مع تواصل سقوط صواريخ "قسام" على بلدة "سديروت" شرق قطاع غزة، تزايدت احتمالات اجتياح قوات الإحتلال الاسرائيلي المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من قطاع غزة، بما فيها شرق مدينة غزة، في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر. وترافق هذا التصعيد مع تصعيد فلسطيني مقابل، اذ فجر مقاومون سيارة مفخخة عن بعد قرب موقع حاجز عسكري اسرائيلي في بلدة باقة الغربية الواقعة داخل الخط الاخضر الذي يفصلها عن بلدة باقة الشرقية في الضفة الغربية. ونفت مصادر عسكرية اسرائيلية وقوع اصابات، كما نفت "كتائب شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح" أن تكون العملية التي نفذتها استشهادية. وذكرت "كتائب الأقصى" أن التفجير تم عبر جهاز تحكم عن بعد، مشيرة الى أن العملية جاءت رداً على "المجزرة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حي الشجاعية اول من امس واستشهد فيها 15 فلسطينياً وأصيب 45 آخرون بجروح متفاوتة. في هذه الاثناء، اجتاحت قوات اسرائيلية مناطق عدة في شمال القطاع، بغية منع اطلاق صواريخ "قسام" في اتجاه بلدة "سديروت" الواقعة داخل الخط الأخضر الى الشرق من بلدة بيت حانون شمال القطاع. وفي أعقاب ذلك، تراجع مطلقو الصواريخ بضعة كيلومترات الى الوراء، وأطلقوا ستة صواريخ صباح امس في اتجاه البلدة وبلدة أخرى في النقب الغربي داخل الخط الأخضر انطلاقاً من حي الشجاعية. ومع تقدم قوات الاحتلال في شمال القطاع من أكثر من محور، ومع استمرار تساقط الصواريخ، ازدادت مخاوف المواطنين في شمال القطاع وحي الشجاعية من احتمال اجتياح المنطقة بالكامل، على غرار ما حدث قبل أشهر عندما اجتاح الجيش الاسرائيلي بلدة بيت حانون لأكثر من 37 يوماً. وزاد من هذه المخاوف التعزيزات الكبيرة التي دفعت بها قوات الاحتلال الى شمال القطاع. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" إن اسرائيل دفعت بالمزيد من الدبابات والآليات العسكرية الى شمال القطاع، في خطوة تهدف في ما يبدو الى تحويل التوغل الذي بدأ امس في بعض المناطق الى عملية اجتياح واسعة النطاق. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال توغلت في المناطق الواقعة الى الشرق من بلدة جباليا ومخيمها، وحي تل الزعتر شمال المخيم، وفي قرية أم النصر في بلدة بيت لاهيا شمال مخيم جباليا. وأشارت الى أن الجرافات الاسرائيلية حفرت حفراً كبيرة في عدد من الطرق وأزالت طبقة الزفت عنها، كما دمرت خطوط المياه والكهرباء والهاتف، وهي مؤشرات أخرى إلى احتمال تعرض المنطقة للاجتياح. وأصيب حوالي عشرة شبان وفتية في مواجهات مع قوات الاحتلال في المناطق التي توغلت فيها ومن بينها قرية أم النصر حيث هدمت منزلاً. كما واصلت قوات الاحتلال تقسيم قطاع غزة الى ثلاث مناطق أمس لليوم الثاني على التوالي. وأبقت على حاجزي المطاحن وابو هولي جنوب مدينة دير البلح مغلقين، ما فصل جنوب القطاع رفح وخان يونس عن وسطه. وواصلت اغلاق الطريق الساحلية التي تربط وسط القطاع بشماله أيضاً، الأمر الذي قيد حركة عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين المدن والمخيمات والقرى في القطاع. وبعدما جرف الجيش الاسرائيلي مساحات من الأراضي الزراعية في مناطق السميري وأبو هّداف في بلدة القرارة جنوب القطاع، انسحب بعد توغل دام نحو ست ساعات. في غضون ذلك، أصيب المواطن عادل الزعتري برصاص قوات الاحتلال قبل ان يعتقل ويهدم منزله في مدينة الخليل. وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال حاصرت منزل الزعتري الذي ينتمي الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس واعتقلته بعد اصابته وهدمت منزله، فيما أصيب جنديان اسرائيليان بجروح في اشتباك مع مقاتلين فلسطينيين في المنطقة. واصيب ستة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في الخليل، كما اجتاحت هذه القوات مدينة طوباس فجر أمس للمرة الرابعة خلال ال48 ساعة الماضية ونكلت بالمواطنين وطلبة المدارس، فيما اجتاحت الجبل الشمالي في مدينة نابلس، وفرضت حظر التجول على بلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية. واقتحمت بلدة الرام شمال مدينة القدسالمحتلة. وهاجمت وحدة اسرائيلية خاصة سيارة مدنية كان يستقلها ثلاثة شبان، وأطلقت الكلاب المدربة عليهم، فنهشت جسد أحدهم قبل ان تعتقلهم وتقتادهم الى جهة مجهولة. واعتقلت قوات الاحتلال ليل الثلثاء - الأربعاء حوالي 17 فلسطينياً من مناطق مختلفة في الضفة الغربية.