في الخامس من أغسطس، أعلنت الهيئة العامة للترفيه عن الشعار الرسمي لاحتفالات عام 2025: "الفخر بطبيعتنا". قد يبدو الشعار للوهلة الأولى بسيطًا في كلماته، لكنه في جوهره يعكس فلسفة عميقة ترتبط بالإنسان والأرض والتاريخ، وتجسد في الوقت نفسه ملامح المملكة العربية السعودية في حاضرها ومستقبلها. عندما نتحدث عن "الفخر بطبيعتنا"، فإننا نحتفي أولًا بالإنسان السعودي الذي يشكّل جوهر هذه الهوية. هو إنسان فخور بقيمه الأصيلة التي لا تتغير مهما تغيّرت الظروف؛ الكرم، الشجاعة، الصبر، والإيمان العميق بالوطن، هذه الصفات ليست مجرد موروثات اجتماعية، بل هي عماد الشخصية السعودية التي استطاعت أن تواجه التحديات وتثبت وجودها على الساحة الإقليمية والدولية. وفي الجانب الآخر، تبرز الطبيعة الجغرافية الساحرة للمملكة، التي تشكل مصدرًا دائمًا للإلهام. فمن صحراء الربع الخالي، بكل ما تحمله من أسرار وجماليات، إلى جبال عسير الخضراء، ومن شواطئ البحر الأحمر الغنية بالتنوع البحري إلى واحات الأحساء الخصبة، نجد لوحة متكاملة من التنوع البيئي الذي يجعل المملكة متفردة في طبيعتها. إن هذا التنوّع ليس فقط إرثًا بيئيًا، بل هو أيضًا مصدر فخر واعتزاز، لأنه يعكس قدرة الإنسان السعودي على التكيف مع مختلف البيئات وصناعة حضارته فيها. الشعار أيضًا يفتح الباب أمام بعد آخر، وهو البعد الثقافي. فالثقافة السعودية، بكل ما تحمله من موسيقى وفنون وأدب وموروث شعبي، تمثل طبيعة هذا الشعب وروحه. اليوم، ومع ما نشهده من انفتاح ثقافي وتنموي ضمن رؤية المملكة 2030، صار الاعتزاز بالثقافة المحلية جزءًا لا يتجزأ من القوة الناعمة التي نشارك بها العالم، ونؤكد من خلالها أن هويتنا ليست فقط ماضٍ نعتز به، بل حاضر حيّ ومستقبل مزدهر. إن "الفخر بطبيعتنا" لا يقتصر على الفرد وحده، بل هو حالة جماعية يعيشها كل مواطن ومواطنة، فهو دعوة للتمسك بالجذور والاحتفاء بما نحن عليه من تنوع وثراء، دون الحاجة إلى تقليد أو تزييف، نحن نُظهر للعالم طبيعتنا كما هي، صافية، أصيلة، ومليئة بالقوة والإنسانية. هذا الشعار يأتي أيضًا في مرحلة مفصلية من تاريخ المملكة، حيث تسعى الدولة إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية وعالمية مؤثرة، ليس فقط بالاقتصاد والطاقة، ولكن أيضًا بالثقافة والهوية والإنسان. ولعل أجمل ما يحمله الشعار هو تلك الرسالة الموجهة إلى الأجيال القادمة: أن الفخر الحقيقي يبدأ من الذات، ومن الاعتزاز بما نحن عليه، ثم ينطلق إلى آفاق أوسع. في عام 2025، ونحن نحتفل تحت هذا الشعار، سنجد أنفسنا أمام فرصة لتجديد العهد مع الوطن. أن نفتخر بلغتنا العربية التي هي وعاء فكرنا وهويتنا، ب�