لم تنجح تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش الرافضة للاعلانات الانتخابية والممولة من خارج اطار الحملات الرسمية الديموقراطية والجمهورية، في فض الجدل في شأن اعلان "المركب السريع" لفرقة 527 من المحاربين القدامى والذي يهاجم انجازات المرشح الديموقراطي جون كيري في فيتنام وتصريحاته المعادية للحرب بعد انتهاء فترة خدمته. ورفض كيري أمس، سحب شكواه المقدمة الى اللجنة الفيديرالية للانتخابات والتي يتهم فيها البيت الأبيض وحملة بوش-تشيني بتمويل الاعلان "المشوه للحقائق والمشين للدورة الانتخابية"، كون أحد المشاركين في الاعلان مستشار رسمي للحملة قبل استقالته الأسبوع الماضي. وكان بوش ندد من مزرعته في كراوفرد تكساس أول من أمس، ب"كل اعلان يأتي من خارج الحملات، بما فيها اعلان 527". واشاد بسجل كيري العسكري في فيتنام، لكنه أكد أن "البلاد بحاجة الى قائد قوي في الحرب على الارهاب". وانتقد جون ادواردز المرشح لمنصب نائب الرئيس كلام بوش "الناقص" واعتبر ان الرئيس "فشل" في سحب الاعلان من التداول أو "ادانته مباشرة". وقال أدواردز أن حملة بوش-تشيني "لجأت الى الحيلة نفسها عام 2000" ضد المنافس الجمهوري والمحارب السابق في فيتنام جون ماكاين. وتسعى حملة كيري-ادواردز الى تحويل الانظار عن "ماضي فيتنام" الى المسائل "الحيوية" في الحملة وتحديداً الوضع الاقتصادي، خصوصاً بعد اقدام محللين اقتصاديين من الحزبين مثل النائب الجمهوري السابق ريتشارد أرمي، على انتقاد سياسية بوش الاقتصادية ل"افتقادها الى مخطط واضح لانقاذ الوضع" وأزمة أسعار النفط والجمود الحاصل في سوق العمل. وستتسابق الحملتان الى ولاية أوهايو الحاسمة في الأيام المقبلة حيث فقدت 250 ألف وظيفة صناعية في السنوات الثلاث الماضية. ويتقدم كيري حالياً بفارق نقطتين ونسبة 48 في المئة في الولاية التي أعطت درساً صعباً للجمهوريين، اذ لم ينجح تاريخياً مرشح جمهوري خسر الولاية في الوصول الى البيت الأبيض. نادر من خسارة الى أخرى وتحاول الحملة الديموقراطية التخفيف من "ضرر" المرشح المستقل رالف نادر وتجنيب وصوله الى لوائح الاقتراع في ولايات حاسمة. وهو فشل حتى الآن في جمع التواقيع المطلوبة للترشح في ولايات فيرجينيا والينوي وأريزونا وكاليفورنيا وجنوب كارولينا وميشيغان وتكساس وانديانا وماريلاند. وتحاول حملة نادر تقديم اعتراضات في ولايات ميشيغان وفيرجينيا، حيث يساعد الوجود العربي والمسلم حظوظ المرشح اللبناني الأصل في كسب نسبة ال5 في المئة ودخول الحلبة الرسمية للسباق الرئاسي. وحض المدعي العام في ولاية فيرجينيا جيري كيلغور أمس، اللجنة الفيديرالية للانتخابات على اعادة النظر في التواقيع وقبول نادر في السباق. ويتخوف الديموقراطيون من تكرار مشهد عام ألفين عندما خسر آل غور بفارق 537 صوتاً في ولاية فلوريدا التي صوتت لنادر بالآلاف.