كشف الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خلال أحاديث جانبية أجراها في الجلسة الثانية لمحاكمته الاثنين الماضي، أنه لا يُحب طعام سجانيه الأميركيين، ويبغض بشدة مراقبته 24 ساعة يومياً، وأن شيئاً في محنته يذكره بالقائد التاريخي نابوليون بونوبارت والزعيم الفاشي بنيتو موسوليني. كما عُرضت عليه زيارات عائلية، لكنه رفض خشية أن تبكي النساء عندما يرون كيف يعيش الآن. هذه كانت بعض أفكار الديكتاتور السابق للعراق، والتي قالها فيما كان يمازح رفاقه السجناء وأعضاء فريق الدفاع عنه وحرس المحكمة خلال فترات الاستراحة في الجلسة الثانية لمحاكمته. ومن دون علم صدام ورفاقه، كانت مذياعات القاعة ما زالت حية خلال فترات الاستراحة، ويستمع اليها المترجمون العرب العاملون لمصلحة المراسلين الأجانب. وخاطب محامي الدفاع الرئيسي خليل الدليمي صدام قائلاً:"سيدي الرئيس، بالنسبة الى اقتراحك، أعتقد بأننا اذا وجدنا عضواً ضعيفاً في فريقنا ننتزعه، واذا وجدنا آخر ضعيفاً في ذلك الفريق نتركه". فرد عليه الرئيس المخلوع بالقول:"يضعف ذلك موقفهم ويُعزز موقفنا". وقارن صدام ملاحظاته حول السجن الأميركي مع القاضي السابق في المحكمة الثورية في عهده عواد البندر. وقال الرئيس السابق:"لا أكترث بالطعام وآكل فقط ما أُحب. أمشي عبر أربع بوابات حديد لأصل الى المنطقة حيث يمكنني أن آخذ نزهتي الصباحية". وشرح أن مساحة المشي"قد يكون طولها تسعة أمتار"، لافتاً الى أن"هناك عيناً عليّ 24 ساعة يومياً". وسأل البندر صدام:"هل ترى أقاربك؟". الرئيس المخلوع أفاد بأنه عُرض عليه زيارات عائلية لكنه رفض، وقال شيئاً عن كيف يمكن النساء أن تبكي اذا كان عليهن تحمل ظروف زيارته. ثم ذكر شيئاً عن"مصيره"، ملمحاً الى موسوليني ونابوليون. وطلب صدام من الدليمي الاعتذار من وزير العدل الأميركي السابق رامسي كلارك بعدما دقق القاضي بفحص أوراقه. وقال لمحاميه العراقي:"اعتذر للسيد كلارك عني. هذه بلد من العالم الثالث. ماذا يمكننا أن نفعل؟ هذا الأمر مؤلم لصورة العراق". وفي إحدى اللحظات، خاطب صدام حراس المحكمة قائلاً:"صدام ليس أسداً بعد الآن، فلا تخافوا منه". الى ذلك أ ف ب، أكد وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي وعضو هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق أن بعض العراقيين يطالب بدرس فكرة ترشيح صدام للانتخابات العراقية. ونقلت صحيفة"الدستور"عن النعيمي أن"عراقيين طلبوا من فريق الدفاع درس الوضع القانوني لامكان ترشيحه للانتخابات كنائب ثم كرئيس للجمهورية". وتابع النعيمي الذي حضر جلسة المحاكمة الاثنين الماضي:"اذا تعارض الأمر مع النظام القانوني فسيقدم"الرئيس"كمرشح فقط". ولم يحدد النعيمي ما اذا كان صدام سيخوض الانتخابات العراقية المقبلة في 15 كانون الأول ديسمبر الجاري. ورداً على سؤال حول تصريحات النعيمي، قال غزاوي إنه"خلال وجودنا في مطار بغداد تقدم منا أناس عاديون وعبروا لنا عن أمنيتهم بعودة"الرئيس"صدام الى الحكم". وأضاف:"أخبرنا هؤلاء العراقيون: فقدنا الأمان بعد ذهاب صدام حسين ونتمنى عودته". واستؤنفت الاثنين الماضي الجلسة الثانية لمحاكمة صدام التي بدأت في 19 تشرين الأول أكتوبر، وهي تجري في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد. ويُحاكم الرئيس المخلوع وسبعة من مساعديه في قضية واحدة تتعلق بقتل 148 قروياً شيعياً في الدجيل عام 1982.