان وخارجه.
جنيف ولوزان
ما هو اهم ما حدث في جنيف ولوزان؟ وهل كان الدور الذي قمت به بالتشاور مع الاميركيين والسوريين أم مع السوريين وحدهم؟
- اكثر شيء مع السوريين في الحقيقة.
كيف كانت بداية العلاقة مع السوريين؟
- بداية العلاقة مع السوريين في اوائل 1983، وكان هدف الاتصالات العمل على وقف اطلاق النار في لبنان. انا لم اتصور يوماً ان المشاكل القائمة بين اللبنانيين لا يمكن حلها الا عن طريق القوة. اليوم لم نعد نحتاج الى دليل على حجم الضرر الذي يلحقه بالبلاد اقتتال ابنائها واحتكامهم الى السلاح. مسألة من بدأ ومن يتحمل المسؤولية مسألة اخرى. ربما باتت هناك اليوم قناعة عامة بعدم جدوى استخدام السلاح واسلوب القوة. لكن هذه القناعة لم تكن موجودة في بداية الثمانينات او على الاقل لم تكن لها الغلبة.
الحقيقة انه منذ تلك الايام كانت لدي قناعة ثابتة بأن اللبنانيين يجب ان يجلسوا حول طاولة وان يتناقشوا سعياً الى حلول اياً كان حجم التعقيدات. فكرة الغاء الآخر او شطبه غير ممكنة في لبنان وغير جائزة. الافضل فتح الدفاتر حول الطاولة بدل تبادل الرسائل عبر الصواريخ والضحايا. ولو عدنا الى الذاكرة لوجدنا ان القذائف كانت تقتل في غالب الاحيان المدنيين اي غير المحاربين وتدمر بيوت الناس وارزاقهم. حين عقد لقاء جنيف في فندق الانتركونتيننتال انتابتني قشعريرة وأنا ارى القيادات اللبنانية المشاركة تتوافد الى القاعة خصوصاً حين تصافح الرئيس اللبناني الراحل سليمان فرنجية مع الرئيس أمين الجميل. كنت واقفاً مع ابو جمال عبدالحليم خدام. كادت عيني ان تدمع. ماذا كان يمكن ان يجمعهم؟
متى التقيت الرئيس الجميل للمرة الاولى؟
- المرة الاولى التي رأيت فيها الرئيس امين الجميل كانت بالمصادفة في موقف للسيارات في باريس وكان معه شخص وكان ذلك قبل انتخابه رئيساً بفترة قصيرة. بعدها حدثت اتصالات قبل انتخاب شقيقه بشير. انا كنت ضد انتخاب بشير رئيساً للجمهورية لاقتناعي بأن البلد لا يتحمل.
جنيف وعقدة المكان
ما هي قصة لقاء جنيف؟
- كنت اسعى في الواقع الى ترتيب وقف لاطلاق النار. وكان لا بد من اساس ما لوقف المواجهة. واتفقت بيروت ودمشق على ان يبدأ حوار بين اللبنانيين. الاتفاق على الاشخاص الذين سيشاركون في الحوار استدعى وقتاً. طرحت اسماء كثيرة واتفق في النهاية على الاسماء التي شاركت وكان الوحيد الذي دعي وغاب هو العميد ريمون اده.
بعد عقدة الاسماء برزت عقدة المكان. اين سيجري الحوار؟ طرحت اقتراحات عدة وغريبة. ثمة من قال بوجوب التحاور على ظهر باخرة في عرض البحر. واقترح آخرون عقد الجلسات في المطار واقترحت اماكن اخرى ورفضت. خطر في بالي ان جنيف قد تكون مكاناً مناسباً. قبل بعضهم الفكرة واستغرب آخرون وتحفظ فريق ثالث وانتقد. وهناك من تخوف من ان يكون اختيار جنيف اشارة الى نقل فكرة الكانتونات الى لبنان ولم يكن لهذا التخوف من اساس ابداً. الحقيقة ان الفكرة كانت ابعاد المتحاورين عن مسرح المواجهة التي كانت دائرة بينهم لان الجلوس في لبنان في الظروف التي كانت سائدة قد يضاعف التوتر او الضغوط او يغري باتخاذ مواقف اعلامية، في حين ان المطلوب الشروع في حوار جدي.
بضعة سطور لانقاذ لوزان
وماذا جرى في لوزان؟
- قبل لوزان الغي اتفاق 17 ايار وانتقل البحث الى موضوع الاصلاحات السياسية. وخلال لقاء لوزان الذي ضم كل الذين شاركوا في جنيف اتفق على ان يرأس المرحوم رشيد كرامي الحكومة. طرحت في لوزان مسائل عدة ولم يتم التوصل الى اتفاق عليها، وكانت اقل من"الاتفاق الثلاثي"وأقل من اتفاق الطائف. تعقدت الامور وفي الساعتين الاخيرتين كان لا بد من كتابة بعض العبارات لئلا يقال ان اللقاء فشل. موافقة الجميل على الغاء اتفاق 71 ايار فتحت الباب بينه وبين دمشق التي دعمت وصول رشيد كرامي على امل ان يترافق ذلك مع استكمال الحل.
الاتفاق الثلاثي ورسالة حبيقة
ماذا كان دورك في الاتفاق الثلاثي؟
- العمل لوقف اطلاق النار يستدعي اتصالات مع الاطراف المشتبكة، والعمل لاحلال السلام يستلزم الاتصال بكل الاطراف المتحاربة. لهذا كان من الضروري ان تكون القنوات مفتوحة مع الجميع ذلك ان التسوية تعقد بين الذين تحاربوا. كان هناك من جهة الرئيس نبيه بري زعيم حركة"امل"والوزير وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي ومن جهة اخرى الوزير ايلي حبيقة زعيم"القوات اللبنانية". قبل ذلك عقدت اجتماعات بكفيا في اطار حكومة الرئيس المرحوم رشيد كرامي. تعثرت هذه الاجتماعات ويرجع هذا التعثر في جانب منه الى طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين"القوات"والرئيس الجميل، وربما بين فريق من"القوات"والجميل. هذا الواقع لفت النظر الى ضرورة اشراك كل القوى الكبرى الموجودة على الارض في عملية التسوية. كانت"القوات"عملياً في حالة حرب مع"امل"والاشتراكي كما كانت في حال مواجهة مع سورية. ولم يكن سهلاً تغيير المواقف خصوصاً مواقف"القوات"بعد الذي مرت به منذ اندلاع الحرب في منتصف السبعينات والنصف الاول من الثمانينات.
رحلة حبيقة السرية
بدأت اتصالات مع حبيقة في بيروت ثم اقترحت عليه الخروج من لبنان ليتسنى لنا البحث في المسائل بهدوء فزار فرنسا سراً وأقام في منزلي قرب باريس نحو اربعة ايام امضيناها في التشاور في سبل انهاء الحرب. الواقع ان البحث تركز على اسئلة اساسية من نوع ماذا تريد"القوات"وهل للفريق الذي تنتمي اليه مصلحة في استمرار الحرب مع الاطراف اللبنانية الاخرى وهل لها مصلحة في استمرار المواجهة مع سورية؟ وهل"القوات"مستعدة لازالة اسباب هذه المواجهة بكل تشعباتها الداخلية والاقليمية؟ بعد نقاشات طويلة بيني وبينه تبلورت لديه مجموعة افكار فاقترحت عليه ان يوجه كتاباً الى القيادة السورية بغية التمهيد لحوار.
وهذا ما حصل ولقي الكتاب صدى ايجابياً في دمشق وفتح الباب للاتصال المباشر. كان همي الاول وقف القتال ونقل الفرقاء من الرهان على المدفع الى الرهان على الحوار. وتوقف القصف فعلاً وبدأت الاتصالات. وهنا توقفت عن متابعة الموضوع وشارك في الاتصالات الوزيران ميشال المر وميشال سماحة. انا لم اشارك في ما تبع كتاب حبيقة لانني لم اكن طرفاً واعتبرت ان البحث هو من حق الاطراف نفسها ولذلك لم ادخل في التفاصيل.
هل كان اللقاء الاول لحبيقة مع جنبلاط وبري اثناء التوقيع ام قبله؟
- اعتقد اثناء التوقيع.
ودورك مع جنبلاط وبري؟
- كانت تربطني بهما علاقة وكنت اراهما باستمرار وكنا نركز في الاتصالات بيننا على ان القتال لن يوصل الى نتيجة وان المطلوب هو الجلوس حول طاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه. بعد ظهور تباشير علاقة بين حبيقة والسوريين كان المطلوب ان يتفهم بري وجنبلاط ضرورة التحاور مع حبيقة لانهاء الحرب.
لم تحضر حفلة توقيع"الاتفاق الثلاثي"؟
- لا ولم ارافق المراحل الاخيرة من بلورة الاتفاق. انا شاركت في اقناع حبيقة بأن اسلوب المواجهة العسكرية لن يوصله الى اي مكان بل سيضاعف المشاكل والخسائر. وهكذا كانت اول رسالة وجهها حبيقة الى القيادة السورية من منزلي قرب باريس. بعدها عقدت لقاءات غير معلنة مع حبيقة في الجزر اليونانية.
تردد انك وظفت قدرتك لتسهيل اللقاء بين نبيه بري ووليد جنبلاط من جهة وايلي حبيقة من جهة اخرى وتحديداً لتشجيع ايلي حبيقة؟
- ايلي حبيقة نفسه يقول ما حرفيته ان اول مسلم رأيته ولم اطلق النار عليه هو رفيق الحريري. اعود لاقول ان همي في تلك المرحلة كان التخفيف من حدة القتال لتوفير فرص الحوار وتشجيع حل سياسي يؤدي الى انهاء الحرب. ولهذا الهدف كنت اتصل بكل الناس وايلي حبيقة من بينهم.
طريق الطائف
كيف وصلنا الى الطائف؟
- الحقيقة ان المحاولات الرامية الى بلورة وفاق بين اللبنانيين لم تتوقف وكانت فيها محطات كثيرة. هناك محادثات وزير الخارجية الاميركي السابق جورج شولتز، وهناك ما عرف بورقة ابريل غلاسبي. وبعد اسقاط الاتفاق الثلاثي عقدت سلسلة اجتماعات مع الشيخ امين الجميل. وجاء الرئيس الجميل ذات يوم سراً الى قبرص وذهبنا معاً الى سردينيا في طائرتي وامضينا الليل هناك حتى الصباح، ونحن نتناقش في سبل تحريك العملية الوفاقية. كان حاضراً في سردينيا ايلي سالم وزير خارجية الجميل ومستشاره. كانت الفكرة الاساسية في سردينيا هي البحث عن طريقة تمكننا من تحقيق اختراق في جهود الوفاق واعادة تحريك عملية البحث عن حل لأن الجمود كان يعني التدهور والمزيد من التدهور خصوصاً بعد الوصول الى المأزق. ولم تسفر اجتماعات سردينيا عن نتائج. كنت اتردد على دمشق واحاول تهدئة الاوضاع. ولم ننجح ويا للأسف في تحاشي قيام حكومتين وحصلت المواجهات العسكرية التي يعرفها الجميع.
في كل هذه الاثناء كانت تراكمت لدي مجموعة من الاوراق المتضمنة افكاراً للحوار واقتراحات وتصورات رحت اقرأها وادون الملاحظات وابحث عن فرص التلاقي بينها واجري بين وقت وآخر اتصالات. كان القتال يستأثر بجهد الافرقاء في لبنان ووقتهم. واتاح لي وجودي في الخارج فرصة العمل الهادئ والصامت وفرصة التفكير في خطورة استمرار التنازع والتشرذم. عقدت القمة العربية في الدار البيضاء وتقرر فيها تشكيل اللجنة الثلاثية العربية العليا من قادة السعودية والمغرب والجزائر. واولى الملك فهد بن عبدالعزيز اهتماماً كبيراً لهذه المسألة وحصل تنسيق مع سورية وعين السيد الاخضر الابراهيمي مندوباً للجنة الثلاثية. وكان من الطبيعي ان نضع انفسنا في تصرف اللجنة الثلاثية. لهذا عملنا معها ومع مندوبها وشعرنا بأن فرصة جدية لانقاذ لبنان لاحت في الافق. عندما وجهت الدعوة الى النواب اللبنانيين للمشاركة في مؤتمر الطائف ارفقت الدعوة بما عرف بالمشروع العربي الذي كان في الحقيقة الهيكل او العمود الفقري لاتفاق الطائف او فلنقل على الاقل انه كان ورقة عمل. وذكر في المقدمة ان المشروع موضوع في تصرف النواب اللبنانيين للبحث فيه وتعديله وفق ما يرتأون لأن المشروع هو اجتهاد من الدول الثلاث لمحاولة حل الازمة اللبنانية.
هل كان اقناع النواب بالتوجه الى المؤتمر صعباً؟
- لا، ولكن كانت هناك مشكلة العماد ميشال عون مع نواب المناطق التي كانت تحت سيطرته وهو سمح لهم في النهاية بالتوجه الى الطائف. الحقيقة هي ان الطائف بدأ بارادة عربية في انقاذ لبنان مدعومة دولياً وانتهى الطائف بلقاء الارادة اللبنانية مع الارادتين العربية والدولية. وكانت هناك مناقشات طويلة ومجادلات لكن الشعور الغالب منذ البداية كان ضرورة التوصل الى حل والافادة من الرغبة العربية والدولية في مساعدة لبنان على الخروج من المحنة.
رحلة معوض السرية
هل بدا واضحاً في الطائف ان رينيه معوض سيكون الرئيس؟
- لم تنطلق في الطائف عملية البحث عن الرئيس المقبل. كانت هناك رغبة في تحاشي اختلاط الحسابات الرئاسية بالهموم الوفاقية. ولو فتح الباب للبحث في الاسماء لتعرقلت اشياء كثيرة.
غادر النواب جدة وتوجهوا الى باريس. السيدة نايلة معوض تقول ان زوجها استقل طائرة وضعها في تصرفه احد اصدقائه وتوجه الى دمشق في زيارة غير معلنة والتقى الرئيس الاسد. هل كانت الطائرة طائرتك ومتى حدثت الزيارة؟
- نعم كانت طائرتي، وحصلت الزيارة قبل 48 ساعة من الانتخابات والتقى خلالها الرئيس معوض الرئيس الاسد وعاد الى باريس. الواقع انه بعد اختتام اعمال مؤتمر الطائف حصل نوع من التوافق على رينيه معوض. بعد تبلور هذا الامر تحدثنا مع الاشقاء في سورية فرحبوا بالبحث معه وهكذا حدثت الزيارة. اقترب موعد الانتخابات وكان بعض النواب يقيم في باريس منذ عودته من السعودية بسبب الاوضاع التي كانت قائمة في المنطقة الشرقية.
وبرزت الى الواجهة عقدة المكان الذي ستجري فيه عملية الانتخاب بعدما بدا واضحاً ان التئام المجلس متعذر سواء في مقره الموقت في قصر منصور او في مقره السابق في ساحة النجمة. وظهرت اقتراحات كثيرة: البنك المركزي ومجلس الخدمة المدنية والاونيسكو والمطار… وفي النهاية حصل توافق على مطار القليعات لبعده عن مرمى المدفعية التي يمكن ان تعوق الاجتماع في الاماكن القريبة. توجه النواب المقيمون في باريس الى القليعات ووافاهم الى هناك النواب المقيمون في بيروت وعقدت الجلسة وانتخب الرئيس معوض. واذكر انه كلمني فور انتخابه من سيارة سليمان فرنجية الوزير الحالي فهنأته. وحاولت قبل جلسة الانتخاب اقناع الرئيس الياس الهراوي بالانسحاب لمصلحة معوض فرفض.
مع من كنت؟
- حصل توافق على رينيه وأنا ايدت هذا التوافق. الحقيقة لم يجر البحث في اسم الرئيس في الطائف ولكن كانت هناك اسماء مطروحة بعضها من خارج المجلس، وبما ان النواب كانوا يقومون بدور رئيسي في اعادة اللحمة الى البلد اكدتُ لهم ان البحث لاحقاً سيتركز على اختيار رئيس من داخل المجلس. هذه هي المرة الوحيدة التي فتح فيها موضوع الرئاسة وقلت ان الرئيس يجب ان يكون من داخل المجلس.
انصافاً للنواب
يقولون انك دفعت للنواب اموالاً في الطائف؟
- ابداً هذا الكلام غير صحيح. وهو كلام معيب. كان النواب يبحثون عن حل لأزمة وطنهم وكانوا يشعرون بأن آمال اللبنانيين معلقة عليهم. غُيّب دور النواب وفق محاولة مقصودة. مؤتمر الطائف شكل فرصة لاحياء الشرعية واعاد الى المجلس النيابي دوره والى النواب مساهمتهم الكبيرة في انقاذ بلادهم. كانت لدى النواب حماسة للوصول الى حل انطلاقاً من مشاعرهم الوطنية ومن حس المسؤولية. هذا الكلام عن ان نواباً تلقوا اموالاً يهدف الى النيل من النواب كلهم والى التقليل من حجم الدور التاريخي الذي لعبوه.
انت اذاً تستطيع الجزم بأنك لم تدفع؟
- لا انا ولا غيري. وما اقوله عن الطائف اقوله عن انتخاب رينيه معوض وانت سألت عنه. كان هناك شعور بخطورة الحالة فأي نائب يمكن ان يقدم في مثل هذا الظرف على المطالبة بثمن لصوته؟ كان انتخاب رئيس للجمهورية عملاً بالغ الاهمية فضلا عن ان الاسم المطروح هو احد زملائهم. الاتهامات التي توجه الى النواب لا تستهدف اشخاصهم بل تستهدف القول ان المجلس النيابي كان فاسداً وبالتالي فما صدر عنه يفتقر الى الصدقية. اي ان مطلقي الاتهامات يريدون التشكيك في ما توصل اليه النواب وينطلقون من هجماتهم على اشخاص النواب. انصافاً للحقيقة تعرض النواب لضغوط كثيرة وتعرض بعضهم لتهديدات.
غداً حلقة ثالثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.