سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رامسفيلد يشبه عمليات المقاومة العراقية بهجمات الفيتكونغ والزرقاوي نجا من غارة جوية وبريمر يشدد على "تسلل معظم الارهابيين من حدود سورية وايران". علاوي يطالب بصدام وباول يتمسك به برنامج ل"المصالحة" والانتخابات في موعدها
قبل يومين من موعد نقل "التحالف" السلطة الى العراقيين، شهدت العلاقة بين الحكومة الانتقالية برئاسة اياد علاوي وبين الأميركيين سجالاً "صامتاً"، على مصير الرئيس المخلوع صدام حسين. واذ اكد علاوي ان الأخير سينقل مطلع تموز يوليو الى سجن جديد تحت حراسة عراقية مدعومة بشكل "محدود" من قوات "التحالف" و"سيحتجز بإشراف عراقيين"، أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان صدام سيبقى تحت حراسة اميركية "في المدى المنظور". راجع ص2 و3 و4 وللمرة الأولى شبّه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد العراق ضمناً بما واجهته الولاياتالمتحدة في حرب فيتنام، مقارناً بين مقاومة العراقيين وبين هجوم دموي نفذه مقاتلو الفيتكونغ، في حين شدد الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر على ان "غالبية الارهابيين الذين يشكلون عائقاً أمام استتباب الأمن" في ذلك البلد "تتسلل عبر الحدود السورية والايرانية". في المقابل اكدت دمشق استعدادها مساعدة العراق في استعادة سيادته. وسيعلن علاوي بعد غد الأربعاء برنامجاً للمصالحة الوطنية، وعفواً عن "المغرر بهم" من العراقيين. وهو اكد امس ان الانتخابات ستجرى في موعدها مطلع العام المقبل. وستشهد بغداد احتفالاً ضخماً يتضمن مراسم نقل السلطة، في وقت تكثف الشرطة اجراءاتها وتشدد قبضتها على "بؤر الاجرام"، علماً ان رامسفيلد نبه الى تأييده "حلاً عراقياً" لمشكلة الأمن. وعلى وتيرة التصعيد الذي يسابق 1 تموز يوليو، موعد انتهاء الاحتلال رسمياً، اصيبت طائرة نقل عسكرية اميركية امس بطلقات فوق منطقة مطار بغداد، ما أدى الى مقتل اميركي. تزامن ذلك مع دوي انفجارات في قلب العاصمة، في وقت كشف مسؤول في البنتاغون ان "أبا مصعب الزرقاوي" الذي تهدد جماعته بقطع رؤوس ثلاث رهائن أتراك، أفلت من قصف جوي الجمعة الماضي، فيما كانت طائرة تجسس ترصد تحركاته. وأكد الجنرال توماس ميتز نائب قائد قوات "التحالف" لوكالة "فرانس برس" ان الجيش الاميركي يعتزم توفير الحماية لرئيس الوزراء العراقي بعد تسليم السلطة، في حين ابطلت الشرطة مفعول عشرات عبوات ناسفة في منطقتين مكتظتين بالسكان جنوببغداد. الى ذلك، رأى رامسفيلد ان ارسال تعزيزات عسكرية الى العراق قد لا يكون ضرورياً، مشيراً الى ان "المهمة الحقيقية للأمن ليست اغراق البلد بمزيد من القوات". وفي اول مقارنة بين الأحداث في العراق وحرب فيتنام، قارن الوزير موجة العنف في العراق بهجوم التيت في فيتنام عام 1968 والذي شكل نقطة تحول نفسية في الحرب هناك، لكنه اعتبر ان "تلك الهجمات لن تنجح" بعدما ذكّر بهجمات مقاتلي الفيتكونغ. وصرح في اسطنبول بأن "المتطرفين درسوا هجوم التيت وأصبحوا يستهدفون مدنيين ودول التحالف وأهدافاً سهلة لتسديد ضربات نفسية". وكان هجوم التيت نبه الملايين من الاميركيين الى الحرب في فيتنام، من خلال صور عرضها التلفزيون، كما ساهم في اقناعهم بكذب حكومتهم لدى اعلانها انها تكسب الحرب. وتزامنت تصريحات رامسفيلد مع تسريب الجيش الاميركي معلومات مفادها انه رصد أدلة متزايدة على "زواج مصلحة" بين مسلحين علمانيين يستخدمون أسلحة تقليدية و"ارهابيين" يجيدون اعداد سيارات مفخخة. أما مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس فأكدت مجدداً ارتباط تنظيم "القاعدة" بنظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وقالت في حديث الى شبكة "فوكس" التلفزيونية الاميركية: "لم يكن هناك اشراف عملاني، لكن القاعدة كانت تحصل على تسهيلات لعملياتها، والعراقيون قدموا خبراتهم في صنع قنابل وتزوير وثائق". وتابعت ان "الاردني الزرقاوي معروف بزياراته بغداد بين وقت وآخر وكان تنظيمه يعمل انطلاقاً من هناك"، معتبرة ان نظام صدام كان "عراب الارهاب". وكشفت ان الحكومة الانتقالية في العراق ستوظف عناصر من النظام السابق في أجهزتها الأمنية، لكنها أضافت: "العراقيون يرغبون في دعوة بعض العناصر المدربة الى العودة، لكنهم يحرصون على عدم عودة أناس تلطخت ايديهم بالدماء". وتوخت رايس الغموض في شأن مسألة احتمال توجه الرئيس جورج بوش الى العراق، لمناسبة نقل السلطة، وقالت لشبكة "اي بي سي" التلفزيونية: "ان احتفال نقل السلطات يعني العراقيين. انها فرصة متاحة لهم في هذه اللحظة التاريخية، لبناء عراق مختلف بإسم مواطنيهم". واشارت الى ان بوش "سيوقع في وقت قريب جداً رسالة تنص على قيام علاقات ديبلوماسية مع العراق، للمرة الأولى منذ اكثر من عشر سنين". في الوقت ذاته، اعتبر باول ان "المتمردين" في العراق ينسقون أكثر مع اقتراب موعد نقل السيادة، مشيراً الى ان ذلك "يغير طبيعة العدو". وفي حديث الى شبكة "سي بي اس" من تركيا حيث يشارك باول اليوم الى جانب الرئيس جورج بوش والوزير رامسفيلد ورايس في قمة الحلف الاطلسي، قال باول: "اذا نظرنا الى التمرد وما فعل خلال الاسابيع الماضية، يتبين لنا مستوى تنسيق وقيادة وسيطرة علينا تحديده ومطاردته". وشدد على ان "المتمردين لا ينتمون الى التنظيم ذاته، اذ ان بعضهم ينتمي الى مجموعة الزرقاوي، فيما آخرون من أنصار مقتدى الصدر". في موازاة ذلك، قال بريمر لصحيفة "الصباح" العراقية: "لا نستطيع اغلاق الحدود مع بلدان الجوار، لأنها مسألة صعبة جداً، فحدود العراق تقدر بآلاف الكيلومترات وتمتد عبر الاراضي الصحراوية". واضاف ان "غالبية الارهابيين الذين يشكلون عائقاً أمام تحقيق الأمن في العراق، تتسلل عبر الحدود السورية والايرانية". جاء ذلك فيما كشف تقرير صحافي ان بريمر أجرى تعيينات تمتد الى ما بعد استلام الحكومة الانتقالية السلطة بعد غد، في محاولة للترويج ل"رؤيته" في حكم البلاد. القوة المتعددة الجنسية في سياق آخر، دعا علاوي البحرين والمغرب وعُمان الى المشاركة في القوة المتعددة الجنسية، مؤكداً ان "رسائل وجهت الى عاهل المغرب وعاهل البحرين وسلطان عمان، كي تشارك بلادهم الى جانب دول اخرى" في القوة. وفي حين اكد نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام استعداد دمشق لمساعدة العراق في استعادة سيادته، شدد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح على ان بلاده وباقي دول الجوار تمد يدها لمساعدة ذلك البلد في "تحقيق الأمن والاستقرار" بعد نقل السلطة الذي وصفه بأنه "أمنية". واعرب عن تفاؤله ب"أن يعطى العراقيون حقوقهم ليحكموا بلدهم". استهداف طائرة ميدانياً، اعلن الجيش الاميركي أمس ان طائرة نقل من طراز "سي 130" اصيبت باطلاق نار من اسلحة خفيفة عقب اقلاعها من مطار بغداد، وان أحد من كانوا على متنها أصيب اصابة أدت الى مقتله. وقال الجنرال مارك كيميت في بيان: "اضطرت الطائرة للعودة الى مطار بغداد لعلاج هذا الشخص لكنه توفي"، وعلم انه اميركي. واغتال مسلحون عقيداً سابقاً في الحرس الجمهوري العراقي قرب مدينة كركوك، في حين اغتيل علي عبد الحسين كامل استاذ الفيزياء في كلية العلوم في جامعة بابل في مدينة الحلة جنوببغداد. وقال شهود ان مسلحين اطلقوا النار عليه لدى خروجه من الجامعة. في الوقت ذاته رفضت انقرة الرضوخ لمطالب جماعة "أبي مصعب الزرقاوي" التي خطفت ثلاثة اتراك، وهددت بقطع رؤوسهم. الزرقاوي وكانت شبكة "سي ان ان" الاميركية نقلت عن مسؤول في البنتاغون ان الزرقاوي افلت الجمعة الماضي من قصف اميركي استهدف "أحد مخابئه الآمنة" في الفلوجة. وتابع المسؤول ان طائرة تجسس من دون طيار حلقت فوق المنطقة أثناء القصف الذي استخدمت خلاله قنابل وزن كل منها 500 رطل، ورصدت تحرك قافلة سيارات كانت تتجه الى الهدف، عندما نزل منها شخص يعتقد بأنه الزرقاوي، ثم اندفع أرضاً بقوة الانفجار، وزج به سريعاًً في احدى السيارات لتغادر القافلة المكان.