قال الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بورنومو يوسجيانتورو إنه سيترك منصبه كقائم بأعمال أمين عام المنظمة في نهاية هذا العام عندما تنتهي فترة ولايته كرئيس لها. وكانت أوبك قد عينته بصفة مؤقتة أمينا عاما لها في مطلع هذا العام بعد أن أخفقت في الاتفاق على بديل دائم يشغل المنصب لمدة ثلاث سنوات منذ أن انتهت فترة ولاية الفارو سيلفا في نهاية عام 2003 . في المقابل، نبه بورنومو يوسيجيانتورو انه يتعين على المنظمة دراسة خطوات لمواجهة تباطؤ موسمي في الطلب على النفط في الربع الثاني من العام القادم على الرغم من بقاء أسعار الخام قرب 50 دولارا للبرميل. وقال بورنومو "اننا قلقون من ان الطلب سيهبط في الربع الثاني من 2005. اوبك تحتاج الى التفكير جديا في الخطوات التي يجب اتخاذها مع ان السعر الحالي للنفط ما زال مرتفعا". ويجتمع وزراء نفط أوبك في القاهرة في العاشر من ديسمبر الجاري لمراجعة السياسة الإنتاجية للمنظمة في الربع الاول من عام2005، فيما أكد يوسجيانتورو ان المنظمة ستسمح للأعضاء بمواصلة تجاوز حصص الإنتاج المقررة لهم في الربع الأول من العام المقبل اذا ظلت أسعار النفط مرتفعة. وانخفضت أسعار النفط العالمية بنسبة سبعة بالمائة الأسبوع الماضي بعد أنباء عن ارتفاع المخزونات الأمريكية هدأت المخاوف المتعلقة بالإمدادات في فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وقال بورنومو ان إجمالي إنتاج أوبك يبلغ 30.5 مليون برميل يوميا بينها مليون برميل يوميا من العراق. ويبلغ السقف الرسمي لإنتاج المنظمة الذي يستثني العراق 27 مليون برميل يوميا. ورفعت أوبك إنتاجها هذا العام فوق سقف الإنتاج الرسمي ليصل الى أعلى مستوياته منذ أواخر السبعينات في محاولة لتهدئة أسعار النفط الجامحة التي زادت أكثر من 70 في المائة منذ نهاية عام 2003 لتصل في أكتوبر الى أعلى مستوى على الإطلاق مسجلة 55.67 دولار للبرميل. وحول تأثير تراجع سعر صرف الدولار على الدول المصدرة للنفط أعرب وزير الطاقة القطري عبدالله العطية عن قلقه ازاء ذلك حيث تقدر خسائر دول المنظمة حوالي 30 بالمائة. وقال الوزير القطري ان ارتفاع اسعار النفط في الأشهر الأخيرة لم يكن عائدا الى نقص في الإمدادات النفطية في الأسواق العالمية، مبينا ان العرض الحالي أكثر من الطلب. وأضاف الوزير الذي تشغل بلاده مقعدا في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ان الاجتماع غير العادي للمنظمة في القاهرة سيتدارس كل ما يهم المنظمة، وماذا ستكون عليه السياسات خلال الربع الثاني من السنة المقبلة. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قدرت نهاية أكتوبر ان أسعار النفط التي شهدت ارتفاعا كبيرا سنة 2004 وصل الى مستويات قياسية، يفترض ان تتراجع الى ما دون 30 دولارا وتبلغ 22 دولارا (بقيمة سنة 2000) بالقيمة الفعلية مع اعتبار مستوى التضخم سنة .2006 وبحسب المحللين فان هذا السعر يوازي 27 دولارا بالأسعار الحالية. وأكد الوزير القطري "ضرورة بحث أرقام منظمة الطاقة الدولية التي أشارت الى انخفاض الإقبال على النفط خلال الربع الثاني من 2005 بعناية" خلال اجتماع القاهرة. وقالت إيران ثاني أكبر منتج للنفط داخل أوبك: ان المنظمة يجب أن توقف تجاوزات الإنتاج لتجنب زيادة المخزونات بدرجة كبيرة في فصل الشتاء. وتوقعت المنظمة زيادة كبيرة في المخزونات إذا استمرت في الضخ بالمستوى الراهن وهو أعلى مستوى في 25 عاما. وضخت الدول العشر الأعضاء في نظام حصص أوبك باستثناء العراق ما يقدر بنحو 2.9 مليون برميل يوميا في أكتوبر بزيادة بمقدار 900 ألف برميل يوميا عن سقف إنتاج المنظمة الذي بدأ العمل به في الأول من نوفمبر. وقالت نيجيريا والجزائر: إن المنظمة ستترك على الأرجح حصص الإنتاج الرسمية دون تغيير في اجتماعها في ديسمبر. وقال بورنومو: إن هناك اقتراحا بالإبقاء على حصص الإنتاج الراهنة، فيما قال عضو بمجلس محافظي أوبك عن اندونيسيا والذي يقوم بزيارة لمانيلا: إن بلاده لن تؤيد اي خفض لحصص الانتاج. واندونيسيا هي الدولة الوحيدة في أوبك التي تنتج أقل من حصتها الرسمية وزادت وارداتها من النفط عن صادراتها منه في وقت ما هذا العام. عبدالله العطية