دفعت"الاضطرابات الجوالة"في ثلاث قارات تضم الشرق الأوسط وجورجيا وكولومبياونيجيريا اسواق النفط الى"القلق والترقب"ما ابقى الاسعار عالية في اوروبا والشرق الاقصى والولايات المتحدة على رغم ان رئيس"اوبك"اشار الى ان المنظمة الغت تقريباً خفض الانتاج الذي كانت قررت تطبيقه اعتباراً من اول نيسان ابريل الماضي. وتجددت انباء تحدثت عن ان المنظمة تتجه الى"الغاء الخفوضات رسمياً"في اجتماع بيروت المقرر عقده في الثالث من الشهر المقبل"اذا بقيت الاسعار عالية جداً"في محاولة لاعادة اسعار نفوطها الى المستوى السعري الذي يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. حافظت اسعار النفط امس على مستواها المرتفع الذي لم تشهده منذ 13 عاماً مع استمرار المخاوف الامنية، وتردد انباء عن تلغيم ميناء النفط الرئيسي على البحر الاسود، وانفجار سيارة مفخخة في كولومبيا قرب اكبر حقل نفطي قريب من الحدود الفنزويلية، واعمال العنف في نيجيريا. وعلى رغم محاولة منظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"تهدئة قلق السوق بتأكيد استمرارها في تجاوز حصص الانتاج وضخ المزيد من الخام الى السوق، وتوقعات زيادة المخزون الاميركي من النفط والمشتقات لم تتراجع الاسعار سوى بضع سنتات وظلت قريبة من اعلى مستوياتها التي اقفلت عليها اول من امس الثلثاء. وعند ظهر امس تراجع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"11 سنتاً فقط الى 35.82 دولار للبرميل كما تراجع سعر الخام الاميركي الخفيف تسعة سنتات الى 38.90 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"واصل الارتفاع اول من امس الثلثاء الى 34.71 دولار للبرميل من 34.13 دولار الاثنين. وشهدت السوق امس بعض عمليات البيع لجني الارباح بعد الارتفاع الكبير في الاسعار الثلثاء اضافة الى توقع ارتفاع المخزون الاميركي، ما ادى الى تراجع الاسعار قليلاً. الا ان اسعار النفط ظلت قوية بفعل استمرار المخاوف الامنية في الشرق الاوسط واعلان وزير الدفاع الجورجي ان ميناء تصدير النفط في باتومي على البحر الاسود تم تلغيمه. وتضم باتومي، عاصمة اقليم اذاريا المضطرب، اكبر منشآت التكرير في المنطقة ويورد الميناء 200 الف برميل يومياً. كذلك ادى تفجير سيارة ملغومة في ولاية اراوكا الكولومبية، التي تقع قرب الحدود الفنزويلية وتضم اكبر حقل نفطي في البلاد، الى زيادة القلق حول الامدادات النفطية. وفي نيجيريا وقعت اضطرابات طائفية وعلى رغم بعد منطقة الاحداث عن منشآت النفط في دلتا نهر النيجر، الا ان السوق حساسة جداً لاي اضطرابات في نيجيريا، عضو"اوبك"واكبر منتجي النفط في افريقيا. وقال محللون في اسواق الطاقة ان العنف في الشرق الاوسط، خصوصاً ما يتعرض منه للمنشآت النفطية، يؤدي الى استمرار المخاوف من تأثر الامدادات ومن ثم ارتفاع الاسعار. ورأى هؤلاء انه حتى لو تراجعت الاسعار نتيجة زيادة المخزون الاميركي فان التراجع لن يكون كبيراً او لفترة طويلة. وفي محاولة لطمأنة السوق قال رئيس"اوبك"وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسغيانتورو امس ان منتجي"اوبك"يواصلون تجاوز حصص الانتاج الرسمية ما يمنح الاسواق امدادات وفيرة على رغم ارتفاع الاسعار. وقال بورنومو:"هناك تجاوزات 1.5 مليون برميل يومياً فوق السقف الرسمي، ونحن نؤكد للسوق ان هناك نفطاً كافياً". وقالت"اوبك"في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان انتاج المنظمة زاد 1.4 مليون برميل يومياً على سقف الانتاج لآذار مارس. وتشير تقديرات الانتاج الى ان حجم تجاوزات الانتاج زاد في نيسان مع احجام اعضاء"اوبك"عن تنفيذ اتفاق لخفض اجمالي الانتاج مليون برميل يومياً اعتباراً من مطلع نيسان. وامتنع بورنومو عن القول إذا كانت"اوبك"سترفع سقف الانتاج في اجتماعها في بيروت في الثالث من حزيران يونيو، وقال:"انا على اتصال مع امانة اوبك ولا نزال ندرس التطورات. علينا ان نرى السبب في ارتفاع الاسعار". وقالت الكويت هذا الاسبوع ان بقاء اسعار النفط مرتفعة سيشجع"اوبك"على مواصلة الانتاج بكميات اكبر من الحصص الرسمية، وان تجاوزات الانتاج تراوح بين ثلاثة و3.5 مليون برميل يومياً. واشارت دولة الامارات العربية المتحدة الى ان"اوبك"قد ترفع سقف الانتاج الرسمي لتهدئة الاسعار وتعويض انخفاض المخزون في الربع الثالث، وقالت نيجيريا ان من السابق لاوانه التكهن بما ستقرره"اوبك"في اجتماعها في حزيران.