حتى اليوم السادس من دورة ألعاب غرب آسيا المقامة حالياً في الدوحة، بلغت الحصيلة اللبنانية: أربع ذهبيات وثلاث فضيات وبرونزيتان، أي ان"الانجازات"تحققت في الألعاب الثلاث التي خاضها متبارون لبنانيون وهي: رفع الاثقال والسباحة والرماية، وبانتظار ان تزداد"الغلة"من خلال نتائج ألعاب القوى التي انطلقت أمس. وجاءت المشاركة اللبنانية من مبدأ العنوان الصريح"أفضل الممكن"في ضوء ضعف الامكانات وانعدام برامج الإعداد والمعسكرات لأسباب شتى، فكان الحضور من أجل المشاركة واكتساب الخبرة، وبعدد محدد لم يتعد 39 شخصاً. ولم تكن أفضل المواقف المتفائلة تنتظر أكثر من ميداليات معدودة، وتحديداً اعتلاء الرباع زكي عبدالله منصة التتويج في وزن 56 كلغ، مع تضاؤل حظوظه حين قررت اللجنة المنظمة احتساب ميدالية واحدة لكل وزن على أساس النتيجة المحققة في المجموعة، غير ان عبدالله حصد الفضية، ممهداً الطريق أمام توالي"التتويج اللبناني". فبرزت السباحات وتحديداً الصاعدة نبال يموت 13 عاماً التي حصدت ذهبيتي ال50م وال100م صدراً، ومرسيل مندلق فضية 100م ظهراً ونيفين العشي ذهبية 100م فراشة وعاونتهن لينا ماجد في سباقات البدل فأحرزن برونزيتين أيضاً. وتفوق الرامي طليع بوكامل وحصل على ذهبية مسابقة التراب على حساب صاحب الألقاب العالمية الكويتي خالد المضف. كما فاز الفريق اللبناني المؤلف من بوكامل وجو سالم حامل ذهبية الدورة العربية عامي 1997 و1999 ومحمد بصبوص بفضية الفرق، اضافة الى برونزية لم تكن منتظرة في مسابقة المسدس لمسافة 25 متراًً، لا سيما ان هناك صعوبات تواجه الرماة اللبنانيين في هذا"القطاع"لجهة عدم السماح في امتلاك المسدسات الرياضية. وأوضح رئيس اتحاد الرماية فوزي نحاس، الذي خاض أيضاً المنافسات في الدوحة"سبق وتقدمنا بطلبين الى وزارة الداخلية، عبر وزارة الدفاع لشراء مسدسات للرمي ولم نلق التجاوب، واستعملت مسدسي القديم في المسابقة في قطر قياساً الى المسدسات الحديثة والمتطورة التي استخدمها الرماة الآخرون...". وما تقدم يطرح مجدداً"النظرة المسؤولة"في لبنان الى الرياضة والحاجات والمتطلبات الواجب توافرها لتستقيم الامور، لأن ما تحقق في الدوحة، حتى الآن، غير بعيد أبداً عن مبدأ الظروف المحيطة، والنجاحات الفردية والمبادرة الخاصة والحماسة الشخصية والمواكبة العائلية لغالبية الأبطال، والا لكانت وسائل الاعلام ضجت بالتصريحات المتفائلة قبل بدء المنافسة وكثرة الوعود. لقد توجه أفراد البعثة اللبنانية الى الدوحة تحت عنوان"ضرورة المشاركة ومكاسبها المعنوية وتعزيز الخبرة. وليست دورة غرب آسيا الا عبرة مفيدة وأمثولة مثالاً لما يجب المبادرة الى تحقيقه، وعدم التلهي أكثر بپ"جنس الملائكة"وبالمنافسات في المكاتب، بل آن الأوان لايجاد الخطط وتخصيص الموازنات، وهي لن تشكل أي نسبة اضافية في العجز المالي المتفاقم. وجسّدت البعثة في الدوحة هذا الواقع، على أمل ان تعود نظيرتها التي توجهت الى النيجر للمشاركة في دورة الألعاب الفرنكوفونية الرابعة بدءاً من اليوم بانجازات نوعية ومعنوية ومن ضمنها ميدالية لمنتخب كرة السلة للسيدات، حامل اللقب العربي والأبرز"اقليمياً".