بعد انتظار دام نحو 15 شهراً على آخر جلسة عقدتها سوق العراق للأوراق المالية البورصة، قبل بدء الاحتلال الأميركي للعراق، شهدت الخيمة التي نصبت في حدائق فندق"المنصور ميليا"الكائن على نهر دجلة في بغداد أمس حشداً واسعاً من المستثمرين وحاملي الأسهم الذين توجهوا بنظراتهم الى شاشات العرض التي نُصبت، وبرزت عليها اسعار الاسهم، وسط اقبال شديد على التداول من المستثمرين الذين ضاقت بهم الخيمة ما اضطرهم إلى الاحتشاد خارجها. ونُقل عن مستثمر في السوق قوله"ان المصارف احتلت الاولوية في التعامل إذ شهد معظمها ارتفاعاً في أسهمه، وهو ما كان يتوقعه حاملو الأسهم فيها على رغم الزيادات المتوالية التي حصلت في رأس مالها خلال الفترة الماضية". وقال محللون"إن الاقبال على أسهم المصارف حصل على رغم أن البعض كان يعتقد أن زيادة رأس المال فيها ستكون عائقاً امام تحقيق أي ارباح في حين رأى البعض الآخر أن الطفرة العالية في رأس مال هذه المصارف تؤمن لها قدرة وسيولة ماليتين تساعدانها على الحركة والتشغيل". وكانت مصارف"الاستثمار العراقي"و"بغداد"و"دار السلام"في مقدمة المصارف التي شهدت أسهمها ارتفاعاً ملحوظاً. وكان اعلاها"مصرف بغداد"الذي بلغ سعره تسعة دنانير فيما كان سعر مصرف الاستثمار العراقي دون ال 6 دنانير. وأشار المستثمرون إلى ما اعتبروه تطوراً نوعياً في اسعار أسهم الشركات الصناعية التي تواجهها مشاكل كثيرة جراء سوء العلاقة بين الادارات والعمال التي انعكست على اوضاعها المالية. وقال أحد حاملي الاسهم انه لم يكن يتوقع ان يرتفع سعر سهم"شركة الصناعات الكيمياوية"أو سعر سهم"شركة الأصباغ الحديثة"جلسة أمس سيما وان سعر سهم"الأصباغ الحديثة"بلغ 18 ديناراً، ما اعتبر بمثابة تأكيد على أن هناك أملاً يعقده المستثمرون على مستقبل الصناعات العراقية رغم المشاكل الكثيرة التي تعوق نجاحها.