أكد الرجل الثاني في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عماري صايفي المدعو "عبدالرزاق البارا" انه حصل فعلاً على فدية من السلطات الألمانية في مقابل الإفراج عن السياح ال32 الذين احتجزهم في الصحراء الكبرى مطلع سنة 2003. لكنه أكد أن الهدف من خطف السياح "لم يكن الحصول على أموال"، وان معظم المبلغ الذي حصل عليه من الألمان استُخدم في شراء مؤن واسلحة وذخيرة. وكان تردد ان برلين دفعت خمسة ملايين يورو لقاء إطلاق الرهائن، لكن "البارا" رفض تحديد المبلغ الذي تلقاه. واعترف "البارا"، في مقابلة مع مجلة "باري ماتش" الفرنسية التي قابلته في مكان احتجازه أسيراً لدى جماعة تشادية مسلحة معارضة لحكم الرئيس ادريس دبي، بأنه ظل على اتصال مع بعض السياح الاوروبيين حتى بعد الإفراج عنهم، وبينهم خمسة سياح فرنسيين. وقال ان أحد هؤلاء حرر له "بيان التزام" تعهد فيه بأن يسلم الى أقارب والدته "البارا" الفرنسية الأصل مبلغاً من المال في مقابل الإفراج عنه. وزعم "البارا" المحتجز في مرتفعات جبال التيبستي، شمال تشاد، أنه قبل إبعاده من القوات الخاصة للجيش الجزائري سنة 1991 كان تولى منصب مسؤول فرقة الحرس الخاص للرجل القوي في النظام في تلك الفترة اللواء خالد نزار. وقال ان الأخير "كان يعتبرنا مثل أبنائه وخصص لنا إقامة بجوار بيته في حيدرة" وأنه عرض عليه الزواج من فتاة في عائلته. وحاولت "الحياة" الاتصال هاتفياً، مساء أمس، باللواء نزار لتأكيد مثل هذه المزاعم أو نفيها، لكن ذلك تعذّر. وأضاف انه حاول الفرار ثلاث مرات من مركز الاحتجاز الذي يوجد فيه، وهي معلومات أكدها مسؤولون في الحركة التشادية. وقال "البارا" انه في المرة الثالثة ابتعد عن قبضة الحركة لمدة ثلاثة أيام كاملة قبل أن يعثر عليه أحد الرعاة وهو في حال عطش شديد، وبعدها قرر محتجزوه تشديد وثاقه ووضع قفل على القيود التي لُفّت على يديه ورجليه. ويقول الحراس الذين يتولون تأمين مركز احتجاز المتشدد الجزائري ان "البارا" فقد ما يزيد على 20 كيلواغراماً من وزنه منذ اعتقاله في الأسبوع الثالث من آذار مارس الماضي. وقال إنه يتولى حالياً تحضير وطهي العجين الذي يتناوله ويصوم أيام الاثنين والخميس بانتظام. وأوضحت المجلة، ان الأسير الضخم محتجز في مغارة.