أعلنت الحكومة اليمنية أنها أنجزت دراسات مشجعة لتطوير الجذب السياحي إلى الجزر الواقعة في البحر الأحمر والبحر العربي ومناطق أخرى لتشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار فيها. وبدأت السياحة العلاجية تنتعش بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة من خلال تدفق السياح من دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدد من المحافظات اليمنية لغرض السياحة العلاجية في حمامات المياه الطبيعية. قال رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية مطهر أحمد تقي في تصريحات ل"الحياة"أمس أن الهيئة أعدت دراسة متكاملة في شأن الفرص الاستثمارية في البنية التحتية، مثل تهيئة وتطوير موقع سياحي متكامل بإنشاء وتجهيز المنطقة بكل الخدمات والمرافق الأساسية وتهيئتها للاستثمار وتشغيلها وادارتها، أو إنشاء محطات توليد الكهرباء ومحطات تحلية مياه الشرب والطرقات في المناطق الخاضعة للتنمية السياحية. وأضاف تقي أن الفرص تشمل الاستثمار في مشاريع سياحية خاصة مثل الفنادق والقري السياحية والشاليهات والعوامات والقوارب واليخوت السياحية وخدمات النقل البحري السياحي، فضلاً عن إنشاء مدن ومراكز الألعاب الترفيهية والمنتزهات والنوادي والاستراحات والمطاعم السياحية ومراكز انتاج وتسويق المصنوعات الحرفية واليدوية التقليدية . وزاد أن السياحة العلاجية بدأت تنتعش بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة من خلال تدفق مجاميع من السياح من دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدد من المحافظات اليمنية لغرض السياحة العلاجية في حمامات المياه الطبيعية وبالذات في منطقة دمت. وأشارت دراسة الهيئة العامة للتنمية السياحية إلى وضع برامج مرحلية لتطوير مصادر المياه المعدنية ذات الأولوية واعدادها للسياحة العلاجية الداخلية أوعلى مستوى أقليم مجلس التعاون لدول الخليج العربي. ولفتت الدراسة إلى أن انتشار مواقع مصادر المياه المعدنية العلاجية في محافظات كثيرة لم يحقق نصيباً يذكر في خارطة الاستثمارات السياحية حتى الآن، معتبرة أن السياحة العلاجية ستعمل على تصحيح الاختلالات الكبيرة في خارطة الاستثمارات السياحية بتوسيع نطاقها الجغرافي لتشمل محافظات ومديريات. وأوضحت أن رؤية الهيئة العامة للتنمية السياحية تقوم على تهيئة مواقع المياه المعدنية للاستثمار واستكمال الدراسات العلمية الأولية لمواقع ينابيع المياه المعدنية العلاجية من حيث الخصائص الطبيعية ونوعية تركيب العناصر الكيميائية والفيزيائية للمياه لتحديد مؤشرات فوائدها العلاجية. وذكرت أن الهيئة تعتزم إعداد ملفات متكاملة لكل فرصة استثمارية على حدة والترويج لها محلياً واقليمياً ودولياً وتقديم التسهيلات كافة للمستثمرين بموجب المزايا التشجيعية التي يمنحها قانون الاستثمار. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وجه بإعداد خطة متكاملة للنهوض بموارد السياحة العلاجية وتهيئتها كفرص استثمارية جديدة وترويجها لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية. وعن استخدامات المياه المعدنية الطبيعية، ابرزت الدراسة أن استخداماتها في اليمن محصورة في مجالات الطب العلاجي البدائي عن طريق الاستحمام بالمياه أو استخدامها للشرب كعلاج من دون ضوابط علمية أو ارشادات طبية. وقالت الهيئة العامة للتنمية السياحية أن هناك ثراء وتنوعاً للعناصر الأساسية للمنتج السياحي اليمني، سواء الطبيعية أو الثقافية الجاذبة للسياحة والمتميزة بتفردها وقدرتها العالية على المنافسة في سوق السياحة العالمية. ورأت أن النقص في وسائل الإيواء والخدمات السياحية الأساسية في المدن الرئيسية والثانوية وانعدامها شبه الكامل في المناطق السياحية خارج المدن مثل الشواطئ والمنابع الطبيعية للمياة المعدنية الحارة والكبريتية يشجع على الاستثمار في هذا المجال. واعترفت الهيئة بأن المنتجع السياحي المعتمد على عناصر السياحة البحرية و الغوص والسياحة العلاجية والسياحة البيئية والجبلية والاصطياف والاستجمام لا يزال مقتصراً حتى الآن على هامش العرض السياحى وبالتالي هناك إمكانيات متاحة لتطور وتنمية السياحة وإنعاش حركة السياحة على المستوى الداخلي والاقليمى والدولي. وباشرت الهيئة العامه للتنمية السياحية إجراء المسوحات السياحية للمناطق في الشواطئ كمرحلة أولى، شملت حتى الآن عدداً من الجزر اليمنية على البحر الأحمر وخليج عدن والشواطئ على البحر العربي من منطقة عدن وحتى الحدود اليمنية العمانية جنوباً، فضلاً عن مسح أولي لعدد من الحمامات المعدنية الطبيعية. وحسب نتائج المسح السياحي للجزر، ركزت الدراسة على شواطئ ميدي والحديدة والتي تتوافر فيها الخصائص البيئية السياحية حيث تكثر فيها أشجار المانغروف والشعاب المرجانية والاعشاب البحرية المختلفة. ويعد هذا الشاطئ الأقرب إلى المنفذ البري بين اليمن والسعودية والذي يعبر من خلاله سنوياً الى اليمن ما بين 300 500 ألف مسافر من اليمنيين والسعوديين وخصوصاً خلال المناسبات الدينية وعطلات الصيف. وأبرزت الدراسة شواطئ ميدي وجزيرة الدويمة وحبل والريادي والطويل والعاتي وبحيص وشاطئ اللحية وشواطئ الخوبة ورأس الدوبعي والجهراء وجزيرة كمران وشواطئ العرج كمناطق تناسب إنشاء المشاريع السياحية الواعدة. ويشتهر اليمن بانتشار العديد من الحمامات المعدنية والبخارية والكبريتية والتي تتجاوز 70 حماماً، أشهرها حمام علي في آنس وحمام اللسي في ذمار وحمام دمت في الضالع وحمام السخنه في الحديدة وحمامات الديس وتباله والحامي والجارشيات في حضرموت وحمام رضوم في محافظة شبوة.