حض رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال أمس الشركات العربية والأجنبية على الإستثمار في الجزر اليمنية الممتدة على البحرين الأحمر والعربي. وأكد في إفتتاح المؤتمر الدولي الأول عن فرص الإستثمار في الجزر اليمنية، الذي يستمر حتى السبت، إلتزام اليمن بتقديم كل التسهيلات للإستثمارات المختلفة في الجزر وإعادة تأهيلها تنموياً في إطار خطة إستراتيجية. وأعلن رئيس الهيئة العامة لتنمية الجزر اليمنية عوض بامطرف أن أكثر من 20 شركة استثمارية أبدت رغبتها في عقد عدد من الاتفاقات مع الحكومة اليمنية للاستثمار في الجزر اليمنية، وتنتمي هذه الشركات إلى جنسيات إسترالية وكويتية ومصرية وإماراتية وإيطالية وسعودية. وذكر بامطرف أن"جوانب الاستثمار في الجزر اليمنية تشمل القطاع السياحي والنقل البحري والزراعي والسمكي". وقال مدير الهيئة العامة لتنمية الجزر اليمنية يحيى الكينعي أن"أكثر من 25 وفداً يمثلون مختلف الشركات الاستثمارية العربية والأجنبية يشاركون في المؤتمر الدولي عن فرص الاستثمار في الجزر اليمنية". وأضاف أن"المؤتمر سيناقش أربعة محاور رئيسية أهمها المحور الدولي الخاص باستعراض التجارب الدولية في استثمار الجزر، إضافة إلى المحور العربي الذي سيتم فيه التركيز على الاستثمارات السياحية الناجحة وأسس إنشاء المنتجعات السياحية الناجحة، ووضع آلية جديدة لاستثمار الجزر اليمنية ضمن الاتجاهات الاستثمارية الدولية"، مشيراً إلى أن المؤتمر سيناقش 40 ورقة عمل بمشاركة أكثر من 340 شخصية محلية عربية وأجنبية. وكشف الكينعي عن تأسيس مجلس تنسيق للعمل في الجزر والتواصل مع المنظمات الدولية والشركات الاستثمارية يضم ممثلين عن الهيئة العامة للاستثمار والهيئة العامة للسياحة والهيئة العامة لحماية البيئة ووزارة الثروة السمكية وخفر السواحل ومصلحة أراضي وعقارات الدولة إلى جانب الهيئة العامة لتنمية الجزر اليمنية وتطويرها لتوحيد وتكامل الجهود المشتركة لتنمية الجزر اليمنية وتطويرها في غرفة عمليات مشتركة، كما أعلن تأسيس منطقة حرة في جزيرة سمحة إحدى جزر أرخبيل سقطرى. وأكد الكينعي أن الهيئة نفذت عدداً من الدراسات المتخصصة في شأن الجانب البيئي، كما أجرت مسوحات لجزر البحر الأحمر عام 1991، وفي عام 1992 تم الانتهاء من تنفيذ سبع دراسات في المجالات السياحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية ومجتمعات الصيادين فضلاً عن المخططات العمرانية والاستثمارية والجيولوجية، وإجراء مسح فوق وتحت مائي لنحو 130 موقعاً بين جزر ميدي شمالاً وجزر بئر علي في محافظة شبوة. ويستعرض المؤتمر التجارب الدولية في إدارة الجزر وتنميتها وفقاً لموقعها الجغرافي، كما يسعى إلى بلورة فكرة يمنية لإحياء آلية جديدة لاستثمار الجزر، ويناقش قضايا الاستثمار وأفكاره وتوجهاته من خلال تجارب ناجحة في الجزر اليمنية وأسس تصميم المنتجعات السياحية ومعاييرها. وقال الكينعي أن"الجزر اليمنية وبموجب الدراسات العلمية التي أجريت تملك ما يزيد على أربعة آلاف فرصة استثمارية من شأنها أن توفر ربع مليون فرصة عمل". ولفت إلى أنه سيعلن في المؤتمر ميزات خاصة وتسهيلات للمستثمرين في الجزر اليمنية، إلى جانب التسهيلات الاستثمارية التي يمنحها قانون الاستثمار. ويهدف المؤتمر إلى التعريف بالجزر اليمنية من حيث الموقع والمساحة والمميزات الطبيعية والاقتصادية والتنوع البيئي والمكنون التراثي لسكان الجزر والترويج السياحي فيها، وتعريف المستثمرين بفرص الاستثمار المتاحة والممكنة في الجزر اليمنية وجذب الاستثمارات وأصحاب رؤوس الاموال المحلية والعربية والدولية إليها. وتسعى الحكومة اليمنية إلى حشد الجهود لتوفير الامكانات والخبرات لمعرفة وتنظيم استغلال الموارد الطبيعية المتنوعة في الجزر اليمنية واستثمارها، وتحديد احتياجات تطوير بنيتها التحتية، والمساهمة في إيجاد منظومة متكاملة للرقابة والتفتيش البحري، وتحقيق التنمية المستدامة للجزر بالشراكة مع الدول والهيئات الدولية المانحة والمهتمة بتنمية الجزر وحماية البيئة البرية والبحرية. يشار إلى أن الجمهورية اليمنية تمتلك نحو 183 جزيرة موزعة على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي، وتم توزيعها الى أربعة أرخبيلات، يشمل الأرخبيل الأول جزر البحر الأحمر ويضم 151 جزيرة، فيما يضم الأرخبيل الثاني جزر خليج عدن وعددها 20 جزيرة، أما أرخبيل جزر البحر العربي فيضم خمس جزر فقط ، فيما يضم أرخبيل سقطرى 7 جزر في المحيط الهندي. وغالبية هذه الجزر مهجورة وغير مسكونة، لكن هناك جزراً يمنية مأهولة السكان كجزر كمران وميون وبكلان والفشت وسقطرى وعبد الكوري وسمحة وحنيش، ويمارس سكانها العديد من الأنشطة الاقتصادية، وتحتضن هذه الجزر العديد من المواقع الأثرية. وكشفت دراسات ميدانية ستقدم إلى المؤتمر، أجراها خبراء وأكاديميون، ثراء بيولوجياً وتنوعاً حيوياً فريداً في الجزر اليمنية، حيث تملك أكثر من 2400 نوع من الشعاب المرجانية، و700 نوع من أسماك الزينة، إلى جانب 500 نوع من الرخويات و200 نوع من الأسماك. وتحتضن الجزر اليمنية نحو 113 نوعاً من النباتات البحرية، و292 نوعاً من النباتات البرية، و48 كلم مربع من أشجار المانغروف، ويستوطن هذه الجزر نحو 363 نوعاً من الطيور المستوطنة تشمل 18 رتبة و61 عائلة و77 صنفاً من أصناف الطيور. وبحسب الدراسات فان الجزر اليمنية تملك الكثير من المميزات المغرية لسياحة الغوص والصيد والرحلات ومراقبة الطيور والسلاحف، وتشمل 130 موقعاً يمتد من شمال جزيرة زقر حتى نقطة الالتقاء بين البحر الأحمر وخليج عدن في جزيرة ميون بباب المندب، بالإضافة إلى تميزها بمناخ استوائي ملائم وبيئة رملية خلابة.